في حادثتين منفصلتين خلال الاسبوع الماضي، الاولى في منطقة (قره هنجير) الواقعة على الطريق المؤدي من كركوك الى السليمانية والثانية داخل قلب مدينة كركوك، شنت مجموعتين مسلحتين هجوما على القوات الحكومية والمليشيات التابعة لهامكبدة هذه القوات خسائر مادية واعداد من القتلى والجرحى دون ان تعلن اية جهة عن مسؤوليتها وتجاهلها الاعلام الحكومي نهائيا.
ربما يعتقد البعض انه حادث عرضي او بتأثير القوى السياسية الكوردستانية، وكلا الاعتقادين بعيدين عن الحقيقة اذ لا يمكن ان يكون الهجومان المتزامنان تقريبا عرضيان في منطقة ملتهبة تشهد تجاوزات رهيبة ضد المواطنين، كما ليس للقوى السياسية الكوردستانية اية مصلحة في التصعيد خاصة وهي تتطالب وتصر على الحوار وفتح باب التفاوض رغم تعنت السلطات الطائفية في بغداد واصرارها على احتلال كوردستان والغاء الاقليم الذي تسميه ب (شمال العراق) و(المحافظات الشمالية).
اغلب الظن ان الهجومين المتعاقبين في (قره هنجير) وداخل مدينة كركوك هو بداية جديدة للمقاومة المسلحة رغم محدوديتها حاليا وهو يعني ان الاجراءات التعسفية التي مارستها الدولة في مدينة طوزخورماتو والقرى التابعة لها وفي مناطق محافظتي كركو وديالى وداخل كركوك نفسها وتهجير الالاف المؤلفة من المواطنين وهدم دورهم في عمليات انتقامية واسعة النطاق لتغيير الواقع القومي هي السبب الحقيقي في بدأ شرارة المقاومة المسلحة التي ستزداد توسعا وقوة خلال الفترة المقبلة من خلال انضمام الالاف من ابناء المنطقة على وجه الخصوص ومن باقي مناطق كوردستان بشكل عام وسيسمع العالم قريبا اسماء جديدة وابطال جدد وضحايا جدد.
المحاولة العراقية الايرانية التركية والتي قد ينضم اليها النظام السوري بمجرد استعادته لبعض عافيته على درجة كبيرة من الغباء والحقد العنصري والطائفي حيث يعتقد منظموها ان بمقدورهم القضاء على الحركة الوطنية التحررية الكوردستانية متناسين تجربة مائة عام من الفشل الذيع والمخزي والمكلف في هذا المجال.
ان حادثتي (قره هنجير) وكركوك ليست الا البداية وهكذا بدات ثورة كولان للحزب الديموقراطي الكوردستاني عام 1976 وثورة الاتحاد الوطني الكوردستاني نفس العام بمفرزة وحيدة على طريق طاسلوجة السليمانية وعلى الاكثر ان هذه المقاومة المسلحة كما هو واضح من هجماتها لن تلجأ الى الجبال والكهوف وانما ستنقل معركتها الى داخل المدن وحول الطرق الرئيسة وستكون عنيفة جدا في تعاملها مع القوات الحكومية ومليشياتها بسبب فقدانها الامل في النظام السياسي والحلول السلمية وتغيير العقلية العنصرية الحاكمة وفي عدالة المجتمع الدولي الى حد بعيد الذي يتغاضى عن حكم الاعدام الصادر بحق الشعب الكوردي من قبل الدول المحتلة لكوردستان.
يبقى السلام والحوار والتفاوض مع القيادة الكوردستانية وحكومة كوردستان والعودة الى الدستور الموضوع على الرف حاليا هو السبيل الوحيد لايقاف دوامة العنف والعنف المضاد وبغيره ستنتشر المقاومة المسلحة قريبا بسرعة سريان النار في الهشيم.
التعليقات