اصبحت اسرائيل بلدا للسياحة الامنة منذ ٢٠١١حسب ادعائتها ،و بلدا يستعد لاستقبال المهاجرين “غير اليهود” ، و تغيرت مفاهيمالعالم نحو “اسرائيل “ البلد التي اصبحت الاكثر استقرارا و امنافي منطقة الشرق الاوسط منذ أن بدآت ثورات الربيع العربي ، ومن بعد سقوط العراق ،و مع بداية الحرب الاهلية المستمرة فيسوريا ، و عند ظهور انقسامات مصر و سقوط عملتها في مواجهةالدولار الامريكي ، و الحرب الليبية الليبية ، وباتت اسرائيل اكثرأمنا مع بداية مؤشرات انحسار عصر النفط و ظهور علامات قربافلاس بعض دوله ، و تآكدت مع ازدهار داعش و اخواتها فيالمنطقة و عمليتها الاخيرة في الكرك الاردنية التي جعلت امريكا ، وكندا و غيرهم من الدول تحذر رعايها من زيارة الاردن كما زيارةمصر ، و غيرها من الاحداث.

اسرائيل لم تعد دولة مغتصبة لفلسطين بل دولة صديقة في قاموسالتنازلات ، و دولة شقيقة في قاموس المعاهدات ، و دولة جوار فيقاموس دول المواجهة !!! ، و قريبا ستنقل السفارة الامريكية الياسرائيل بدون اي اعتراض عربي ، و ربما تشارك بعض من الدولاحتفالية افتتاح السفارة الامريكية في القدس.

فوز اسرائيل بآمنها نتيجة عدم امن البلاد العربية

استفادت اسرائيل من كل ذلك أمنيا و ماليا ، فقد قامت و خططالجيش في اسرائيل لتقليص قوة النيران التقليدية لها ، منذ ٢٠١١، و منها علي سبيل الذكر لا الحصر ، الدبابات والمدفعية ، واتجهت الي التركيز على مواجهة التهديدات من حرب العصاباتوتعزيز براعة التكنولوجية، و السبب يعود الي أن الاضطرابات فيالشرق الأوسط قد اوقفت تقريبا ، ان لم يكن نهائيا، قدرة الدولالعربية المجاورة لغزو او تهديد اسرائيل لسنوات قادمة تتعديالعشرين عاما في اقل تقدير.

فتلك الاحوال كما يقول المثل عن الدول العربية : “فيها ما يكفيها”.

ما يحدث في الوطن العربي ، ساعد اسرائيل و ساهم في قوتها وأمنها و امتدادها ،سواء بما اقترفوه او ما يقوموا به بعض العرب، وخصوصا معاهدات السلام و الاقتتال و التشرذم و التهجير، فلمتعد التهديدات العسكرية لاسرائيل موجودة، حتي و ان كانتنظرية تاريخية دون فعل حقيقي ، منذ أن خاضت هجمات متعددةأمام الجيوش العربية في حربها 1948 من أجل ما تدعيه “ استقلال دولة اسرائيل “، مرورا بحرب ١٩٥٦ ، ١٩٦٧، ١٩٧٣، و١٩٨٢.

خوف اسرائيل الهجوم عليها من الجهة الاردنية و خلفها البحر ولقد كان اكبر خطر يهدد اسرائيل و تعمل علي تحييده من قبلالمخططين في إسرائيل لاستراتيجية الحرب بسبب مخاوف هو أنتآتي اليهم جيوش عربية من الاردن ، و يكون ظهر الجيشالاسرائيلي مكشوفا إلى البحر، لذلك كان يجب ضمان دائم ان لاخوف من الاردن تحت اي ظرف ، و الا تتحد سوريا و مصر مهماكانت التكلفة لكسر حلقة الهجوم علي اسرائيل معا فيما يشبه نصالدائرة المتحدة ، و القصد محيط نصف دائرة يشمل مصر والاردن و سوريا. و هذا ما قاله الرئيس عبد الناصر عن “رمياسرآئيل في البحر ، بمعني هجوم عليها من الضفة الشرقية للنهريجعلها تجنح الي البحر”. و طبعا لم يحدث بسبب المؤمرات التيحيكت لافشال الوحدة السورية المصرية انذاك.

وأتت اتفاقية وادي عربه التي خطط لها خبراء الاستراتيجيةالعسكرية الامريكية مع الاسرائيليين ، و التي اضافت “ان الاردنلن يشترك مع اي دولة في اي حرب او هجوم علي اسرائيل ولنيسمح بأن تكون اراضيه لاي عمل عسكري، بل سيكون الاردن فيموقع الدفاع عن اسرائيل ان طلب منه ذلك و هو نفس ما ورد فياتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية” ، بل و يحق لاسرائيلاستخدام الاراض للدفاع عن امنها،وهو نفس ما ورد في اتفاقيةالسلام المصرية الاسرائيلية.

واصبحت بذلك اسرائيل اكثر أمنا بسبب معاهدات ، وحيث أنالجيوش الهائلة في مصر وسوريا، التي حاربتا معا ضد اسرائيلثلاث مرات في ربع قرن، هي الآن غارقة في الاضطراباتالداخلية حيث الحرب ضد الرئيس بشار الأسد التي قسمتالشعب و الجيش السوري الذي تردي وضعهما، بينما الجيشالمصري مشغول في محاولة لتحقيق الاستقرار في البلاد وسطأزمة سياسية و مالية و عدم استقرار نقدي.

اسرائيل تقلل من موازنتها العسكرية و العرب يشترون اسلحةبمليارات الدولارات
وكان آن صرح وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون فيتصريحات علنية منذ ثلاث سنوات ليديعوت احرونوت الاسرائيلية : “ أن الجيش الاسرائيلي يخطط ليكون أقل اعتمادا على أسلحةثقيلة” . وقال : "في بضع سنوات أخرى سنرى قوات الدفاعالإسرائيلية بشكل مختلف تعتمد فيه علي الحرب الالكترونية. واضاف : “أن حروب الجيش الاسرائيلي في مقابل الجيش الاخرسيكون في شكل آخر مختلف عن لقاء بين العرب و اسرائيل قبل40 عاما، في حرب يوم الغفران، لقد أصبحت الدبابات و المدفعيةالثقيلة و الطائرات أقل وأقل أهمية.” انتهي الاقتباس.

وكثيرا ما أبرز رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو آنالمخاوف الإسرائيلية ، بسبب تصاعد عدم الاستقرار في المنطقةمنذ عام 2011 ، قد بددت . وآن هناك اتجاه جديد مهم بينالمخططين العسكريين الإسرائيليين يؤكد علي أن الاضطراب الذيأحدثه الربيع العربي قد خفف بعض المخاطر الكبرى للأمن القوميالإسرائيلي و أن اتفاقية وادي عربة قد امنت ظهر اسرائيل.”منقول”.

واستفادات اسرآئيل من الاقتتال العربي و الثورات العربية التيمزقت البلاد ، و بسبب الانقسامات و التردي العربي فقام الجيشالإسرائيلي بانهاء عقود الآلاف من الضباط المهنيين، وأغلق وحداتمن القوات البرية، و تم انهاء عمل أسراب من القوات الجوية، وتفكيك قطع من السفن البحرية خلال السنوات الخمس الماضية. هذا خفض 830 مليون دولار من الميزانية العسكرية السنوية وبموافقة الحكومة البرلمانية المنتخبة ، لآن كل شيء يعرض عليمجلس الكنيست و يناقش فيه وزير الدفاع الاسرائيلي و يعتمدبرلمانيا ، بعكس بعض الدول العربية حيث وزير الدفاع شكلي بلاصلاحيات ،و كل مهمته “التوقيع علي شحنات البطاطا و اللحومللجيش”.

في المقابل اشترت ست دول عربية اسلحة في عام واحد ، و هو عام ٢٠١٦ من الولايات المتحدة ، بما قيمتة ثلاثة و ثلاثين ملياردولار ، ( المصدر - كيبل نيوز - امريكا -٢٣ مارس ٢٠١٦ ).

* (اضيف منها للاردن معونات عسكرية و اسلحة و صواريخباعتبارها قروض عسكرية، ثم بعد التوقيع علي اتفاقية الغاز،صفقة اخري بقيمة مليار و ثمانمئة دولار في شهر ١١ من عام٢٠١٦). و قبل ذلك قامت دول عربية بشراء ما قيمته ١٥٠ ملياردولار اسلحة من امريكا ، شملت احدث معدات القتال و الطآئرات والاسلحة ، و سمحت ادارة الرئيس الامريكي اوباما ببيع كل شيءو دون اي منع او حذرلتلك الدول ، رغم ان ذلك يخل بالتوازنالعسكري بين الدول العربية و اسرائيل و لكن تم ذلك بالاتفاق معوزارة الدفاع الاسرائيلية التي اكدت انه “لا خوف من اي دولة “. ( المصدر - جريدة نيويورك تايمز -عدد ١٨ ابريل ٢٠١٥). و الاهم انادارة الرئيس اوباما قد باعت اسلحة لتلك الدول و مصر في خلالخمس سنوات ما عجز عنه الرئيس الامريكي بوش في ثمان سنواتو اثناء حرب الخليج و بقيمة زائدة توازي ثلاثين مليار دولار.

واقصد ان في الوقت الذي يصرف العرب اكثر من ثلاثمئة ملياردولار لشراء اسلحة في ثلاث سنوات تقوم اسرائيل بتقليل ميزانيةجيش دفاعها بمعدل ثلاثة مليارات في سنوات خمس ، مستفيدةمما يحدث في العالم العربي. لمن تلك الاسلحة يا عرب و دول عربيةمهددة بالافلاس و لا نية لحرب مع اسرائيل ؟.عفوا حربا معاسرائيل في مواجهة اشقاء عرب تجوز و لكن ضد اسرائيل لاتجوز في راي البعض.

الهجرة الي اسرائيل
وفي جانب اخر ، نجد مبادرة جديدة لوزارة الهجرة الإسرائيلية فيشهر مارس من عام ٢٠١٥ ، انه يمكن أن تفتح أبواب إسرائيلللملايين من غير اليهود للهجرة والتوطين ، و هو مشروع من شأنهفتح باب "الاجتهاد" فيما يخص التعريف الذي يلاقي الكثير منالتجاذبات الساخنة حول من هو اليهودي؟

وأشارت الوزارة الإسرائيلية التي تعمل بالشراكة الوثيقة مع الوكالةاليهودية، وهي هيئة شبه حكومية مكلفة شؤون الهجرة إلى إسرائيلإلى انشاء لجنة جديدة لتقديم التوصيات بهذا الخصوص، الأمرالذي سيمكن العديد من الجماعات “الغير يهودية “ قبولهم وتوطينهمفي الدولة العبرية. وهذه المبادرة الجديدة ستمكن الملايين من غيراليهود باعتناق اليهودية، بشرط ان تكون هذه الجماعات "لها علاقةمع الشعب اليهودي”. (منقول).

وبالطبع حسب ما يجري علي الساحة من علاقات عربية اسرائيليةمعلنة ، و غير معلنة فأن هناك دول عربية عدة ينطبق عليها الشرطو العلاقة مع الشعب اليهودي و الدولة الاسرائيلية ،الا اصحابالارض الاصلية و اقصد “الفلسطينيين.

كآس اسرائيل
يبدو ان “موسم الهجرة الي اسرائيل “اقترب بعد ان تكدستالاسلحة الامريكية فوق الارض العربية و بدآت تصدأ مع صداءبعض من حكوماتها و خزائنها المالية التي تخلو من اي مالباستثناء قيود المديونيات و شهادات الافلاس .

حيفا و يافا و ناتانيا و تل ابيب تنتظر “المصطافين العرب “ عوضاعن غوطة دمشق و حدائق بابل و قلعة القاهرة ، و “ المهاجرين” عوضا عن استراليا و كندا ، فلم يعد خافيا ان الاستراتيجيةالاسرائيلة نجحت و تفوقت بفضل “ قدرة العرب علي اضعافانفسهم ،و الاقتتال بينهم ،و شراء اسلحة تستخدم ضد شعوبهم,” و هي من الاعمال العربية المخزية لخدمة موسم الهجرةلاسرائيل.

لا عجب ان يهاجر العرب المقهورين و الكادحين في بلادهم الياسرآئيل اذا ما سمحت دآئرة الهجرة بذلك و اعتمدت شركة طيراناسرائيل “ العال “ الطيران الرسمي لنقل المهاجرين العرب .

ولن نستغرب من يقول من العرب :عال العال ، كأسك يااسرائيل ،فلم يعد هناك وطن !!

[email protected]