في الاونة الاخيرة, لم تنفك اسرائيل تهدد لبنان وتتوعد باعادة البلد مائتي او ثلاثمائة سنة الى الوراء في حال هاجم حزب الله اسرائيل، هذا التهديد كان يأتي عبر الاعلام وعلى لسان كبار سياسي الدولة العبرية اخرها كان على لسان وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الذي ادعى ان الحيش اللبناني يغطي اعمال ونشاطات حزب الله، ومن الجهة الاخرى في الايجازات للصحفيين المحليين والأجانب من جانب الجيش والمؤسسة الامنية يقولون ان حزب الله غير معني باي مواجهة مع اسرائيل وذلك بحسب التقديرات العسكرية المبنية على معلومات علنية وسرية بالاضافة الى رسائل عبر اطراف ثالثة تلقتها اسرائيل، تفيد ان حزب الله غير معني، بل لا يريد اي مواجهة مع اسرائيل خشية دمار لبنان اكثر من تموز 2006 بحسب الاسرائيليين، هذا الى جانب استمرار حزب الله بناء القوة العسكرية والاستفادة من الحرب السورية الى جانب الروس والسوريين وايران. وتقول المصادر الامنية، التي عادة ما تكون ضباط كبار في الجيش، إن اسرائيل ايضا لا تريد المواجهة لان اي مواجهة ستكبد اسرائيل خسائر على صعيد الجبهة الداخلية بحيث لن تستطيع المؤسسة العسكرية والسياسية ان تصمد وقتا طويلا امام الرأي العام في حال استمرت اي مواجهة محتملة مع حزب الله لاكثر من شهر تسقط خلالها الاف الصواريخ على البلدات الاسرائيلية من شمالها الى جنوبها، لان صواريخ حزب الله الايرانية السورية تغطي كل اسرائيل على حد قول المصادر العسكرية والتي تقول في نفس الوقت ان المضادات الصاروخية الاسرائيلية من قبة حديدية الى مقلاع داود الى حيتس وغيرها من المنظومات تستطيع ان تتصدى لنحو خمسين بالمائة من تلك الصواريخ. اما الحرب الخاطفة السريعة فليست في وارد النجاح في عهد الحروب الجديدة والهجمات المباغتة والأنفاق وطائرات مسيرة انتحارية وغيرها من ابتكارات فتاكة برا وبحرا وجوا!
اذن لم كل هذا التهديد؟ ولماذا في هذا الوقت؟ وما الذي جعل ليبرمان يقول ان اي حرب مستقبلية ستكون في جبهة شمالية موحدة من لبنان الى الجولان اي سوريا واضاف ان الجيش اللبناني تحت امر حزب الله وهدد لبنان مرة جديدة؟ 
في التفاصيل ان حزب الله نقل صواريخ، من نوع بركان 1 و 2 ايرانية الصنع والمتطورة من ناحية الدقة والتوجيه، من شمال لبنان بعد ان كان نقلها قبل اشهر من مصياف في سوريا الى الاراضي اللبنانية- قبل قصف اسرائيل لمصانع الصواريخ الايرانيه هناك- هذا الامر تم، بحسب اسرائيل، تحت غطاء الجيش اللبناني وبواسطة شاحنات وناقلات للجيش اللبناني مما جعل اسرائيل تخرج بتلك التصريحات تجاه لبنان والرسالة ان اسرائيل تعرف ما يجري وان تلك الصواريخ نقلت الى منطقة يارون قرب الحدود الاسرائيلية بحسب ما يقول خبراء اسرائيليون في شؤون العسكر والامن.
عمليا، اسرائيل تهدد لبنان والرسالة لإيران وسوريا، وليس من المستبعد ان نسمع عن قصف جديد لمواقع واهداف ايرانية على الاراضي السورية، فمصانع الاسلحة والصواريخ الايرانية بدأت تزدهر في الغرب السوري وقرب دمشق بحسب المعلومات الاسرائيلية والاميركية. اما التطورات الاخيرة في استراتيجية اميركا تجاه ايران والحرس الثوري الايراني فيبدو انها تمنح اسرائيل كرتا اخضرا أميركيا جديدا لضرب تلك الاهداف وقد يكون بالتعاون والقصف المشترك الأميركي الإسرائيلي الذي يتدرب عليه سلاحا الجو منذ فترة في اسرائيل وفي بلدان حوض المتوسط. 
لبنان كان وما زال ساحة عراك اميركي سعودي إسرائيلي من جهة وايراني سوري من ناحية اخرى بواسطة حزب الله، فلا تستطيع الدولة اللبنانية بقيادتها الحالية ورئيسها "القوي" او حكومتها التوافقية ان تواجه اي من الأقطاب المتصارعة على ارضها وعبر فضاءها وبحرها، ويبدو انه محتم على "جنة الله على الارض" ان تظل "جحيما" يشتعل تارة ويخمد تارة اخرى تحضيرا لاحتراق جديد، اما طائر "الفينيق" الذي يخرج من تحت الرماد فموجود في الأساطير فقط!