عبدالعزيز الكندري

«لكل جهد منظم عائد مضاعف»

ستيفن كوفي

مع نهاية كل سنة نسمع حديث الناس عن التخطيط، ولكن التخطيط ليس مرتبطاً بوقت محدد، وعادة إيجابية أن ينظم الإنسان نفسه خصوصاً مع بداية العام الجديد حيث تتزايد الرغبة لدى الناس في تحقيق الأهداف والطموحات في مختلف المجالات، ويمثل صفحة تحمل إمكانات لا حصر لها لبداية جديدة مليئة بالتفاؤل والعمل والإنجاز، ويقول الأديب علي الطنطاوي: «إن حياة الإنسان لا تُقاس بطول السنين بل بعرض الأحداث».

ومن المهم أن نتفكر في الأيام الماضية لتقييم الإنجازات ومراجعة الأخطاء، وللتعلم من التجارب، ووضع خطط للتغلب على التحديات المستقبلية وإيجاد الحلول للتحديات التي نواجهها سواء من الجانب الشخصي أو العملي أو العقلي، وعلى الإنسان ألا يفقد الأمل والتغيير يبدأ من الداخل إلى الخارج ومدى قدرتنا على تغيير أنفسنا: ويقول الله تعالى «إنّ اللهَ لا يُغيّرُ مَا بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم».

والعام الجديد ليس مجرد تغيير في التقويم وورقة ننزعها، بل هي دعوة حقيقية للتجدّد الداخلي واستعادة الحماس لتحقيق الأفضل، ويقول زيج زيجلر، في كتابه (أراك على القمة): «أنا أومن أنك تستطيع الحصول على كل شيء تريده في الحياة، إذا قمت فقط بمساعدة عدد كافٍ من الآخرين في الحصول على ما يريدونه».

وهناك عادة منتشرة وهي التسويف وهو العدو الأول للإنسان، يقول الشاب عندما أكبر، وبعد أن يكبر يقول عندما أتزوج، وبعد الزواج ينتظر الأبناء، وما هي إلا سنوات ويخرج للتقاعد ويتحسّر على الأيام التي لم يفعل ما كان يفكر فيه، فهل تحب أن تكون مثل هؤلاء الأشخاص، أم أنك ستخطط لحياتك وتستمتع بها أكثر؟.

ويقول بيتر دراكر «ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته».

ومن الكتب المميزة والتي تطرح فكراً جديداً لمن أراد أن يخطط لحياته وهو كتاب 10X (قاعدة العشرة أضعاف) لـ غرانت كاردون، والفكرة الأساسية التي يعتمد الكتاب عليها على مبدأ بسيط لكنه مبدع، وهو لتحقيق نجاح غير عادي، عليك أن تضع أهدافاً أكبر بعشرة أضعاف من المعتاد، وأن تبذل جهداً أكبر بعشرة أضعاف أيضاً. كاردون يرى أن أغلب الناس يفشلون ليس لقلة الذكاء، بل لأنهم يقللون من حجم أهدافهم وحجم العمل المطلوب لتحقيقها.

وقاعدة 10X تعني ألا تكتفي بالحد الأدنى أو المتوسط، بل تفكر وتعمل بطريقة استثنائية. إذا كان هدفك الطبيعي هو دخل 10 آلاف، فاجعله 100 ألف، ثم اسأل نفسك: ما نوع الأفعال التي تليق بهذا الهدف الكبير؟، ويركز الكتاب على تحمّل المسؤولية 100 % عن حياتك ونتائجك. لا أعذار، لا لوم للظروف أو الآخرين.

في الحياة العملية، هذا يعني أن ترى نفسك المسؤول الأول عن نجاحك الوظيفي أو التجاري مهما كانت التحديات. والنجاح لا يأتي من الذكاء وحده، بل من العمل الهائل والمستمر. في الواقع العملي، من يعمل أكثر، يتعلم أسرع، يرى فرصاً أكثر، ويملك احتمالية أعلى للنجاح.

والخوف موجود دائماً، لكن الفرق بين الناجحين وغيرهم هو أن الناجحين يتصرفون رغم الخوف. الكتاب يشجعك على استخدام الخوف كدافع لا كعذر للتراجع، والتفكير الكبير يحتاج إلى انضباط يومي، أهداف مكتوبة، ومتابعة مستمرة. في العمل والحياة، هذا يعني التخطيط، القياس، والتطوير المستمر للأداء.

والخلاصة العملية لكتاب 10X يدعوك للخروج من منطقة الراحة، ورفع سقف طموحك، والعمل بطاقة أعلى مما تعتقد أنه ممكن. النجاح الاستثنائي يتطلب أفعالاً استثنائية، لا حياة عادية ولا نتائج عادية.

وتذكر أن التخطيط في الحياة يمنحك وضوح الاتجاه ويحول الأهداف من مجرد أمنيات إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ، ومن خلال التخطيط، تصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات بثقة واتخاذ قرارات تقودك إلى النجاح والاستقرار.