روسيا وريثة الاتحاد السوفيتى سابقا و من قبلها وريثة القيصرية الروسية التزارية، و وريثت كل عادات و قيم و تقاليد السيئة من سابقاتها كمرض مضمن و لا مفرة منه، روسيا اليوم ومثل سابقاتها لها تاريخ اسود &وماضى مرير فى علاقاتها مع دول الجيران و دول العالم باسرها،فى تنكيل بالوعود و الرجوع &من المساعدات و التعاون و تحالفاتها فى اوقات الضيق و المحن وفى وسط الطريق مع الاعداء و الاصدقاء سوية، روسيا و قادتها دائما يبحثون وراء مصالحهم السياسية و الاقتصادية و فى سياساتهم و ديبلوماسيتهم لا مجال لصديق دائم و لا عدو دائم.ولهذا بطول التاريخ القديم و الحديث للاتحاد السوفيتى سابقا و روسيا اليوم &لم ينتصروا فى اى حرب و فى اى تحالف عسكرى و سياسى ولم يستمروا فى تحالفاتهم و تعاونهم مع الدول الصديقة و العدوة.روسيا بحكم جغرافيتها البعيدة من وسط العالم مثل امريكا و كبر و وسعة مساحتها و كثرة عدد نفوسها و وفرة &ثرواتها المعدنية مثل النفط و الغاز الطبيعى و وجود انواع المحاصيل الزراعية كمصادر مهمة للاقتصاد الروسى لا يهتم كثيرا مايدور حولها من الحروب و الماسات للشعوب و الحكومات المنطقة، و علاقتها ضيقة و محدودة فى مجال معين و فقط لمصالحة الحفاض على مصالحها السياسية والاقتصادية و غير ذلك لايهمها مصير الشعوب و الحكومات.فمثلا الاتحاد السوفيتى &بعد انتصار الثورة البلشفية &فى عام اوكتوبر 1917 &رجعت و خرجت من تحالفها مع الانكليز و الفرنسيين من اتفاق السرى سايكس بيكو عام 1916 و خرجت من الحرب العالمية الاولى 1914-1918 بدون حمص. و مرة ثانية فى الحرب العالمية الثانية 1939-1945 خرجت بمساعدة الامريكان و البريطانيين من الحرب شبهه منتصرة، و فى عام 1991 انهزمت &امام امريكا فى حربها الباردة التى استمرت 46 عاما و انقسمت الى الدول وتفتت الى الدول و اعلنت افلاس الفكرة الماركسية اللينية و انهاء المعسكر الشرقى الشيوعى ولا وجود لها اليوم على الخارطة العالمية لا كامبراطورية كبيرة ولا كفكرة و ايدولوجية منتشرة فى بقاع العالم.
وكذلك لها نفس الدور مع الدول و القادة فى العالم و حتى فى وسطها الشيوعى و الدول الكومنترن السابق و خاصة مع الدول و قادة و شعوب منطقة الشرق الاوسط، رأينا كيف رجعت من تعاونها مع المصر و ليبيا و الجزائر و العراق و اليمن &، واليوم نرى كيف رجعت فى وسط الطريق من مساعدة سوريا و حكومتها.وايضا نحن الكرد عندنا امثلة يائسة مع الاتحاد السوفيتى و روسيا اليوم فى الرجوع من وعودها و التنكيل بالمساعدة و الصداقة بين الثوار الكرد و الحزب الشيوعى السوفيتى و العراقى بأمرة الاتحاد السوفيتى و قادتها الشيوعيين.
اكثر من مرة طلبت شيخ محمود الحفيد من قادة الروس والاتحاد السوفيتى المساعدة ضد الاتراك و الانكليز و لكن ماجاوبه بالايجاب فى العشرينات من القرن الماضى،وكذالك رجعت الاتحاد السوفيتى من مساعدتها لاول حكومة كردية فى كردستان الشرقية(( الايرانية))و قائدها الخالد قاضى محمد فى عام 1946 ومن اثر رجوع الشيوعيين انهارت الحكومة الكردية الفتية و اعدمت قائدها و قادتها &من قبل النضام الشاهنشاهى الايرانى مقابل حزمة من الوعود و مصالح الاقتصادية الضيقة و القليلة،وكذلك فى اعوام 1961-1975 مرة اخرى رجعت الشيوعين من وعودهم لثورة ايلول الكردية فى كردستان الجنوبي((العراقية)) وايضا انهارت الثورة نتيجة لتحالف دولى ضد الحركة التحررية الكردية و ثورتها العادلة المطالبة بحقوق و مصير شعب الكردى فى المنطقة، وايضا &كررت الشيوعيين موقفهم &العدوانى للكرد و قادتها فى عملية اسر القائد الخالد عبدالله اوجلان قائد الحركة التحررية الكردية فى كردستان الشمالى ((التركية)) و زعيم حزب العمال الكردستانى فى عام 1999 و و اليوم ومن جراء هذا الموقف المخزى لروسيا بترك سوريا و المقاومة الكردية فى كردستان الغربية(( السورية)) و قطع مساعداتها للحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى &PYD بتركها لوحدها فى مواجهة الارهابيين من الدواعش و جبهة النصرة و عدوانية تركيا و غيرهم،كررت عادتها القديمة فى خذلان اصدقائها.و لذلك الكرد لا ينضرون الى روسيا كصديق صدوق و وفى لانهم لهم التجربة المريرة مع الروسيين و الشيوعيين على مدى تاريخهم و ثوراتهم فى كل اجزاء كردستان الكبير.
اليوم و بعد تدخل روسى سافر و جريء فى الازمة السورية منذ عام 2011 و باتحديد قبل عام بجدية و وضوح لصالح &الدفاع و البقاء الحكومة و النضام السورى و اتيان الجيوش و الطائرات الحربية و الصواريخ المتقدمة جدا من حيث التكنلوجيا العسكرية اليوم،ولكن مع تغير فى المصالح و المعادلات القوى العسكرية و السياسية رجعت روسيا و رئيسها بوتين من وعودها و تحالفها مع بشار الاسد و ايران و خرجت من سوريا تاركا النضام السورى لمصيرها المجهول بمفردها امام &القوى الارهابية فى الداخل و القوى العسكرية اللاوروبية و الامريكية فى الخارج، وبهذا دقت روسيا ناقوس الخطر لنضام السورى و المنطقة باسرها، وهذا الموقف الروسى المخزى دليل واضح على سياسة الروسية القديمة الجديدة بان لاوجود لصديق و عدو دائم ولكن يوجد مصالح دائمة . ولكن هذا الموقف يسىء الى سمعة و تاريخ وكبرياء الروسى على مستوى العالم ومرة اخرى اثبتت قادة روسيا انهزامهم امام الحكم و السيطرة العالمية لامريكا و اوروبا الغربية و ان قيمة سلطة روسيا يعادل مليارات من الدولارات او مصالح &اقتصادية ضيقة و قليلة جدا.
ودول المنطقة كشفوا مرة اخرى الوجه الحقيقى لسياسات الروسية لدول و شعوب المنطقة وخاصة الدول الاسلامية سنية المذهب كسعودية و تركيا و باقى الدول الاخرى، لان الروسيا دائما وبحكم موقعها يتعاون و يصادق الايرانيين و الصين و كوريا الشمالية و الدول الاسلامية شيعية المذهب على خاطر صديقتها ايران الشيعية مع اختلاف الايدولجيا السياسية والفكرية بينهما ((شيوعية – اسلامية)).
وبهذا الرجوع الى الوراء من قبل الروسيا مرة اخرى رجعت سيطرة و حكم امريكا و اوروبا الغربية لمنطقة الشرق الاوسط لسنوات طويلة قادمة و وبقوة اضعف و لا مفر للدول المنطقة لتعاون &و حتى التخاذل امام سيطرة و جبروت امريكا من جديد و نهب ثرواتها الغنية من النفط و الغاز الطبيعى و وجود اسواق دائمية امام &استهلاك بضائعهم التجارية و خذلانهم امام الخطط الجهنمية لامريكا و حتى الدولة الاسرائلية و انبعاث روح التطرف و الارهاب من قبل المؤسسات المخابراتية لامريكا و دول اوروبا.
ومن جانب اخر ادت الموقف الروسى الى تسريع فى عملية التغير و التقسيم للمنطقة حسب النظرية (( الفوضى الخلاقة)) و تكوين شرق اوسط الجديد و يتم هذا عن طريق تقسيم الدول الكبرى فى المنطقة مثل تركيا و السعودية ومصر و ايران و باكستان و عراق و سوريا الى دويلات صغيرة و تغير انضمتهم السياسية من الديكتاتورية الى الديمقراطية و نشر الوعى الثقافى و التكنلوجى و التعايش معا &بسلم وامان.
من المعلوم ان هذا الموقف الروسى اتى نتيجة اتفاق سياسى و اقتصادى سرى بين روسيا و اميركا و الدول الاوربية &على حساب الدول و الحكومات و شعوب المنطقة و لمصالحهم &السياسية و الاقتصادية الى مدى بعيد مثل اتفاقية سايكس بيكو القديم ،لتقسيم الحصص فى ما بينهم لمئة عام القادمة.
وبهذا خذلت روسيا نفسها ومصداقيتها امام &شعوب المنطقة و &وكررت عادتها السيئة الصيت مرة اخرى فى خذلان شعوب و قادة المنطقة و اصدقائها ،كما يقول المثل العربى (( حليمة رجعت الى عادتها القديمة)).
كاتب كردى من كردستان العراق
&