وضعت قرعة كأس العالم 2026 المنتخب السعودي في أقوى المجموعات مع المنتخب الإسباني العريق والقوي وأحد أبرز المرشحين للقب، ومنتخب الأورغواي المتطور بقيادة مدربه الأرجنتيني مارسيلو بيلسا مدعومًا بنجوم ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد: فالفيردي، وأراوخو، ونجم فلامنغو البرازيلي أراسكايتا، بالإضافة لمهاجم الهلال دراوين نونيز، وثالثها وأقلها صعوبة منتخب الرأس الأخضر الذي يتأهل لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه بعد أن تصدر مجموعته في التصفيات وخطف بطاقة التأهل المباشرة من منتخب الكاميرون.
السؤال الذي دار ويدور وسيظل يدور في أذهاننا حتى منتصف يونيو المقبل حين يواجه الأخضر السعودي المنتخب الأسباني في بداية البطولة: ماذا نريد من الأخضر في هذه المشاركة؟ وهل التأهل إلى الدور الثاني صعب أم محال؟!.
الواقعية أمر مطلوب، والجميع يعلم أنَّ المنتخب السعودي لا يعيش فترة ذهبية، ولا يملك اليوم جيلًا ذهبيًا، ولا وفرة في النجوم القادرين على رفع سقف طموحاتنا؛ لكنَّ الواقعية لا تعني الإحباط والاستسلام وتكسير المجاديف، وربما لم يكن الأخضر محظوظًا في القرعة، لا في نوعية المنتخبات التي تواجد معها، ولا في ترتيب المباريات الذي سيضربه بأقوى منتخبين في المجموعة قبل أن يواجه الرأس الأخضر منهكًا ومثخنًا بالجراح باحثًا عن أمل إن كان قد بقي له أمل؛ لكنَّه لا يزال قادرًا على أن يحقق المأمول منه في هذه المشاركة بعد أن نتفق على إجابة السؤال الذي أعيده بصياغة أخرى: ما هذا المأمول؟!.
بالنسبة لي أرى أنَّ الظهور بمستوى مشرف هو غاية ما يجب أن نطالب به المنتخب السعودي في كأس العالم المقبلة، بعيدًا عن النتائج التي قد تبتسم أو تعبس في وجهه، وما زلت أرى أنَّ مشاركة الأخضر في مونديال قطر رغم عدم التأهل هي المشاركة الأروع والأجمل والأكثر خلودًا؛ وأنَّ الفوز على بطل العالم الأرجنتين بقيادة ميسي وأمام أنظار العالم هي أعظم مباراة في تاريخ المنتخب السعودي، ولو كنا خسرنا أمام الأرجنتين ولعبت نتائج بقية مباريات المجموعة لصالحنا وتأهلنا للدور الثاني ثم غادرنا في دور الـ16 بنتيجة ثقيلة أمام فرنسا كما حدث لبولندا؛ لما شعرت بالفخر الذي شعرت به وأخضرنا يودع البطولة من دور المجموعات بفوز وحيد؛ لكنه كان الفريق الوحيد الذي استطاع أن يهزم الأرجنتين بطل العالم، وأن يكسر سلسلة عدم خسارته التي استمرت 36 مباراة، وأن يحرمه من الوصول للرقم القياسي المسجل باسم المنتخب الإيطالي بواقع 37 مباراة، وهو ما سيظل تاريخ كرة القدم يكتبه، وهو ما لن ينساه الأرجنتينيون لفترة طويلة!.
قد لا نتأهل من دور المجموعات، ومن شبه المستحيل أن نكون حصان البطولة الأسود كما فعلت المغرب في مونديال قطر، لأننا بصراحة وبواقعية نعيش فترة غير جيدة على صعيد المواهب والقدرات؛ لذلك لا يجب علينا أن نحمل منتخبنا ومدربه فوق طاقته، ولا أن نطلب المستحيل، وأن نتفق على مطلب واحد هو الظهور بمظهر مشرف، وأن يقدم كل لاعب سيتشرف بتمثيل المملكة العربية السعودية كل قطرة عرق وكل ما يستطيع من أجل شعار بلاده، حتى يأتي اليوم الذي نستطيع فيه أن نطالب بما هو أكثر، وننجح في صناعة أجيال قادمة موهوبة ومؤسسة قادرة على أن ترفع سقف طموحاتنا وأحلامنا!.















التعليقات