عبدالله خلف

تحدث النوخذة خالد راشد بورسلي، عن أُسرته الكريمة ذات الجذور العريقة في الكويت، من قبيلة بني خالد المضرية، التي كان لها شأن في القرن السابع عشر الميلادي، في جزيرة العرب قبل القرن الحادي عشر الميلادي، واكتسبت الأسرة لقب بورسلي من رواية تواترت من جدود الأسرة أن أحد جدودهم، وهو منصور بن علي، كان لديه أغنام كثيرة، وعند قرب مغيب شمس كل يوم يقول لابنته: بنتي أرسلي الغنم؛ أي حدّيهن للعودة إلى البيت... وبَنَتْ هذه الأسرة بيتاً قبل أن تُعرف بلدة الكويت من جذوع النخل، وكانت هناك أكوات عدة، ومن بينها كوت بورسلي؛ والكوت منازل لأسرة... قبل مجيء العتوب إليها.

وتسلم آل بورسلي إمارة الغوص، وكانت تحتفظ بدفاتر الغوص والطواشين آل بورسلي، منهم حسين بن عثمان بورسلي، وله حوطة حسين، وهي أرض كبيرة، ومن أشهر نواخذتهم النوخذة أحمد بن ناصر بورسلي، وكان إماماً بمسجد بورسلي، وتطوّع للقضاء في المنازعات.

قال أحد الفلاسفة الحكماء: إن عمل الكاتب هو أصعب الأعمال، وقال آخر: لقد أدّيتُ أعمالاً كثيرة فلم أجد أشقّ من جمع الأفكار، ألتمسُ صورة أطلقها الأستاذ وليد بن خالد بن راشد بورسلي، عندما ألّف كتاباً عن والده المرحوم خالد بورسلي، هذه الأسرة العريقة من الأسر التي بنت مجد الكويت، لقد صنع أهل الكويت سفناً عملاقة؛ لتوصلهم إلى شواطئ أفريقيا الشرقية والجنوبية، وإلى الهند الكبرى وجزرها، شعب الكويت امتهن الصّعاب في البر والبحر، وتولى تصدير منتجات العراق من التمور والحبوب إلى شرقي أفريقيا والهند وجزرها.. وكانوا يبيعونها ويشترون حوائجهم، من الأخشاب والملابس والتوابل.. قال الشيخ عبدالله بن خميس، عن الكدّ والكفاح لأجل العيش:

إن الحياة هي الصراع فكُونوا

أُسداً تُصارع أذؤباً وأسودا

عائلة بورسلي من العوائل العريقة، التي عملت في التجارة عبر السفن وبيع اللؤلؤ، امتطى غالبية الشعب مهنة الغوص، فكابدوا أهواله.

وتجارة اللؤلؤ كانت رائجة قبل أن تزرعه اليابان، ولما علم الطواشون، وهم تجار اللؤلؤ، بأماكن بيعه في الهند وباريس ذهبوا به إلى أماكن بيعه بواسطة البواخر، امتهن معظم الشعب مهنة الغوص، وإن جاء شهر سبتمبر وبرد البحر صعب الغوص فيه، يذهبون إلى المياه البعيدة الدافئة مثل سيلان، فيذهبون إليها بالسفن التجارية، ويكابدون صعاب الإبحار فيها.