تم تبادل خطبة الجمعة للشيخ الجليل “هليل “ امام الحضرة الهامشية ، علي الواتس اب ، مثلما تتطاير النار تأكل الهشيم ، تحت مسمي “ خطبة الجمعة الخطيرة جدا للدكتور احمد هليل من البلاط الهاشمي ، و هو من الخبراء باوضاع المنطقة موجهه الي رؤوساء الخليج.” حسبما تم عنونة الرسالة ، يتحدث فيها الي روؤساء الخليج طالبا منهم التبرع بالمال لسداد مديونية الاردن و انقاذ الاردن من الافلاس.
و لو فعلا أن الشيخ الجليل ، كما وصف من قبل الاجهزة التي ارسلت و سجلت خطبته و رفعتها و ارسلتها عبر الواتس آب ، بأنه الخبير في اوضاع المنطقة ، لعرف أن منطقة الخليج العربي تعيش اليوم ، الكثير من التحديات والصعوبات المالية قد تكون اكثر من الاردن نفسها، ثم ان قرار دعم الاردن هو قرار لا بد ان يآتي من “ امريكا “ و ليس يبد احد يا “شيخ”. و هنا اؤكد ان مقولة الدعم يحتاج الي قرار امريكي هو نقلا عن “رئيس الحكومة” نفسه فكيف خفي ذلك علي الشيخ الجليل . انتهي الاقتباس .
خطورة خطبة الاستجداء، انها في غير مكانها و لا في محلها و لا يقبل بها الاردنيون الشرفاء ، و قد ظن الشيخ الجليل ، او فسر له و اقنع به و طلب اليه القاء الخطبة معتقدا انه بمجرد القاء الخطبة ، سيئة الذكر ، ان الخليج فورا ، و مفروغ منه سيقوم بتجهيز و بارسال سفن اموالهم و طآئراتهم محملة بالمال لسداد ديون الاردن البالغة سبعة و ثلاثين مليار دولار والذي يزداد الرقم يوميا . و اعتقد ان الخليخ سيهلل له “ هليلويا “ كما في اعياد الفصح المجيد .
و يتسائل البعض هنا : من الذي غشك يا “ هليل” و جعلك تهلل ؟ و الله لو طلب المال من الشعب الاردني لدفعه عوضا عن الاستجداء.
و هنا يتسائل البعض ، أليس وزارة الاوقاف من وزارات حكومة الدكتور الملقي ، و تنطق بما توصي به الحكومة ، او خطب الجمعة تتبع لها ، آم انها ايضا مثل وزارات الخارجية و الداخلية و الدفاع خارج الاختصاص و السيطرة و لا يد للرئيس الذي تنازل عن الولاية الحكومية ؟ ، ام ان الشيخ الجليل حصل علي موافقة مسبقة من رئيس الحكومة علي ذللك قبل الصعود الي منبر “جمعة الاستجداء”؟.
اسئلة كثيرة تدور في عقل المواطن و بلا شك ستكون مثار استجواب في مجلس النواب الاردني و الذي قد يطيح بالشيخ و يطالب بسحب الثقة من وزير الاوقاف مثلما طلب التصويت علي وزير الداخلية. هل ستكون الوزارة جاهزة لتعديل “احتيالي” اخر تفاديا لسحب الثقة من وزير الاوقاف مثلا ؟.
لم يكتف معالي الشيخ الجليل بذلك، بل كرر مقولتين بصيغة مختلفة ، الاولي قريبة من خطاب الرئيس المخلوع صدام حسين رحمه الله ، الداعي الي اعادة توزيع الثروة و لكن بمعني الاستجداء في نبرة صوت يغشوها البكاء المصطنع ، و الثانية من خطاب الرئيس القذافي المذبوح علي يد شعبه ، و الذي اعلن فيه ان الدور قادم علي الدول العربية التي تنازلت عن الدفاع عن العراق ، و لكن صيغة الشيخ هليل بها تحذير و تهديد مبطن للخليج اذا الارن سقط ، لا سمح الله ، و اؤكد هنا انه لن يسقط بسبب احراره و رجاله و كرامتهم و اخلاقياتهم ، في صيغة بعثت احتقار النفس لكل وطني غيور استمع الي خطبة الاستجداء ، ان الخليج سيسقط . “هليلويا يا شيخ مش زابطه معك ”.
رؤوساء الخليج قدموا للاردن مشكورين و من خلال جامعة الدول العربية ، بناءا علي توصية من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، مليارات عبر سنوات للاردن في مقابل الصمود و التحدي لاطول جبهة حدود مع الغاصب لفلسطين ، و بعد معاهدة السلام مع الغاصب لفلسطين والمغتصب لاراض الباقورة الاردنية فما هو الداعي لهذا الدعم بعد انتفاء السبب ؟ هذا اولا.
وثانيا رؤوساء الخليج ، شيوخها و ملوكها و امرائها ، لم يقصروا يوما ما في ارسال معونات و اموال يحيطها كثير من الخيال لدي المواطن الاردني حول اوجه صرفها ، عوضا عن استخدامها و توظيفها في تطوير البني التحتية او سداد المديونية في حينها ، و ثالثا اهلنا في الخليج علي اطلاع تام بمرحلة الغموض التي سادت و تسود الاردن في العام الماضي و الاعوام التي سبقت في كل ما يتعلق بكل التحديات، ما صرف و ما سرق و ما نهب ، وما حول الي حسابات خاصة.
تآتي كلمة الخطيب المفوه و الشيخ الجليل في يوم تنصيب دونالد ترامب رئيسا لامريكا ، صاحبة القواعد الامريكية غير المعلنة محليا ، وفي يوم اعلن فيه الرئيس الامريكي “مصلحة امريكا اولا و لا قرش احمر او اصفر لاي كان “ ، و هذا يعني انقطاع ما يقرب من المليار دولار “الاخضر “ دعما للاردن تسليحا و غيره.
أن ما يقرب من ثلثي المديونية سهل للغاية تسديده اذا الحكومة “وطنية و جادة و قادرة علي المسائلة “، خصوصا اذا ما قام خمسة عشر رجلا ممن سرقوا اموال الشعب باعادة نصف ما سرقوه ، و الاسماء معروفة للقاصي و الداني و لا تحتاج الي صعوبة ، و اعادة القصور و الهدايا التي منحت لمسؤولين من جيب المواطن و علي حسابه ، ايضا تلك القائمة سهل رصدها ، لا قرار حكومي بسفر الوزراء علي درجة سياحية و لا تقليص عدد السيارات للوزراء و زوجاتهم، لان تلك الارقام تافهه اذا ما قورنت بما سرق.
للعلم فقط عندما زار الملك المرحوم الحسين و الملكة نور منزل رئيس حكومة اسرائيل في تل ابيب ، و الذي قتل علي يد مواطن اسرائيلي ، لم يجد حراس الملك و لا مرافقيه مكانا للدخول فبقي البعض علي الدرج و الاخرين اسفل المبني ، لان سكن “اسحاق رابين” و زوجته لا يتعدي ٥٦ مترا ، اي اقل من مساحة غرفة نوم خادمة فليبنية و سائق شخصي لبعض من وزراء في الاردن و لا نقول رئيس وزراء.
البعض يري ان ان خطبة الاستجداء للشيخ الجليل ، لا تعبر عن الشعب الاردني وليس من شيمه ، و هي بحاجة الي توضيح من رئيس الوزراء الذي يرأس لجنة التنسيق السعودي الاردني من ضمن لجان تنسيقية اخري مع الخليج ، و التحقيق في اسبابها و منهجتها و من سمح للشيخ الذي لا عرف بأنه “لا ينطق عن الهوي” بها ، بل ان البعض يري إن “اقالة الشيخ الجليل من منصبه “ واجبة ، “هليلويا” و يا مرحبا بالرحيل القريب.
التعليقات