عندما يفيد&مسؤولون فرنسيون أن&الحکومة الفرنسية&ربطت تعيين سفير جديد في طهران بالحصول على معلومات من إيران عن مؤامرة فاشلة لتفجير مؤتمر للمقاومة الإيرانية في العاصمة الفرنسية في&حزيران&الماضي، فإنه کلام له وزنه وإعتباره وتأثيره على الجمهورية الاسلامية الايرانية التي مافتأ قادتها&ووسائل الاعلام التابعة لها&يرددون في تصريحاتهم التحذير تلو التحذير من التهديد الذي باتت تمثله منظمة مجاهدي خلق، ولاسيما بعد إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي قادتها المنظمة بإعتراف آية الله خامنئي،&لکن، کيف صارت منظمة کان معظم القادة والمسٶولون الايرانيون يٶکدون على إنها لم تعد ذات دور وتأثير في داخل إيران، من أن تصبح تهديدا للنظام في الداخل والخارج؟

منظمة مجاهدي خلق التي طوت العام ال 53 على تأسيسها، يمکن لأعضائها وأنصارها أن يشعروا بالفخر الممزوج&بالفرح الغامر وهم يرون إن دورها قد تزايد على صعيد الاوضاع في إيران بحيث صارت تشکل کابوسا وأرقا يقض مضجع القادة الايرانيين، وهاهو وزير الخارجية محمد جواد ظريف يطالب بإغلاق حسابات المنظمة على تويتر ويشکو من النشاطات التي تقوم بها المنظمة على الشبکة العنکبوتية مثلما إن العديد من المسٶولين في الحکومة والحرس الثوري قد دعوا الى أخذ الحذر من أن تأخذ المنظمة بزمام المبادرة في أية&إنتفاضة قد تندلع، وهذا کله طبقا لما يتم عکسه من جانب السلطات الايرانية حيث إن الحقيقة أکبر من ذلك بکثير.

طوال الاعوام ال40 الماضية، کانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى لإستغلال العامل الزمني وتوظيفها لصالح تحقيق أهدافها وغاياتها ومع إنها نجحت الى حد کبير في مساعيها بهذا الصدد، ولکن ظلت هناك عقبة کأداء أمامها أو بالاحرى سکينة خاصرة لم تکن تسمح لها بأن تأخذ راحتها وتجعل الامور کلها تسير وفقما تشاء، هذه العقبة لم تکن سوى منظمة مجاهدي خلق التي عملت طهران المستحيل من أجل محوها من الخارطة والمعادلة السياسية الايرانية ولکن من دون جدوى، وإن من قصم ظهر النظام في مساعيه من أجل الحصول على السلاح النووي، منظمة مجاهدي خلق.

الجمهورية الاسلامية الايرانية&التي تدعي بأن منظمة مجاهدي خلق تمارس الکذب والخداع والتضليل للتأثير على الرأي العام الايراني وغيره، تتصور بأن الاکاذيب"السافرة"التي أطلقتها ضد المنظمة طوال الاعوام السابقة يمکن للعالم أن ينساها أو يمر عليها مرور الکرام، فهي من إتهمت المنظمة بحادثة التفجير في&20 حزيران 1994، وإتضح فيما بعد إن السلطات الايرانية نفسها متورطة بذلك کما إعترف مسٶول منشق من الحرس الثوري، کما إن طهران زعمت بأن قبور الکويتيين المختطفين موجودة في أشرف، کما إدعت بأن&أسلحة الدمار الشامل العراقية كانت مختبئة&أيضا في معسکر أشرف، الى جانب الکذبة السمجة الاخرى التي أطلقتها على أثر مجزرة الاول من أيلول 2013 التي إرتکبتها بمعية قوات خاصة عراقية ضد سکان أشرف فقتلت 52 فردا منهم، حيث إدعت فيما بعد بأن&صراعا وخلافا دب بين سکان أشرف فقتلوا بعضهم!

بعد 40 عاما من الصراع بين المنظمة وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية، من فيهما يقف الان على قدميه ليوجه للآخر الضربة القاضية ويسقطه أرضا؟ من منهما وصل الى مفترق کل طرقه مسدودة؟ من منهما صار الشعب يتطلع لأن يمحيه من الخارطة والمعادلة السياسية الايرانية؟ من منهما صار يتحدث عن سقوطه المحتمل ويحذر من تداعياته ويتوسل ببلدان المنطقة والعالم لکي يعملوا مابوسعهم للحيلولة دون ذلك؟ أسئلة إجاباتها واضحة وضوح الشمس في عز النهار وإن العالم يجب أن يستعد لسماع المزيد من التقدم المضطرد لمنظمة مجاهدي خلق ليس بإتجاه طهران بل بإتجاه الامساك بزمام الامور في إيران کلها.