صبحة الراشدي

عام 1842 حلّق الروائي الروسي الكبير نيكولاي غوغول في الوعي الإنساني من خلال قصته الشهيرة «المعطف»، تلك القصة التي كان لها أثر بالغ في الأدب الروسي، إذ فتحت آفاقاً إنسانية عميقة تجاوزت حدود الزمان والمكان، وجعلت من الإنسان البسيط محوراً للتأمل والسؤال.

تدور أحداث القصة حول معطف رجل يُدعى أكاكي أكاكيفتش، إنسان بسيط محدود الطموح، يعيش حياة متقشفة في ظل محدودية الإمكانات، ولا يطلب من الحياة سوى الحد الأدنى من الدفء والاستقرار.

فهنا يتجلى مفهوم العلو الذي لا يُرى؛ ذلك العلو الذي لا تصنعه الأشياء، ولا تقاس به المظاهر، بل يتكون في الداخل، في الوعي، وفي القدرة على تجاوز حدود الاكتفاء إلى أفق أوسع من المعنى.