خالد السليمان

أعلنت هيئة التراث تسجيل 13,040 موقعاً تراثياً عمرانياً جديداً في السجل الوطني للتراث العمراني، ليصل العدد الإجمالي للمواقع المسجلة إلى 17,495 موقعاً في مختلف مناطق المملكة !

تخيلوا كم من المواقع العمرانية التراثية كان يمكن إضافتها لهذا الرقم لولا الإهمال والعبث الذي طالها، وغياب ثقافة المحافظة على المواقع التراثية العمرانية في مختلف مناطق المملكة ؟!

في كثير من المدن العالمية ذات التاريخ العميق وجدوا في المواقع العمرانية التراثية منجماً للذهب من خلال استثمارها في جذب السياح وزيادة الأثر الاقتصادي، ولعلي أضرب مثلاً بالدرعية التي أصبحت بعض أحيائها القديمة نشطة بأنشطة المطاعم والمقاهي والمتاجر داخل البيوت التراثية، مما أضفى عليها مزيداً من السحر والجاذبية وباتت متنزهاً لسكان الرياض وسياحها !

في جنوب الرياض أتذكر أحياء كاملة من البيوت الطينية التي أهملت وتهدمت منها أجزاء، بينما تحول الصالح منها مساكن للعمالة الأجنبية وربما بعض مخالفي الإقامة، وتطوير هذه الأحياء لتكون مكاناً للأنشطة السياحية ومتاحف تراثية سينعشها ويجعل لها فائدة ذات مردود عالٍ اجتماعياً وترفيهياً وسياحياً واقتصادياً !

ولعلي أيضاً أستشهد بتطوير وترميم المواقع والأحياء التراثية العمرانية في العديد من المحافظات والبلدات الريفية، حيث أصبحت اليوم من أهم نقاط قوة الجذب السياحي والازدهار الاقتصادي لتلك المحافظات، ناهيك عن القيمة التراثية والتاريخية المضافة لعمق تاريخ المملكة وتنوع تراثها العمراني !

باختصار.. الاستدراك في الاستفادة من التراث العمراني خير من خسارة ما تبقى منه، والفضل يعود لهذه الرؤية السعودية 2030، التي أدركت الأهمية التاريخية للتراث والقيمة الاقتصادية له !