نصف عام وأكثر على احتلال عفرين من قبل تركيا والجماعات الإرهابية والتكفيرية التابعة لها ولا بوادر في الأفق نحو انتهاء الاحتلال وعودة عفرين لأهلها بل تتواصل الحال على ما هي عليه من ايغال في قمع العفرينيين وابادتهم والعمل المنظم على تغيير الحقائق الديمغرافية والقومية للمدينة وريفها الواسع دون وجود أية ارهاصات حتى لوضع ملف عفرين على الطاولة الدولية اذ ثمة تواطىء على احتلالها وسكوت مبرم من قبل مختلف القوى المعنية سيما روسيا ومن خلفها النظام السوري وإيران أو التحالف الدولي وفي مقدمه الولايات المتحدة الأميركية الذي بات يوغل في سياسة بتر& روج آفا كردستان ( كردستان سورية ) الى شطرين فشرق الفرات شيء وحمايته واجبة وغربه بما فيه عفرين شيء آخر& ولا يعني التحالف المذكور بشيء في تراجيديا مضحكة تذكرنا بثنائية شرقستان وغربستان في فيلم "الحدود" السوري الشهير.
وان كان منطق التحالف الدولي هو اشتراط وجود داعش للتحرك وحماية المناطق فان من يحتل عفرين بمعية جيش الاحتلال التركي وكما لا يخفى مجاميع من تكفيري داعش والنصرة وليس سرا حضور الدواعش الكثيف وبقاياهم وان بأسماء أخرى داخل الجماعات المحتلة لعفرين فمرجعية القتل والإرهاب التي تصدر عنها تلك الجماعات على اختلاف مسمياتها واحدة فهي في واقع الأمر داعشية المبنى والمعنى ولعلنا نتذكر هنا مشهد ذاك الإرهابي باللباس الأفغاني وهو يقف منتشيا على أنقاض حطام تمثال كاوا الحداد وسط عفرين غداة احتلالها.
والحال أن إلقاء نظرة سريعة على طبيعة ارتكابات محتلي عفرين وخطابهم العنصري والتكفيري وحتى هندامهم ومحياهم يكشف عمق ميلهم وتكوينهم الداعشيين ذاك أن الداعشية أوسع وأبعد من مجرد تنظيم واحد بل هي منظومة وعي ارهابي عصابي وقاتل فالتحالف الدولي والحال هذه يبدو في موقف متناقض مغرق في النفاق والتغابي والازدواجية وغياب السياسة المبدئية الواضحة التي تؤطرها استراتيجية متكاملة لمحاربة الاٍرهاب ودحره.