سياسة واضحة تستعملها أميركا مع الكرد ويختلف تماما بين اقليم كردستان والكرد في سوريا شكلاٌ ومضموناً، فاقليم كردستان شبه محمي بموجب قرار الحظر الجوي رقم (668) الذي صدر في نيسان 1991 عقب الهجمات العسكرية لنظام البعث ضد الكرد، وهو نفسه ذاك القرار الذي اقامت بموجبه امريكا وبريطانيا بحماية الاقليم ووضع القرار حيز التنفيذ وفق القانون الدولي لحماية حقوق الانسان، وهذا ما عزز من شرعية تواجد القواعد الامريكية العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية في الاقليم، حيث ان هناك شركات نفطية عملاقة مستقرة بالقرب من جبال شيخان المليئة بالمعادن والزيوت البراقة ومن غير المستبعد وجود مواد اساسية للطاقة كالزئبق واليورانيوم، أي ان الاقليم محمي تماما ضد أي قوى خارجية وبغطاء دولي، اما بالنسبة لاكراد سوريا فالسياسة مختلفة، وهناك نقطة هامة يتجاهلها اكراد سوريا الا وهي ان معظم القوات الامريكية المتواجدة على الارض قد تغادر متى ما شاءت، اما بالنسبة للمعدات والاسلحة التي بحوزة وحدات حماية الشعب الكردية فأي قرار من الكونغرس الامريكي قد ينهي أي استعمال لتلك الاسلحة ويضعها تحت تصرف التحالف الدولي، اما مدة بقاء هذه القوات فتعتمد على تحرير الاراضي العراقية الموازية للمناطق الكردية في سوريا من داعش والتي تقودها امريكا، فالهدف الامريكي منها هو تأمين قواعدهم من الخلف المتواجدة في المناطق الكردية داخل سوريا وخاصة الموجودة في ( مدينة رميلان المليئة بحقول النفط والغاز )،.حيث أن امريكا ما زالت في موضع الهزيمة في أية لحظة نتيجة التحالف ( الايراني التركي الروسي ) فالحشد الشعبي الذي تأسس في 13 حزيران 2014 بفتوى من السيستاني مدعوم ايرانيا وقريب منهم داخل الحدود العراقية، والحدود التركية مفتوحة لدعم تنظيم داعش والنصرة، وامامهم في سوريا الروس وعملاء النظام، وسيناريو العراق يعود مجددا حين كانت تتم محاصرة القواعد الامريكية ومهاجمتها بالسيارات المفخخة التي صرحت حينها ادارة بوش الابن بان دخول تلك السيارات يتم عبر النظام السوري الامر الذي لم تنفيه دمشق انذاك وكان ردها بانها لا تستطيع تأمين حدودها بالكامل مع العراق، وأضطرت امريكا وحلفائها انذاك الى سحب قواتهم ومغادرة الساحة العراقية نهائيا وتركها لايران على طبق من ذهب. ووفق هذه المعطيات سوريا الى المزيد من الدمار ويتكرر المشهد العراقي، وفيما يخص السياسة الامريكية ربما العكس هو الصحيح وما تقوم به هو لحماية قواعدها في اقليم كردستان والاستفادة من دروس حرب 2003 لمنع أي التفاف حولها في المستقبل القريب بعد ان قررت قيادة الاقليم بالمضي قدما نحو الاستفتاء للاستقلال الامر الذي يفتح المجال امام اعدائهم في الداخل لمهاجمتهم.
بمتابعة هذه الملفات تتوضح سياسة امريكا وروسيا ولا سيما التباحث بين الحين والأخر لملفات الشرق الاوسط بين امريكا واسرائيل، وهذا ليس بجديد لان اسرائيل تٌعتبر غرفة العمليات والمراقبة لإدارة الشرق الاوسط، ومسألة إيران وحزب الله ربما معقدة او هيه بسيطة يتم تعقيدها، حيث ان الاولى كانت تحكم العراق سياسيا من خلال العباءة الطائفية ( الشيعة ) وباتت الان تحكمها عكسريا من خلال عناصر الحشد الشعبي، وحزب الله اصبح السلطة والدولة في آن واحد على لبنان والحدود الموازية لسوريا ( ولم تستفد لبنان من انسحاب الجيش السوري في نيسان 2005 بعد العملية الارهابية التي استشهد على أثرها الرئيس رفيق الحريري )، والروس هم الوحيدون الان الداعمين للاثنان وليس مخفياً حقيقة أن روسيا هي تل ابيب الثانية لان قوة موسكو وبقاءها صامدة هي من خلال رأس المال اليهودي.أما مسألة النفط هي ليست ضمن الصراع في الوقت الراهن لان عملية بيعه وتصديره تحت السيطرة الامريكية الروسية، ويبقى مصير الكرد في الاقليم مرهونا بمدى توافقهم الداخلي لبناء دولة كوردستان وعدم فتح ثغرة للخارج لتقسيمهم الى إمارتين ( السليمانية وكركوك – اربيل ودهوك) واما الكرد في سوريا فجميع الدلائل والوقائع والاحداث تؤكد ان حلمهم بقيام دولة كورية اصبح من الماضي فالاتحاد الديمقراطي ازال الستار القومي عن مشروعه وحوله الى امة ديمقراطية وبات من هب ودب داخل العباءة الكردية حتى بات الشعب الكردي هو الخاسر الوحيد بسبب المصالح الحزبية للحركة الكردية بمجملها، فباقي الاحزاب الاخرى باتت تبحث عمن يضعها امام النظام للحصول على بعض الحقوق الثقافية ومكاسب حزبية بحتة، ووفق ما جرى من وقائع لم تدعم امريكا وروسيا حقوقهم
القومية لبناء دولتهم لان قيام أي دولة يحتاج الى مقومات رئيسية من اهما القائد والدائرة المحيطة به التي يلتف الشعب حولها لدعمها، وهذا ما يفتقده الشعب الكردي في سوريا في حين ان الشعب الكردي في الاقليم تتوفر لديه هذه المقومات بوجود الرئيس مسعود البرزاني رغم وجود معارضة داخلية تكاد تضع الدولة القادمة امام خيار امارتين او امارة ومملكة، وتوضحت سياسة واشنطن وموسكو معاً تقاسم نفوذ متفاوت بين الاثنين حسب مصالحهم مرهون بمدى من يحافظ على آمن اسرائيل في المنطقة
التعليقات