أحمد المغلوث
عندما كنت طالبا في السنة الأولى في المعهد الصحي بالهفوف، وكنت أيامها وامتدادا لهوايتي في الكتابة كنت أعد من الألف إلى الياء صحيفة المعهد وعندما تقرر أن يقام حفل افتتاح للمعهد تحت رعاية معالي وزير الصحة أيامها الدكتور يوسف الهاجري كلفني المدير الفني للمعهد. بأن أقف خلف معالي الوزير، والشيخ يوسف المبارك رحمهما الله وكنت مرتديا ملابس المعهد البيضاء وكان معاليه يستمع إلى كلمات «المبارك» التي يشيد بافتتاح وزارة الصحة لهذا المعهد في منطقة مهمة، وكان معاليه يؤكد له أنه سيأتي اليوم الذي سيشارك أبناء الوطن في التنمية الصحية وفي مختلف قطاعاتها وتخصصاتها ومن هنا جاء اهتمام الوزارة بافتتاح هذا المعهد وغيره من المعاهد في مناطق أخرى إلا خطوة أولي في المسار الصحيح من أجل توفير القدرات الفنية والطبية المتخصصة في مجال الصحة.. وقبل أن يكمل حديثه إذا بأحد موظفي الوزارة قد جاء مسرعا وهو يحمل في يده صورة برقية سلمها لمعاليه وما هي إلا لحظات وإذا به يلتفت لفضيلة الشيخ يوسف وهو يقول: صدق يا شيخ أن هذه البرقية تتضمن اكتشاف الوزارة أن أحد الأطباء يعمل شهادة مزورة.
وأضاف من أجل هذا الدولة حفظها الله حريصة على توطين العمل في مستشفياتنا من أجل ألا تتكرر الفرصة للمحتالين.. تذكرت ذلك وأنا أشاهد فيديو عبر إحدى المنصات، القبض على طبيب من جنسيه آسيوية يعمل طبيبا متخصصا في القلب وفي النهاية توفى تحت مبضعه 7 مرضى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا وحكم على امرأة بالسجن سبعة أعوام بعد أن زورت شهادة طبية للعمل كطبيبة نفسية لأكثر من عقدين أبلغت محكمة مانشستر الملكية أن زوليا علمي عملت في أنحاء المملكة المتحدة بعد ادعائها حصولها على مؤهل من جامعة أوكلاند في نيوزيلندا كانت علمي، المقيمة في شارع بلامب في مدينة بيرنلي، تتمتع بصلاحية احتجاز مرضى الصحة النفسية رغما عن إرادتهم أنكرت 20 تهمة وأدينت بـ13 تهمة احتيال، وثلاث تهم استغلال مالي، وتهمتي تزوير، وتهمتي استخدام وثائق مزورة. هذا وعلى مدى ثلاثين عاما، كان محمد سعيد طبيبا عاما مرموقا، يمتلك قائمة طويلة من المرضى في برادفورد لكن في الحقيقة كان مدعيا، ولعل دقات الإنذار كانت تدق عندما بدأ يصف الشامبو لعلاج نزلات البرد، والكريوزوت لألم الأسنان، أو يشير إلى غير ذلك.. أما (رديناند والدو ديمارا) أحد أعظم المحتالين في العالم.. المعروف باسم «المحتال العظيم»، وهو محتال شهير زور أوراق اعتماده ليتظاهر بأنه من مختلف المهن، وأبرزها جراح بحري خلال الحرب الكورية، والمثير للدهشة أنه نجح في ذلك. وقبل أيام قامت أجهزة الشرطة الهندية في ولاية كيرالا باكتشاف عصابة منظمة استطاعت أن تبيع مليون شهادة مزورة لأطباء ومهندسين، هذا فقط في هذه الولاية فكيف الحال في الولايات الأخرى والجدير بالذكر أن سينما هوليود وثقت ظاهرة الأطباء المزورين والمحتالين في بعض الأفلام وحتى المسلسلات، ولو تابعنا وكتبنا عن مختلف المزورين والمحتالين في العالم الذين يسلكون هذا المسار الخبيث (التزوير الخطير) لتطلب منا مجلدات من الكتب المختلفة.















التعليقات