في سياق إعادة بناء هذا الإقليم الخرب، وكما تنبأ باتريك سيل، تتشابك النصال على النصال في بلاد الشام، بما لا يطيق جسدها الضاوي نزفاً وفقراً وتداعياً!وفيما تتشابك النصال الروسية والتركية والإيرانية والإسرائيلية بعضها ببعض فوق الجسد السوري، تمكنت المملكة العربية السعودية من إلقاء طوق نجاة لسوريا من فجها العميق. فرصة نجاة محدودة الوقت والشروط.ثم تمكنت المملكة من إقناع الرئيس ترامب بمنح فرصة ذهبية لسوريا الجديدة سواء برفع العقوبات أو بإعادة تأهيلها إقليمياً ودولياً.لكن الطريق أمام السوريين لا يزال وعراً ومليئاً بهاويات سحيقة، بل ثمة رهانات استراتيجية كبرى على أن السوريين لن يطيقوا العيش معاً.كان أول ما قام به ترامب أن عين السيد توم براك –اللبناني الأصل والذي ينتمي للمحافظين الجدد- وكلفه أن يعيد رسم خطوط المثلث الشامي من لبنان وسوريا بالتعاون مع إسرائيل، وإدارة الترتيبات الإقليمية المؤسسة لهذه التحولات.من لحظة أن تنطح توم براك لهذه للمهمة، تحدث عن إعادة كتابة تاريخ المنطقة التي قطع أوصالها سايكس - بيكو. في حينه، ظن الكثيرون أنه مجرد تفلسف ديبلوماسي مثل الكثير من العابرين في الإقليم.يستبطن المنطق الاستشراقي الديبلوماسي العتيق لتوم براك مقولتين حاكمتين: الأولى، أن هذه المنطقة المبتلية بالعصبية الدينية، لن تستقر إلى أن يحكمها الإسلاميون. ...