" والله لو كان للسرقة مذهباً يرتقي بقيم الانسان لاخترته "
تجابه شعوب دولنا 3 مراحل مدامة ومستدامة في تقدير عطاء الله ومقدار قدرته في العطاء الخيري لهم دون تدخّل زعماءنا وشيوخنا وقادتنا وحكامنا ويتم وفقها: تصفية خصوم الداخل المعارضة. التلاعب الشخصي بالمال العام ومصادر الثروة الوطنية بشكل إستغلالي عائلي. والنقطة الثالثة التضليل القضائي المساند للتضليل الأعلامي الرسمي.
من المسؤول عن صعوبة التعايش والتلائم مع حكومات عربية لاتشارك شعوبها في ثروة المال الحلال – الحرام؟ ومن يعبث بالخفاء ويبيع أهله الجالسين المنتظرين في خيم الزمان ولا يتحمل النتائج المأساوية لموتهم بمزاعم وإدعاءات وضجيج إذاعاتهم وتبريرها بتقلبات إرتفاع وإنخفاض العملة وأسعار النفط وإرتفاع أسعار المواد الغذائية والصحية وصعوبة طرق إمدادهم بالضرورات؟ هل سستتوقف الأختلاسات وتهريب المال والتهرب من مسؤولية مرتكبيه بمساعدة القضاء الذي ظل يبرّر أفعالهم وتصرفاتهم؟ مؤسسات دول لديها سيل من وثائق المراقبة المالية والمصرفية وسيل المال لم تحرّك منظومة القضاء لجلب ومحاسبة " فخامتهم وسيادتهم ومعاليهم " ووضعهم تحت طائلة القانون.
أحتار المحللون وخبراء علم السياسة والمال والأقتصاد والأدارة في معرفة " أنها بالأحرى أموالهم " ومعانيها وأسباب تخمة الملوك والحكام والقادة. شيخ يدفع عشرون مليون دولار لشراء حصان وشيخ يدفع مليون ثمن يخت في البحر الأبيض المتوسط. وإحتارت الرعية في تحديد مكامن خطر حكومات لاتشارك شعوبها بعض ماتحمله جمالهم وطائراتهم ويخوتهم من ثروة موضوعة خارج بلدانهم. فعندما وصلت أسماع الشعب التونسي والمصري والليبي والعراقي عن خزين قادتهم للمليارات والملايين المرصدة في بنوك سويسرا ثارت غاضبة على سلوكية حكوماتها التي ظلت ترعى رصد المال وأصوله وتخزينه وشراء القصور لعوائلها وتدفع لبنوك أوربية وأمريكية الفوائد المالية بلا إعتبار لشعوبها. وقبل الأطاحة ببعضهم بلغت ثروة ( مبارك 70 مليون دولار، زين العابدين 5 مليارات دولار، القدافي82 مليار دولار ). نستطيع بسهولة إضافة قائمة طويلة من الشيوخ والزعماء ومعالي الوجهاء ممن يعتقدون " انها بالأحرى أموالهم " ووصلتهم بعون الله.
الصعوبة العامة الماثلة أمام أعيننا على طول العالم العربي من المحيط الى الخليج هي صعوبة تعويد الشعب تصرفات تبقيهم في الخيام وقبولها. كما تكمن الصعوبة في قيادة شعب أصبح مدركاً لمأسيه وعارفاً لسارقيه الذين أنزلتهم الملائكة عليهم بقدر قادر، وقادوا مع شللهم، الشعوب العبيطة الى المهالك. وبسرعة أجهزة التواصل الأجتماعي وأدواته العديدة أصبحت نخبة من الناس على معرفة بالأكاذيب والأساليب التي رسخت مفاهيم قتال الكفرة للكفرة وقتال المسلمين للمؤمنين وقتال المعارضين للمعارضين وقتال المتشمتين ومذاهبهم الفكرية المستمدة من أحاديث منقولة من أدعياء، وكأن واجبهم أصبح يصب في محاربة أبناء قومياتهم وجعلت من الفقير أفقر ومن القيادات الحكومية الرذيلة المتحايلة، أغنى وأثرى.
وبعدما ماتت فكرة توحيد القومية العربية التي نادى بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ظهرت تيارات الإسلام السياسي والأحزاب المتنفذة المعارضة لبعضها، ورفع بعضها شعار “الإسلام هو الحل”. واستغلت هذه الأحزاب المتطرفة هزائم عربية في كل الجبهات بدهاء سياسي كبير ومازالت تستغلها.
هذا مانجده من صعوبة مأساوية معقدة الجوانب وخطيرة الأحداث، كشفتها حالات عديدة لقتال أطراف النزاع الوطني ومذهبيتها في شوارع مدن ليبية وتونسية ومصرية وصومالية وسودانية ويمنية وسورية وعراقية وغيرها. وبلا شك، تحليل الصفة الشخصية لسلوكية القائد وقدرته القيادية هي الصعبة، والأصعب هي الحالة الذهنية لتقلب رؤية الحاجات الشعبية المعيشية والمواقف والسلوكية المرتجلة في إدارة وتوفير الحاجات والمنافع الشعبية ويدخل في صميمها " توفر المال" والحاجة اليومية له. بعض أطراف النزاع تتخيل أن الأمور تجري لصالحها وإستمرت في بث أخبارمبادئها بالتحايل والتواطئ مع جهات مشبوهة لاعلاقة لشعوبنا بها وترسيخ مفاهيم إقتتال الأهالي لبعضهم بتسميات تفضيل معارضة ولفظ أخرى، واحتضان حكومات قوى متطرفة وترويج فكرهم في إعلامها اليومي الذي سمّم الأرض العربية رغم سعى ومساعدة دول وجهود إنسانية عملت جاهدة على تخفيف الحزن والآلآم والتشريد والنوم في الخيام. حتى الفضائيات العربية لعبت دورا كبيرا ولا تزال تلعب دورا في تزوير الحقائق عن الوطن والمواطنة بالتحريض المالي، وتسويق إسرائيل وأحقية إمتدادها. وتمويل التنظيمات الإرهابية داخل العراق وسوريا وزعزعة أمنهما واستقرارهما بزيادة تدفق أسلحة التفجير والعتاد وإشعال لهيب المنطقة في مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
باحث وكاتب سياسي
التعليقات