كل الاحداث وتطوراتها تشير الى ان الانسحاب التكتيكي لقوات المقاومة الكوردستانية وجه ضربة موجعة للمخطط التركي والاجتياح العسكري غير المبرر وغير الأخلاقي والمتعارض مع القوانين الدولية لمنطقة عفرين الكوردستانية في الشمال السوري، هذا الاجتياح الذي كان يستهدف تدمير المنطقة والمدينة بالكامل وتنفيذ المجازر بحق المواطنين الكورد واجراء تغيير ديموغرافي واسع النطاق ولعل ابلغ دليل على هذا المخطط هو حملات النهب والسلب والسرقة والاعتداءات المتكررة على المواطنين المدنيين والتدمير المنظم للبنى التحتية لمدينة عفرين الذي لم يسلم منه حتى الرموز الثقافية والتماثيل.
الانسحاب التكتيكي الذي (حافظ) قدر الإمكان على سلامة المدينة وفي تحجيم عدد ضحايا العدوان العنصري منح المزيد من الحرية لقوات المقاومة الكوردستانية في اختيار متى وأين تنفذ عملياتها ضد القواعد الثابتة والمتحركة لجيش الاحتلال العثماني ومن الان فصاعدا ستكون المبادرة بيد هذه القوات في الوقت الذي سينزف جيش الاحتلال باستمرار قاتل وهو يغوص عميقا في الرمال المتحركة لعفرين.
الأشهر القليلة القادمة ومع التغييرات الدراماتيكية للتحالفات والصفقات والمواقف ستثبت حقيقة ان تركيا باحتلالها مناطق عفرين وهجومها الحالي على بعض مناطق إقليم كوردستان وتهديداتها باجتياح بقية مناطق كوردستان الغربية سقطت في فخ الاستنزاف المؤلم والطويل الأمد وبداية العد التنازلي لنهايتها كلاعب إقليمي نتيجة السياسة العنصرية المتهورة واحلامها المريضة لإحياءالامبراطورية العثمانية الاخوانية الجديدة والسيطرة على العراق والسعودية ودول الخليج ومصر وربما شن حملة جديدة لاحتلال بودابست وفيينا.
استمرار تركيا في انتهاج هذه السياسة المعادية للشعب الكوردي واستغلال الأوضاع الشاذة التي تمر بها المنطقة للتوسع وفرض واقع جديد يرفضه المجتمع الدولي يعني بداية النهاية للنظام الحاكم خاصة مع تفاقم الصراع الداخلي وانعدام الحريات الأساسية وزج عشرات الألوف في السجون والمعتقلات وتردي الوضع الاقتصادي الذي يرزح تحت طائلة المديونية وتكاليف الحرب العدوانية ضد الشعب الكوردي بالإضافة لوجودها في محيط يرفض توجهاتها الاستعمارية كاليونان وقبرص وحتى الروس الأعداء التاريخيين وأخيرا موقفها المهزوز في حلف الناتو بسبب دورها الانتهازي والازمة الحالية مع الولايات المتحدة الامريكية التي تزداد تعقيدا.
تركيا بنظامها الحالي وطموحاتها غير المشروعة وتدخلها السافر العدواني في دول الجوار تتجه بسرعة نحو مصير مجهول ومن الممكن جدا ان تكون سوريا العقد القادم في المنطقة اذ على الباغي تدور الدوائر (يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم).
التعليقات