• يوم 20 كانون الثانى 2017 ، يباشر بشكل رسمى الرئيس الامريكىالمنتخب دونالد ترامب 70 عاما كرئيس 45 للولايات المتحدة الامريكية و يدخل بيتا ابيض من اوسع ابوابها، بعد فوزه على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون. دونالد ترامب منذ لحظة الاولى من ظهوره كمرشح رئاسى عن حزب الجهمهورى الامريكى بدا شخصا غير اعتيادى وحتى مختلف من ناحية الشكل و القيافة و ارائه السياسية و الاقتصادية و رؤياه لمشاكل المناطق المختلفة من العالم، و سياساته يكتنفها الكثير من الغموض فى العديد من الملفات والقضايا والكل منزعجين من ارائه و اسلوبه المستهتر و المستهزء للصديق و العدو على مستوى واحد.
• هو ملياردير و تاجر و يمكن ان يعمل على نفس المنوال لما يدخل البيت الابيض و يتصرف كما يشاء وهو واضح من حركاته ولا يؤمن بالقنوات الديبلوماسية و السرية وانما هو كشخص قوى له طابعه الشرقى و هو يمكن ان يتصرف كرؤساء و ملوك ديكتاتوريين فى منطقة الشرق الاوسط او يكرر تجربة فلاديمير بوتين الروسى و انه معجب بتصرافاته و سياساته ،وانه يريد ان يكون الرئيس القوى وصاحب قرار الاول و الاخير فى امريكا و العالم.
• سياساته لحد الان ليست واضحة بشكل شفاف و انما يحتاج لوقت حتى يفهمه العالم على حقيقته و نواياه و سياساته الخارجية و الداخلية تجاه شعوب و مناطق و مشاكل العالم المختلفة. كل الرؤساء الامريكين يواجهون نفس المشاكل الموروثة لهم فى العالم اجمع و خاصة منطقة الشرق الاوسط التى دائما بؤرة للمشاكل المستعصية للحلول الموروثة منذ الازل، وكل رئيس امريكى يجب عليه التدخل المباشر فى حل تلك المشاكل لا رغبة بحلها من جذورها وانما للحفاظ على هيبة امريكا فى المنطقة من جانب و من جانب اخر من اجل الحفاظ على مصالحها السياسية و الاقتصادية و العسكرية ضد روسيا و الدول الاخرى فى المنطقة كايران و صين و غيرهم.
من المعلوم ان رؤساء امريكا لا يستطيعون ان يخروجوا من المسار العام لسياسات الامريكية الاستراتيجية فى دعم حلفائه فى المنطقة كسعودية و دول الخليج العربية الغنية بمصادر الطاقة من النفط و الغاز الطبيعى و ايضا بالمقابل لا يستطيع اى رئيس امريكى الخروج من خط الدفاع عن دولةاسرائيل كحليف استراتجيى الوحيد فى المنطقة.
• من المعلوم ان منطقة الشرق الاوسط فيها عدد من الدول التى لهم اهمية سياسية و اقتصادية و امنية كبيرة لامريكاو هم دول كبرى و اقوياء و اصحاب نفوذ قوى من الناحية السياسية و الاقتصادية و السكانية و العسكرية الا وهم كل من ايران و تركيا و مصر و سعودية و اسرائيل ،بعد تراجع دور العراق القوى بعد سقوط نظام صدام حسين و انشغالها بالحرب ضد الارهاب و المنظمات الارهابية منذ عام 2003 و سوريا ايضا تراجعت دورها كحليف قوى لروسيا بعد الازمة السورية منذ عام 2011 و بعد موت حافظ الاسد الاب كدولة عربية مقاومة لكيان الاسرائيلى و مساند قوى لكل القوى المعارضة لاسرائيل و كدولة قوية و صاحبة نفوذ كبير فى لبنان،لهذا كل الرؤساء الامريكيين ومن بينهم دونالد ترامب يجب عليه المعاملة مع كل هذه الدول ومشاكلهم فيما بينهم من ناحية و من ناحية اخرى مشاكلهم على مستوى العالم.
• ولا ننسى ان منطقة الشرق الاوسط فيها قوميات و اديان و مذاهب مختلفة كثيرة و متناحرة فيما بينهم و بين دولهم و حكوماتهم، واول مشكلة مستعصية للحل و مشكلة طويلة و معقدة هى مشكلة الفلسطينين مع دولة اسرائيل، و كما يقولون الدول العربية ان فلسطين هى مشكلتهم الاولى و الرقم واحد و بدون حل جذرى و مرضى للكل لمشكلة الفلسطينة لا ترى منطقة الشرق الاوسط السلام و الامان و العيش المشترك فيما بين المكونات المختلفة فيها.
• و المشكلة الثانية و الحارة و القوية على طاولة البحث و الاهتمام الاقليمى و العالمى فى هذه المرحلة هى مشكلة او مسالة الكردية، والمعروف ان الكرد قوم عريق و قديم فى المنطقة و صاحب حق مشروع و قانونى و دستورى فى المنطقة و صاحب ارض و مياه خاصة بهم،ولهم كل الحق فى مطالبة امريكا و الدول الاوروبية و روسيا لكى يساندوهم و يدعمهم لبناء الكيان المستقل لهم و دولة قومية مستقلة لهم ،مقابل جهدهم و كفاحهم و شجاعتهم و بسالتهم الا مثيل لها ضد الارهاب و الارهابيين فى كل من سوريا و العراق منذ عام 2003 و لحد الان ،و هم قوم و شعب اصيل فى المنطقة و قوم مغدور من قبل المجتع الدولى منذ 100 عام السابقة لان ارضهم و شعبهممنسقمون على اربعة دول فى المنطقة الا وهم تركيا و ايران و سوريا و العراق.والان اصبحت مسالة الكردية المشكلة الرقم واحد فى المنطقة وعلى كل رئيس امريكى ان يتعامل معه بجدية و اخلاص لكى يرفع عنهم الظلم التاريخى منذ 100 عام السابقة من وقت اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة عام 1916. و مشكلة الكرد مشكلة معقدة و تاريخية مع كل من تركيا وايران و عراق و سوريا،امريكا لا تريد ان تبعد كثيرا عن حلفائه فى المنطقة خاصة تركيا ولكن فى نفس الوقت و فى هذه المرحلة بذات لاتريد للكرد ان يعيشوا منقسمين محتلين من قبل تلك الدول وهى تريد التغيير فى الانظمة الحاكمة داخل تلك الدول لصالح الاكراد، وتركيا كدولة كبيرة و قوية و صاحبة موقع مهم وجيوستراتيجى تحاول كل من امريكا و روسيا الاهتمام بها وان تكون معها علاقات طيبة و الحميمية و لايريدون خسارتها و ترضونها بكلالوسائل.
• ومشاكل كثيرة اخرى موجودة فى المنطقة ، وعلى راسهامشكلة الارهاب و المنظمات الارهابية و الاسلامية المتطرفة الذين اصبحوا خطرا حقيقيا على امن و سلامة المنطقة و العالم و لسنوات طويلة مقبلة اخرى، وايضا وجود حزب الله اللبنانى القريب من اسرائيل وحليف ايران القوي فى المنطقة و الصراع الايرانى السعودى كصراع قومى و مذهبى و اقتصادى ومشكلة اقليات المسيحية فى المنطقة. كل هذه المشاكل يواجه الرئيس الامريكى الجديد دونالد ترامب الذى ليس له باع طويل و تجربة طويلة فى السياسة و الحكم كرئيس لاكبر دولة فى العالم.
• نجاح السياسات المستقبلية لدونالد ترامب فى المنطقة واقفة على جديته و عدالته فى رؤئياه لحلول المشاكل فى المنطقة و يجب عليه ان ينظر الى المشاكل بعيون انسانية ديمقراطية عادلة و ليس من منظور المصالح السياسية و الاقتصادية المجردة لامريكا. ونجاح سياساته واقف على مدى تعاونه و مشاركته مع روسيا كدولة قوية و صاحبة نفوذ تاريخى فى المنطقة.
من المعلوم ان عالم السياسة عالم معقد و كثير الاتجاهات و المواقف المتعارضة، فمثلا ترامب يعارض الاتفاقية النووية مع الايران و يريد ان يعيد النظر فيها،مع ذالك انه يريد تصحيح علاقات امريكا مع روسيا و بوتين وهى حليف لايران فى ازمة سوريا.ترامب لايريد التغير الكبير فى الانظمة الحاكمة فى المنطقة. ولكنه يعارض المسلمين و الاجئين الغير قانونين فى امريكا.
• واخيرا دونالد ترامب كرئيس القادم والجديد من امريكا امامه كثير من المشاكل المستعصية و المعقدة للغاية، ولا يستطيع حلها كلهم فى اربعة اعوام قادمة. كل الرؤساء الامريكيين الجدد يحتاجون على الاقل عامين كاملين حتى يفهمون المشكال العالم و بعد ذالك يخطون خطوات علنية و مكشوفة الى الامام، و المعلوم ان الرئيس الامريكى ليس له كل الصلاحيات و القرارات المهمة و الحاسمة، و النظام الحكم فى امريكا اكثر من مركز قرار مثل البيت الابيض و البنتاكون و الخارجية و المخابرات و الكونغرس و غيرهم و كل منهم له صلاحيات و ابواب و شبابيك و رؤياهم حول المشاكل العالم و المنطقة و الكل يحاول ان يحلها بمنظوره و من باب مصلحة العليا لامريكا.لذا يجب على الكل الصبر الطويل و المر حتى نرى سياسات ترامب المستقبلية تجاه العالم و المنطقة الشرق الاوسطية خاصة، كيف هى ومتى تبدا ،اهى سياسة كابوي (( رعاة البقر )) او صاحب سياسة العصا و الجزرةالتاريخية او سياسة مخملية و متزنة و عادلة، من الواضح ان الزمن وحده يستطيع ان يجاوب على كل هذه الاسئلة و التنبؤات.
كاتب كردى من كردستان العراق
التعليقات