منيف الحربي
في عالم الطيران، تلعب الأرقام دورًا مهماً؛ حيث تساهم في تحليل البيانات وتحسين الأداء وتجاوز التحديات وتحقيق الأهداف.
نحن في المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بفضل الجهود المبذولة، وصلنا إلى مستوى متقدم في توظيف التقنية بمختلف المجالات ومن بينها قطاع الطيران، حيث يعتبر عدد الرحلات والمسافرين من أبرز المؤشرات التي يعتمد عليها في قياس الأداء وإجراء المقارنات.
وفقًا لآخر إحصائية شهرية موثقة، بلغ «إجمالي الحركة الجوية» في شهر نوفمبر الماضي 95.231 رحلة، منها 42.340 رحلة محلية، بينما سجلت الرحلات «العابرة للأجواء» 19.638 رحلة، أما «الرحلات الدولية القادمة» فقد بلغت 16.611 رحلة، مقابل 16.642 رحلة دولية مغادرة.
وفي إحصائية لعام 2024م، بلغ «العدد الإجمالي للرحلات الجوية» 1.281.066 رحلة. وسجل يوم 14 أبريل أعلى عدد يومي للرحلات بـ3.137 رحلة، أما أكبر عدد يومي للرحلات العابرة فقد كان في يوم 26 أكتوبر حيث وصل إلى 1.212 رحلة.
على مستوى المطارات، جاء مطار الملك عبدالعزيز الدولي كأكثر المطارات تشغيلًا بمعدل يومي يبلغ 808 رحلات، فيما سجل أعلى عدد يومي للرحلات بتاريخ 22 يونيو بـ990 رحلة. وحل مطار الملك خالد الدولي بالرياض ثانيًا بمعدل يومي بلغ 756 رحلة، مع أعلى عدد يومي للرحلات بلغ 900 رحلة بتاريخ 13 يونيو، ولعل الأرقام تشير بوضوح إلى بداية الإجازة الصيفية.
في استقراء للمستقبل وفق المعطيات الحالية، يتوقع أن يصل إجمالي الرحلات الجوية في العام الجديد 2025م إلى 1.392.590 رحلة، أي بزيادة تُقدر بـ10% عن سابقه، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو حتى عام 2030م ليصل العدد إلى 2.160.719 رحلة، ومع حلول عام 2034م يتوقع أن يبلغ إجمالي الرحلات 2.674.503 رحلة، ما يمثّل زيادة تُقارب 100% مقارنة بالعام الحالي.
هذا النمو الكبير يحمل الكثير من التفاصيل ويفرض تحديات كبيرة سواء ما يتعلق بالكوادر البشرية المؤهلة وبرامج التدريب المستمر، أو ما يتعلّق بالتقنيات الحديثة في الملاحة الجوية وتخطيط المجال الجوّي، أو ما يخص الطاقة الاستيعابية للمطارات، بالإضافة إلى الابتكارات المستقبلية مثل التعامل مع شبكات «التنقل الجوي» داخل المدن وبينها.
هذه الأرقام لا تعني رحلات فقط، بل تعني أيضاً نمواً اقتصادياً وجودة حياة وسياحة وأشياء أخرى.
مستقبل هائل ومشرق «بحول الله» ينتظر قطاع الطيران في وطن الخير والنماء.
كل عام وأنتم بخير.
التعليقات