حسمت تركيا وإيران موقفهما الإقليمي بتحالف مع روسيا يهدف لقلب التوازنات الدولية على حسب أقوالهما للحد من الأطماع الصهيونية وإعادة الحقوق الفلسطينية.
سابدأ بالأطماع الإسرائيلية والتي تغيرت وتصاعدت مع الوقت من مجرد إعتراف من المنطقة العربية بحقها في الوجود, إلى خلق واقع وجودها وأطماع في هيمنة إقتصادية. الأخطر في الوقت الحالي، يبدو من تشارك مصالح الدول العربية مع إسرائيل في الحد من التهديد الإيراني للمنطقة العربية وللدولة الإسرائيلية.. متعللين بفشل القيادات الفلسطينية المتعاقبة, سواء قبل النكبة أم بعدها, في وضع صورة واضحة صادقة ومقبولة دوليا, ’تنهي إلتزامات الدول العربية و’تنهي معاناة الشعب الدي يدفع ثمن أخطاء قياداته حتى الآن. وعليه وربما يضيع حق الفلسطيني في مساندة الدول العربية, في توجهها لمصالحها وللدفاع عن أمنها ولا يبقى للفلسطيني سوى إنقاد ما يمكن إنقاده والقبول بالفتات من حقوقه؟؟
ولكني أود التأكيد أنه وتبعا للسجل التاريخي لكل من إيران و تركيا, بأنهما ستكتفيان بالتنديد ولن تحركا ساكنا حقيقيا للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، لا ضمن الشرعية الدولية المنصوص عليها ولا بإستعادة الأرض؟؟ ما ستعملان عليه هو إبقاء الحال على ما هو علية لإسكات مواطنها للتغاضي عن فشلها.. والإبقاء على شرعية وجود أنظمتها؟؟
تحالف روسيا وإيران وتركيا لم ولن يكون هدفه تحرير فلسطين.. كل له أطماعه في المنطقة.. وعلية فأنا أؤمن, بان هدا التحالف سيعيد المنطقة إلى نقطة الصفر.. في إستعمار جديد ومن نوع آخر، لا يختلف كثيرا عن الإستعمار السابق, الدي أدى إلى التقسيم في معاهدة سايكس بيكو؟؟؟ الفرق أن الغرب فهم لاحقا تأثيرها السلبي على شعوب المنطقة, ويعترف بأخطائه، سواء في التقسيم أو في الحرب على العراق. وما تبعها من تدهور وأزمات تعاني منها المنطقة.. بينما لن تتفهم أي من دول هدا التحالف حاجة المنطقة العربية للإبتعاد عن التصعيد وعن إستمرار الآخر في نهب ثرواتها.. الحقيقة الهامة الأخرى، هي أن الواقع الحالي يؤكد بإختلافات وفجوات كبيرة بين مصالح دول المنطقة وأيضا بين شعوبها حتى في تطلعاتها.. حقيقة أن الشعوب تتوق لوحدة.. ولكن ليست لوحدة أراضي او وحدة سياسية ولكن لوحدة أمنية تضمن الأمن. الدي لا يمكن تحقيقة بدون نهضة إقتصادية تضمن الحياة الكريمة لأبنائها.. وهو ما يعيه الغرب الآن.. ولكن لا يعيه التحالف الروسي – الإيراني والتركي؟؟؟
هناك من يعتقد بأن الفوضى في المنطقة العربية, وصلت إلى حد أن تكون فوضى خلاقة؟؟ وأحد المؤشرات لدلك, الفرصة المتمثلة بالتحالف الدي حصل ما بين روسيا وتركيا وإيران..لأن هدا الحلف سيحقق معادلة التوازن الدولي الدي طال إنتظاره ليقف عقبة في وجه الصهيو أميركية.
سيدي القارىء
روسيا دولة تمتلك القوة النووية.. وتبحث عن دور دولي يعيد لها سطوتها التي خسرتها بعد التفتت.. وإيران قريبة جدا من نهاية تصنيع القنبله النووية.. وسجلها في التدخل في الشئون العربية حافل.. بدءا من تسليحها لسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ) بصواريخ كورنيت الروسية الصنع. لمجرد تحقيق معادلة توازن الرعب مع إسرائيل. بينما وفي دات الوقت تستجدي القيادة الفلسطينية السلام والتوصل إلى حل مع القيادة الإسرائيلية المتعنتة؟؟؟
تصريح أحمد أبو الغيط " أمين الجامعة العربية " يؤكد تهديد إيران للأمن القومي العربي. وأن برنامجها النووي والصاروخي يهدد أمن المنطقة كلها..
وجودها الفعلي في لبنان ممثلا بحزب الله سلب لبنان السيادة.. وعرضه لهزات أكبر من قدرته وفي غنى عنها..
تهديدها للمنطقة الخليجية واضح ومعروف وأظهرتة القيادة السعودية, في أدلتها في مؤتمر الجامعة العربية في القاهرة الأسبوع الماضي..
إيران دولة إسلامية ومتشددة وتسعى لإعتراف دولي بنظامها.. ولكن مادا قدمت لمواطنها أولآ ومادا ستقدم للإنسان العربي سوى إستغلاله لتحقيق أجندتها الدولية والثأر من السعودية؟؟
أما تركيا.. والتي تتدبدب في خططها المستقبلية وإستراتيجيتها العسكرية..هي نفسها التي ضبطت المخابرات المصرية أكبر شبكة تجسس لها في مصر؟؟؟؟ هي داتها التي خططت مع الإخوان المسلمين لإسقاط الدولة لعودتهم للحكم؟؟؟؟
يعتقد من يؤمنوا بأن هدا الحلف طوق النجاة للمنطقة العربية..وأن تركيا هي أفضل من ’يمثل الخلافة المزعومة التي ينادي بها أصولويون غرقوا بالفكر الطائفي.. وبأن روسيا ستساعدها علميا وسياسيا لبناء قوتها النووية؟؟؟ أليست هي داتها تركيا الدولة المسلمة التي تركت المنطقة العربية في ظلام وجهل وتخلف وجوع. بعد إحتلال دام 400 سنة.. هي تركيا التي يعمل نظامها حاليا على التوجه شرقا حين تأكد من رفضه من الغرب.. ويعمل على الأسلمة المجتمعية لشعبة.. فهل سيكون أكثر عدلآ في المنطقة من تاريخه السابق.
كلا الدولتان.. دول دينية ترتع بالفساد. وولى زمنها ولا تصلح للعصر. الطريق الوحيد للنهضة لكل دول المنطقة العربية هي فصل الدين عن الدولة.. ومحاربة الفساد.. وسيادة القانون.
نعم أنا أتمنى برنامج نهضوي للمنطقة كلها ليعطي الإنسان حقه في الحياة الكريمة إقتصاديا, والأمن والأمان لمستقبل أفضل لإبنه وإبنته.. و كلا الدولتان المتلحفتان بالدين لن تحقق هدا الأمل.. ما سيحققه هو إستراتيجيه عربية نهضوية شاملة ثاقبة النظر لديها بصر بالواقع الإقليمي والدولي. ولديها بصيرة تتخطى الحدود للعمل من اجل مصلحة مواطنها.. ومصلحة الإنسان الآخر في أي مكان بغض النظر عن الدين والجنس والعقيدة.. تتخد من الإنسانية العامل المشترك لطموحاتها وللخروج من المأزق العربي.. إمتلاك القوة النووية لن يكون الطريق إلى النهضة والحرية للمجتمعات العربية.. والإيهام بان إمتلاك هده القوة سيردع إسرائيل هو خطأ وخطيئة. ماسيردع إسرائيل ويجبرها على الإعتراف بالحق الفلسطيني هو السلام ومفاوضات دول المنطقة القوية معها بدلآ من قيادة أثبتت فشلها السياسي من زمن بعيد.
- آخر تحديث :
التعليقات