الإستفتاء، نظرية العدو الداخلي الوهمي، جوقة المرتزقة والخونة، الاقلام الصفراء، الانقسام الداخلي،حرب الاشقاء الإعلامية، عملاء ينفذون أجندة خارجيه, الخيانة الوطنية وتهديد الامن القومي، الاساءة والقذف والتشهير بالاخر بحجج وهمية، حالة التربص والترقب والمراقبة، اكراد اغا المالكي، عملاء اردوغان افندي، الطابور الخامس،تراكم الديون على إقليم كردستان، نفير عام لمواجهة العدو الداخلي الذي ينفذ أجندة خارجية لافشال مشروع (الاستفتاء والإستقلال) وتدميرالإقليم وتجويع شعبه، اتساع ظاهرة الفوضى وتفكك النسيج الاجتماعي والانحطاط بالإقليم الى مستوى العشيرة, بل وحتى الى مستوى العائلة، ادخال اقتصاد الإقليم جراء سياسات غير حكيمة في نفق مظلم مليء بالمخاطر الأمنية والقانونية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية والسياسية، انعدام الكهرباء والماء،كساد السوق، تدهور القطاع الصحي وغلاء اسعار الادويه، ارتفاع تكاليف المولدات الاهلية،ضجيج الموالدات المنزلية، روائح البنزين والدخان الكريهة، تاخير واستقطاع ثلثي الراتب، التقشف،الخصخصة، (اقتصاد سوق الحر)(1)، نهب الايرادات النفطية؟ تطبيق سياسية المناصفة (الففتي ففتي ), الغلاء الفاحش، الفقر، البطالة، الهجرة وترك الإقليم نحو المجهول باي ثمن،تفاقم المشكلات الاجتماعية، تكميم الافواه، توزيع التهم وتبرير الاخطاء, تعطيل البرلمان، طرد الوزراء ورئيس البرلمان ومنعهم من دخول اربيل، باختصار شديد هذه هي حالة إقليم كردستان اليوم في ظل ( مشروع الإستفتاء وتطبيق نظرية العدو الداخلي الوهمي) من قبل الحكومة (الاوليغارشية) (2)الحالية والسابقة والتي فشلت فشلا ذريعا في إدارة الإقليم سياسيا واقتصاديا.
ومن المضحك المبكي في آن،ان كل طرف في هذه المعركة الوهمية والخاسرة اصلا والتي نجمت عن عاملين رئيسيين مترابطين هما : الصراع على السلطة والنفوذ وضعف الايمان بالديمقراطية, وتدخلات الدول الإقليمية بالضد من مصالح الشعب، فكل طرف حاول ولايزال يحاول في هذه المعركة الخاسرة والتي تدور في حلقة مفرغة لا يمكن الخروج منها بسبب إصرار كل طرف على رأيه لإثبات قناعاته ومصالحه الضيقة بالقوة وسحق الرأي الآخر، كل طرف يطالب اعضائه ومناصريه بالاستنفار والترقب والحذرمن العدو الداخلي، وعليه انتشر من جديد وباء العدو الوهمي( القديم الجديد ) كالنار في الهشيم بين الناس وفي جميع مجالات الحياة ( الشارع، السوق، المدارس والكليات، المساجد والخ )، اضافة الى دور الاعلام الحزبي المقيت في تاجيج الصراع وغسل عقول بسطاء الناس بالسم والترويج لثقافة الغاء الاخر والاصطفاف مع جهة وضد اخر.
ولكي يكتشف الشعب المغلوب على امره ان ساستنا لايزال يعانون من وباء نظرية العدو الداخلي الوهمي عليه ليس فقط ان يراجع صفحات التاريخ القريب وتحديدا صفحات الإقتتال الداخلي في التسعينات من القرن الماضي بعد ان حولت ( الاشقاء الاعداء ) ايام الشعب الى الجحيم وخيبة الامل كبيرة بعد ان حولوا الإقليم المدمر اصلا من سياسة النظام البعثي الشوفيني الى (خنادق وبنادق) متقابلة ورفعوا شعار ( أما انا او الأخر، والقوي يحكم والضعيف يخضع دائما), وانما على بسطاء الناس الذين هم الأكثر تضررا من الإهمال والفساد وإنعدام المسؤولية ونهب ثروات الإقليم والاستخواذ على ايرادات النفط وانعدام الخدمات الاساسية ان يكتشفوا ايضأ سبب تراجع الإقليم إلى المستوى البائس الذي كان عليه في بداية التسعينات.
على سبيل المثال لا الحصر تمثل الكهرباء احدى المشكلات الضخمة التي عانى منها المواطنون على مدى 25 عام من الحكم المحلي على الرغم من الوعود الكثيرة والمتكررة بمنحهم الكهرباء على مدار 24 ساعة الا ان تلك الوعود لم تتحقق في ظل فساد الطبقة الاوليغارشية الحاكمة.
خلال 25 عام من الحكم المحلي لم تخطوا الحكومات المتعاقبة 25 خطوة في طريق المصالحة الحقيقية بين الاخوة الاعداء, فشبح الاقتتال مازال يلقي بظلاله على الفكر والسياسة والاقتصاد، 25 عام من الإستقلال الذاتي لم تستطيع الحكومة ان تلغي اثار (الإدارتين والإرادتين)، ولم تنجح في الربط بين الديمقراطية السياسية والتنمية الاجتماعية والانسانية (البشرهم الثروة الحقيقية للأمم،وليس الحجر )،ولم تفلح في معالجة الامراض والسلبيات التي رافقت ولادة إقليم كردستان.
25 عام يتمع اقليم كردستان بشبه إستقلال, والحكومة لاتزال مكبلة بقيود وسلاسل سياسة المناصفة ( الففتي ففتي) ونزعة الاستئثار والتحزب الضيق، ولم تفكر الحكومة الحالية أو من سبقها ان تستفيد من الطاقات والكفاءات العلمية على صعيد المؤسسات والأفراد لتطوير الإقليم،كما تجاهلت (استثمار الطاقات الكردستانية المتواجدة في المهجر والاستفادة من خبراتهم الغنية وفي جميع المجالات ( اﻟﻼﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭل ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﺓ )، لم تسعى الحكومة لحل المشكلات الاقتصادية بالاعتماد على العامل الداخلي، فعلى سبيل المثال لاالحصر ان القطاع الزراعي في إقليم كردستان يعتبر من القطاعات الحيوية والإستراتيجية, لما يمتاز به من مناخ وتربة ملائمة ووفرة المصادر المائية, إلا ان الحكومات المتعاقبة لم تكن حريصة عل تطوير قطاع الزراعي ولم تكن لديها استراتيجية واضحة لتطويره،وحتى الآن لم يتم سوى تخصيص( 1.8% ) من الموازنة السنوية للقطاع الزراعي، وعليه نرى أن 90% من المواد الغذائية في إقليم كردستان مستوردة من (تركيا وايران)
25عام من الحكم المحلي لم تستطيع الحكومة والوزارات المعنية، ووزارة الزراعة على وجه الخصوص، أن تعد الخطط اللازمة لتطوير الانتاج المحلي وخاصة المنتجات الاستراتيجية, واكتفت بتشجيع الاستيراد من (تركيا وإيران) ليصل حجم التبادل الزراعي معهما إلى أكثر من (عشرة ملايين دولار سنويا)، 25عام من الحكم المحلي وحكومة الإقليم تحول الأراضي الزراعية إلى( تجارية أو سكنية ).
25عام يتمتع اإقليم كردستان بحكم شبه مستقل، لم تخطوا الحكومة خطوة واحدة باتجاه قيام وبناء دولة مستقلة،25 عام من الحكم لم تستطيع الحكومة الاوليغارشية الحالية أو من سبقها أن تؤمن للشعب أبسط حقوقه المشروعة، 25عام من الحكم المحلي، لايزال المواطن الكردستاني محروم من ابسط الحقوق الإنسانية كحق الحصول على ماء والكهرباء ولو لا المولدات الاهلية والمنزلية لهلك الشعب من حر الصيف وبرد الشتاء القارص.
بعد 25 عام من الاستقلال الذاتي وبيع النفط بشكل مباشر، يظطر المواطن الكردستاني اليوم الى استخدام مدافئ حطب ومصابيح نفط ومصابيح قابلة للشحن وخزانات تسخين الماء وبويلرات الجيزر ومدافئ غاز وهيترات صينية الصنع، في وقت كان المواطنون يستفيدون من هذه الادوات خلال بداية التسعينات من القرن الماضي وذلك بسبب الحصار الاقتصادي المزدوج المفروض على العراق وإقليم كردستان آنذاك وفرض جملة من العقوبات على العراق تضمنها ( 30 ) قرارأ صادرا عن مجلس الامن الدولي، والذي ادى الى صعوبة حصول الناس على كميات النفط والغذاء والادوية الضرورية، 25 عام من الحكم المحلي، والحكومة تنهب الثروة الوطنية, النهب الذي يجري باسم ( الخصخصة واقتصاد السوق الحر ), 25 عام من شبه إستقلال والحكومة تعجز عن حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية العميقة، 25 عام من الحكم المحلي والاوضاع المعيشية والحياتية لفئات واسعة من الشعب تتدهور يوما بعد يوم، مقابل استمرار الاثراء الفاحش لفئات محدودة على حساب ثروات ونفط الشعب الذي اصبح نقمة على الشعب ونعمة على كبار ( حيتان وغيلان الفساد ).
25عام والحكومات المتعاقبة تتوعد الشعب بمنحهم الكهرباء على مدار 24 ساعة الا تلك الوعود لم تتحقق، فعلى سبيل المثال لاالحصر تم تزويد المواطن خلال هذا الشهر التموزي الحار بـ(10) ساعة من الكهرباء يومياً حسب الجدول المعلن من قبل دائرة الكهرباء ولكن في اغلب الأيام يزودون بين (5-4) ساعات من الكهرباء فقط بالاضافة الى سبع ساعات من كهرباء المولدات الأهلية والتي يشترونها مقابل (10 ) دينار للأمبير الواحد. ومعظم البيوت لديها ثلاثة امبيرات خلال تلك الفترة والتي لا تصلح لعمل أجهزة التبريد او تكييف الهواء او الثلاجة وعليه يمضون الساعات المتبقية دون كهرباء، بالرغم من حرارة تموز اللاهبة حيث يقضي أغلب المواطنين أياما وليالي امام أضواء المصابيح... وبيدهم ( المهفه، المروحة اليدوية )(3 ) والتي اصبحت اليوم من أكثر الأدوات المستخدمة للتبريد وجلب الهواء البارد ).
25عام والمواطن الكردستاني يحترق من لهيب الصيف ولهيب الاسعار ولهيب الفساد ولهيب الفقر والبطالة والتهميش وتاخر الرواتب والتقشف والاهمال...ولكن دون جدوى
25 عام ونحن نكتب ونقول : الوطن هو ملك للجميع وليس لفئة دون أخرى، الانسان هو الوطن والوطنية، الانسان الحر هو من يصنع الوطن، بناء البشر اهم من بناء الحجر، بناء الانسان قبل بناء الوطن، لا يمكن أن يكون هناك وطن دون وجود للإنسان الحر، لكن دون جدوى ( نفس الطاس ونفس الحمام )، ولهذا وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من الانحطاط بكل شيء اخلاقياً،اقتصاديا، سياسياً، ثقافياً، اعلامياً و فنياً.
اضافة الى ذالك عندما نشخص الاخطاء المدمرة والنواقص والفساد ومكامن الخلل ونضع اليد على الجرح و(نطالب بضمان أمننا الجماعي ودرء المخاطر المحدقة بالإقليم لكي لايتحول الحلم الى مجرد سراب وكابوس مرعب)، نُتهم بالعمالة والخيانة والعمل وفق أجنده خارجيه،وكان الوطن هو ملك الاحزاب او القادة وليس ملك الجميع.
والملاحظ بوضوح شديد كوضوح الشمس فى نهار تموزي في (هه ولير)، ان من اوصل الإقليم الى حافة الانهيار هم الذين يوزعون اليوم التهم الجاهزة وفي كل الاتجاهات ويحاولون تبرئة أنفسهم بلصق التهم وإلحاق النقص بالآخرين زورا وبهتانا، وذالك لتبرئة فشلهم في تحمّل المسؤولية السياسية الوطنية والقومية خلال 25 عام من مهزلة حكمهم الفاشل في ادارة إقليم كردستان المغرق بالديون.
ــــــــــــــــــــ
1 (اقتصاد السوق ) هو نظام اقتصادي يتمتع فيه الأفراد والشركات بحرية المبادرة وحرية تبادل السلع والخدمات وتنقلها دون عوائق, بالضبط عكس الاقتصاد المخطط، حيث إن الدولة هي التي تقوم بتخصيص الموارد وتحديد السلع والخدمات التي سيتم إنتاجها، وبأي كميات، وتباع وفقا لأي اسعار.
2 (الأوليغارشية ) كلمة يونانية مكونة من مقطعين ( oligos ) بمعنى القلة، و(Arkhe ) بمعنى القيادة، فيكون المعنى ( القلة الحاكمة للبلد )، عرف القاموس السياسي الفرنسي الأوليغارشية على أنها : النظام السياسي الذي تكون فيه معظم القوى في أيدي عدد قليل من الأفراد، فإن بعض العائلات أو جزء صغير من السكان، وعادة ما تكون الطبقة الاجتماعية أو الطائفة، قد يكون مصدر قوتهم الثروة، التقاليد، القوة العسكرية، القسوة.. إلخ ).
3ـ ( المهفة )، مروحة يدوية و هي سيدة الجلسة في ظهريات وليالي الصيف في إقليم كردستان لمواجهة الحر القائظ، تصنع (المهفة )من سعف النخيل، ظهرت من جديد وبشكل لافت في الاونة الاخيرة في عموم العراق والإقليم بسبب الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي.
- آخر تحديث :
التعليقات