أعلن النظام الحاكم في إيران وعلى لسان رئيس لجنة الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية في مجلس شورى النظام علاء الدين بروجردي بأن تطبيق تلغرام سيتم حجبه ابتداءً من نهاية الشهر الأول من العام الإيراني الجديد «فروردين»، أي من يوم العشرين من شهر مارس الجاري، وذلك بقرار من أعلى السلطات في إيران. وهذا معناه بأمر مباشر من خامنئي.
وعند قراءة هذا الخبر نواجه عدة أسئلة منها: ما مدلول هذه العملية؟وما هو مفعولها في منع أبناء الشعب من التواصل؟ كيف يمكن مناصرة الشعب الإيراني في توفير إمكانية التواصل و...
لا شك أن عملية حجب تلغرام وشبكات التواصل الاجتماعي دليل دامغ على استمرارية الانتفاضة وفاعليتها وخوف النظام من أبناء الشعب. الانتفاضة التي هزّت أركان نظام الحكم في إيران. حجب تلغرام يعتبر اعترافاً من النظام بأنه لم يستطع من إخماد هذه الشعلة المتّقدة بفعل القمع من قتل أكثر من خمسين شخصاً في شوارع المدن وحملات الاعتقالات التي طالت أكثر من ثمانية آلاف شخص وممارسة التعذيب الهمجي بحق المعتقلين الذي أدى إلى استشهاد ما لا يقلّ عن 14 منهم تحت وطأة التعذيب. نعم الانتفاضة مستمرّة ومظاهرات واحتجاجات المزارعين في محافظة إصفهان ومظاهرات مواطنينا العرب في الأهواز والمدن الأخرى في محافظة خوزستان، وكذلك إضرابات عمالية في مختلف مناطق إيران.
وإذا نظرنا إلى أن البطالة كانت أحد الأسباب الأساسية لاندلاع الانتفاضة، وأن حجم تلغرام- كما قال نواب مجلس الملالي- معناه أكثر من مائتي ألف شخص يفقدون مشاغلهم وأن ما يقارب نصف مليون شخص يفقدون لقمة عيشهم، نصل إلى نتيجة واضحة وهي ما عبّر عنه النظام بأن تطبيق تلغرام يهدّد الأمن «الوطني» لهذا النظام ، ولذا يجب حجبه وإعدامه!
بالنسبة للسؤال الثاني اعتقد أن حجم الاستياء الشعبي المتراكم أكثر بكثير من هذه المحاولات لمنع اندلاعها واستمرارها. إذن يمن القول أن الانتفاضة ستستمر بالرغم من هذه الأعمال القمعية التي تعتبر انتهاكاً للعديد من المعاهدات الدولية.
هناك نماذج أخرى من فشل النظام في منع التواصل. على سبيل المثال قام النظام خلال سنوات حكمه عدة مرات بالهجوم على الأطباق اللاقطة وكسر هذه الأطباق وقامت «قوات المغاوير» في الحرس بعمليات «بهلوانية» والتسلّق بجدران المنازل وجمع الأطباق اللاقطة من أسطح المنازل وحرقها وكسرها وحتي دهسها بالدبابات والمدرّعات في مراسم «رسمية» وبحضور ممثلين من خامنئي وقادة الحرس. لكنه فشل في نهاية المطاف في تطبيق هذا المشروع ومنع أبناء الشعب الإيراني من استخدام الأطباق اللاقطة.
واعترف وزير الإرشاد السابق علي جنتي بفشل النظام في هذا المجال وأعلن أن هناك أكثر من خمسين مليون من الأطباق اللاقطة في إيران، ولا يمكن هدم هذه الكمية الهائلة، ولاينفع إذا هدمنا حتي أكثر من مليون منها.
والنقطة الثالثة وضرورة مناصرة الشعب في مجال التواصل فأرى من واجب مجلس الأمن الدولي والدول الأعضاء في هذا المجلس أن لا تقبل بهذه الانتهاكات الصارخة للمعاهدات الدولية وأن تقدّم الدول التي لها أمكانية بتوفير هذه الخدمات لأبناء الشعب الإيراني ليستطيعوا من التواصل في ما بينهم.
وفي النهاية يمكن القول باليقين أن نظام ولاية الفقيه لن يربح هذه المعركة بالعكس محاولاته في هذا المجال ستتحوّل إلى مزيد من السخط الشعبي نظام الإرهاب الحاكم في إيران باسم الدين وضد خامنئي الذي أمر بهذه الجريمة وبـ«إعدام» تطبيق تلغرام! وسيكون الشعب الإيراني على وعد مع المقاومة المنظمة و مع «ألف أشرف»، أي ألف معقل للنضال والعصيان والتمرّد في جميع المدن والمناطق الإيرانية، لمواصلة انتفاضته ولإسقاط هذا النظام والتخلّص من براثن نظام الملالي وتخليص جميع شعوب المنطقة من هذه الحقبة السوداء.
*رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
التعليقات