علي عبيد الهاملي
جمعتني قبل نهاية عام 2024 جلسة مع مجموعة من المشاركين في الدورة الرابعة من برنامج «خبراء الإمارات» وبعض خريجي الدورات السابقة من البرنامج، الذي تم إطلاقه عام 2019 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
يعد البرنامج منصة للخبراء المتخصصين من أبناء دولة الإمارات، الذين يرغبون في القيام بدور رائد في تحويل قطاعات النمو المستقبلية بما يتوافق مع الأولويات الوطنية للدولة.
وتتم دعوة الخريجين المتميزين منهم ليصبحوا زملاء في البرنامج، حيث تُتاح لهم فرص حصرية للمشاركة الديناميكية في المؤسسات ذات الصلة بقطاعات خبراتهم. يستند منهج البرنامج إلى قيم صاحب السمو رئيس الدولة، وينطلق من خمسة أسس وعقليات للتعلم، من شأنها أن تسهم في التعلم المستمر، ويجمع هذا المنهج ما بين الدراسات الأكاديمية وخبرات العمل المكثفة والمهام والتعلم على يد عدد من أبرز القادة الحكوميين وقادة الأعمال، ويعمل على تعزيز الخبرات المتخصصة ومهارات القيادة للمشاركين.
خلال إطلاق صاحب السمو رئيس الدولة للبرنامج في شهر يناير من عام 2019 أكد سموه أن أولويات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأساسية في الحياة كانت العنصر البشري، لأنه أغلى ثروة للوطن، وقال: «إنه كان دائماً يفرح بأبنائه، واليوم نفرح جميعاً لأن لدينا خبراء من أبناء الوطن، نفرح إذا وصلنا إلى مرحلة تكون لدينا فيها كوادر تقود وتوجه، هؤلاء نقدرهم عالياً، نفخر بكوادرنا من بناتنا وأبنائنا، نفخر بجيل جديد متخصص ليواصل المسيرة، لأنها سنة الحياة».
هذه الفرحة التي عبر عنها صاحب السمو رئيس الدولة عند إطلاق البرنامج، شعرت بها وأنا أرى أمامي مجموعة من خبراء الإمارات الشباب، الذين يعملون لتحقيق استراتيجية «مئوية الإمارات 2071».
أما الحوار مع هذه النخبة من بنات وأبناء الإمارات فقد سار في اتجاه الاستفادة من الخبرات الوطنية ذات التاريخ الحافل بالعطاء والعمل والمعارف، كما وصفها صاحب السمو رئيس الدولة في خطاب إطلاق البرنامج، والتطلع إلى المستقبل بروح عصرية، تقرأ الواقع بعيون خبيرة وذكية، تمزج بين الأصالة والحداثة، تشق طريقها نحو المستقبل بقوة مصدرُها الثقة التي تضعها فيها القيادة، والمسؤولية التي تتحملها تجاه هذا الوطن الذي لم يبخل عليها بشيء، وينظر إليها بأمل.
القطاعات التي جاء منها أعضاء البرنامج المشاركون في تلك الجلسة، تنوعت بين التنمية الاقتصادية، والعلوم المتقدمة واقتصاد المستقبل، والتكنولوجيا والابتكار، والفضاء، والإعلام، والسياحة، والضيافة، والذكاء الاصطناعي، والخدمات المالية، والخدمات الدفاعية، والأمن، والتعليم.
وهي قطاعات حيوية تقوم عليها المجتمعات الحديثة، التي تتقدم بقدر ما يحقق العاملون فيها من نجاح. وكان واضحاً أن خبراء الإمارات، الذين شاركوا في تلك الجلسة، يتمتعون بقدر عال من المعرفة، ويملكون الرؤية المستقبلية لتطوير هذه القطاعات وإحداث نقلة نوعية فيها، تتحقق من خلالها طموحات الوطن وقادته.
وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، بلغ عدد سكان الإمارات في عام 2024 حوالي 9.99 ملايين نسمة، ونظراً لارتفاع نسبة المقيمين تولي الدولة اهتماماً كبيراً بالحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز دور المواطنين في مختلف القطاعات.
ويلعب برنامج «خبراء الإمارات» دوراً مهماً في إعداد مواطنين على درجة عالية من الكفاءة والمعرفة لتعويض هذا النقص العددي، وهو ما بدا واضحاً في المجموعة التي ضمتها الجلسة، والتي تنوعت اختصاصات أعضائها كي تلبي احتياجات «مئوية الإمارات 2071» التي تهدف خطتها إلى الاستثمار في الأجيال القادمة لمواجهة التغيرات السريعة، وجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول عام 2071م.
وهو هدف تعمل الدولة على تحقيقه بمثل هذه البرامج النوعية.
في حضرة خبراء الإمارات استعدت الكلمات التي خاطب بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الدفعة الأولى من البرنامج قبل ست سنوات، عندما قال: «الإمارات نموذج ذو مصداقية، وأنتم يا أبنائي تبنون عليها، وتستطيعون أن تبقوا الإمارات أمل المنطقة التي يشع منها النور».
ها نحن نقطف اليوم ثمار هذا المشروع الرائد، ونتطلع إلى المستقبل بمزيد من الأمل الذي يعمل لتحقيقه خبراء الإمارات.
التعليقات