يغتالون&كل العقول والطاقات , ليظل العراق حبيس الجهل والتخلف والجهلة :&

أطلق مسلحون (مجهولون ـ معروفون)&في محافظة كربلاء،&يوم امس السبت&2 شابط&2019&،&13 رصاصة غادرة&على&احد أبرز أدباء العراق الروائي&(علاء مشذوب )*&قرب منزله في شارع (ميثم التمار)وسط مدينة كربلاء&، ما أسفر عن مقتله في الحال..&والغريب في الامر ان عملية الاغتيال وقعت في شارع رئيسي يحظى بتواجد أمني كثيف&,إضافة إلى&وجود&كاميرات المراقبة الأمنية&...

نعم&...هذا هو حال المبدع&والمفكر&العراقي الذي يريد ان يكون صوت لكل من لاصوت له...فقبل المبدع المغدور( مشذوب) &تم&اغتيال&مستشار وزير الثقافة العراقي&المفكر&اليساري&(كامل شياع) أحد أبرز المثقفين العراقيين، وأحد أبرز المدافعين عن عراق مدني، حر، ديمقراطي، عادل...والذي ُاغتيل على يد مسلحين (مجهولين) اطلقوا النار من مسدسات (كاتمة للصوت)(1) على سيارته وسط بغداد&, وبعد ( شياع ) تم اغتيال&المسرحي والاعلامي&والصحفي&العراقي&البارز&(هادي المهدي)&بعد ان عُثرت على جثته مقتولا في شقته وسط بغداد&, وثم&جاء دور&(الشيخ وسام الغراوي أحد المحركين الرئيسيين للاحتجاجات ضد الفساد التي اندلعت بقوة في الجنوب العراقي والذي&تم اغتياله&في نوفمبر الماضي، بعد إطلاق عدة رصاصات عليه أمام منزله)&, وفي شهر سبتمبر الماضي، اغتيلت عارضة الأزياء والمدونة( تارا فارس )&في سيارتها وسط بغداد، وقبلها تعرضت&(سعاد العلي)، إحدى الناشطات في المجتمع المدني، لإطلاق نار أيضا في البصرة.&

وفي أغسطس الماضي، لقيت خبيرتا التجميل&(رشا الحسن ورفيفالياسري )&، حتفهما في ظروف غامضة،&كما لقي ناشطون آخرون مصرعهم على يد "مجهولين" في كل من البصرة وذي قار في جنوب العراق، ونجا عدد آخر منهم من محاولات اغتيال بأسلحة(&كاتمة للصوت)&في العاصمة بغداد ,&اضافة الى&إغتيال&الصحفيين&والاعلاميين&في اقليم كوردستان ومنهم ( سردشت عثمان و كاوا گرمياني و سوراني مامه حمه و&والاكاديمي&عبدالستار طاهر&شريف&ووداد حسين )&واخرين...&

فكل&متمرد وصاحب فكرة ومبدع&(الذي&يحاول ان&ينير الظلام&بفكره وقلمه&وعمله&),اصبح&مشروع&دائم&للأستشهاد&في عراق مابعد الدكتاتورية&....!&&

تم إغتيال المبدع (&&مشذوب)&بسبب فكره وابداعاته وتمرده على الواقع&العراقي المرير&:&

لقد تحدى (مشذوب ) قتلته عندما قال&لهم&: ( &للوطن مفاهيم سيالة تتغير، بتغير الأوضاع السياسية والاقتصادية، من قبل كان هو عبارة عن رقعة جغرافية وناس وجيش.. وبعدها كان المقدسات وتاريخ الأجداد والحضارة من الآثار والتراث، هو نبع الذكريات والتفاصيل الصغيرة.. ولكني أعتقد اليوم أنه مجموعة من الحقوق والواجبات.الوطن الذي يجعل من المواطن بقرة حلوباً وقرباناً لنظامه السياسي ليس بوطن)&.....!!

واضاف قائلا : (الوطن الذي تحكمه طغمة من الفاسدين وظيفتهم النهب والسلب ليس بوطن، بل ضيعة بدون راع.. لم يكن أمام شباب العراق غير الهجرة، وتفاجأ أغلبهم بالحياة الكريمة والأمان والضمان النفسي والاجتماعي والصحي، ولأنهم لم يستطيعوا أن يفارقوا واقعهم، أطلقوا عبارتهم البائسة، (وجدنا الإسلام ولم نجد المسلمين)، وكأنهم يحملون قالباً ثابتاً يريدون تفصيل الأشياء على مقاسات مفاهيمهم، ولذلك تجد أغلبهم يعيش التناقض بين البقاء وهو يرى نظيرته الفاشلة التي يعتقدها في رأسه تطبق وتنجح، وبين الواقع الذي انبثقت منه نظريته ولم تنجح، مشكلة العربي المسلم يعتقد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة باعتناقه الإسلام، ولذلك نرى الفشل مزامناً له أينما حل، ولكن متى ما فصل بين الدين والدنيا استطاع أن يتأقلم مع أي مجتمع يعيش وسطه)...!!&

وفي مداخلة اخرى قال ( مشذوب ) على حسابه بموقع "فيسبوك": &( الخميني ـ هذا الرجل سكن العراق ما بين النجف وكربلاء لما يقارب ثلاثة عشر عاما، ثم رحّل إلى الكويت التي لم تستقبله، فقرر المغادرة إلى باريس ليستقر فيها، ومن بعد ذلك صدّر ثورته إلى إيران عبر كاسيت المسجلات والتي حملت اسم (ثورة الكاسيت). ليتسنم الحكم فيها، ولتشتعل بعد ذلك الحرب بين بلده، والبلد المضيف له سابقا)... &ويقصد ( مشذوب) &بالبلد المضيف لخميني ـ العراق ) &...&

القاتل معلوم :&

للاسف اصبحت&الصراعات السياسية&في العراق&ـ كصراع الديكة ـ بين مختلف المؤسسات الحكومية&, وهي السبب الاساسي والمباشر في ما يحدث اليوم في عراق ما بعد الدكتاتورية...&فالولاء للحزب والطائفة والمذهب والقومية&ودول الجوار من جهة ,&والمحاصصة المقيتة&من جهة ثانية ,&تنخر في جسد العراق&بشكل عام و في مؤسساته الامنية والجيش والشرطة بشكل خاص وعلى هذا الاساس نرى ونسمع اليوم الاتهامات المتبادلة بين كبار مسؤولي الدولة بدل الاعتراف بالأخطاء و وضع النقاط على الحروف ومعالجة نقاط الضعف والخلل وتفعيل قانون مكافحة الارهاب ووضع أليات جديدة لمكافحة الارهاب بعد تحديده&....
السؤال الذي يطرح وبالحاح هو:&الى متى تستمر الاتهامات ووضع اللوم على الاخر , الى متى نخفي رؤوسنا في الرمل كالنعامة&؟ الى متى نقف صامتين امام المد&الارهابي&والتدخلات الواضحة والصريحة من قبل دول جوار ودول اقليمية تعمل جاهدة لزعزعة الاوضاع وسلخ الابرياء من ابناء شعبنا العراقي والتي اثبتت نتائج التحقيقات الحالية والسابقة ايضا تورط تلك الدول في حربها ضد الشعب العراقي بدون استثناء&, الى متى يبقى القاتل&مجهولا؟&والسؤال الاهم هو :&الى متى&&كل جرائم الاغتيالات فى&العراق&تُقيد ضد مجهول؟

وفي الخلاصة يمكن القول&:&
لابد ان نكون منصفين وواقعين وان ننظر الى الامور كما هي وليس كما نتمنى، فاذا كنّا حريصين فعلا على العراق وسلامته ,علينا اظهار الحقائق وعلينا ان نقول بملء الفم وامام الملأ لكل الذين يريدون ان يخلطوا الاوراق...كفى ذرف دموع التماسيح على العراق وسلامة العراقيين على حساب المصالح الشخصية&والحزبية&!! نعم تلك السياسة اللعينة التي يتقنها على اكمل وجه (بهلوانات النظام العراقي الجديد بدون استثناء )!.... وطبعا للحفاظ على سلطتهم ولبث سموم طائفيتهم المقيتة لاسباب صار يعرفها حتى الاطفال...!!

فيكفي ان يتامل الواحد احوال العراقيين لكي يدرك حجم الكارثة....!! فمن كان يصدق ان يتحول العراق بعد سقوط الصنم الى ركام من الانقاض؟...من كان يصدق ان يتحول المجتث الى (مسؤول كبير,...وكبير جدا....)في الحكومة العراقية الجديدة ,ليعطي دفعة معنوية قوية&للارهابيين&القتلة&.. بان لهم فرصة ليس فقط بالغاء قراراجتثاثهم ,بل تنصيبهم باعلى المناصب في (العراق الديمقراطي الاتحادي الفيدرالي الجديد)&
نعم سوف ياتي وقت نبكي فيه على الحرية و الديمقراطية التي نسيء اليها عمدا, فبأسم الحرية والديمقراطية , ننتهك الحرية والديمقراطية في ممارسات ديكتاتورية بغيضة وغامضة وفق املاءت ومصالح خارجية&.....

اخيرا اختتم مقالتي&بمقولة&المفكر&(علي شريعتي) في هذا الجانب قد&تختصر كل المعاني&وهي&:&
(&قلت لصديقي لِم لا يصيح ديككم؟
قال: اشتكى منه الجيران لأنه يوقظهم من نومهم في الصباح فذبحناه..&
هنا فهمت أن كل من يوقظ الناس سيقطع رأسه.
ففي حياتنا يتداول الناس اسم الدجاج، ولا أحد يذكر الديك&لأنّ الجميع يفكر بما يملأ بطنه ولا يفكر بمن يوقظه&؟&).....

&

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*علاء مشذوب عبود : مواليد العراق 1968 , تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1992 وحاصل على ماجستير فنون الجميلة عام 2008 , وعلى دكتوراه فنون جميلة عام 2013 , مارس الكتابة منذ نعومة اظافره , زاول نشاطه الثقافي&والفكري&وكان يكتب في الصحف ومنها : الصباح , الزمان , المدى&, الصباح الجديد والاتحاد , ومن نتاجاته الروائي : مدن الهلاك ـ الشاهدان ـ 2014 , فوضى الوطن ـ 2014 , جريمة في الفيس بوك ـ 2015 , أدم سامي ـ 2015 , ربما اعود أليك ـ مجموعة قصصية , زقاق الأرامل ـ مجموعة قصصية , بحوث ودراسات في السينما والتلفزيون , خليط متجانس ـ مجموعة قصصية , توظيف السينوغراقيا في الدراما التلفزيونية , الصورة التلفزويونية ( الألفة , الفرجة , التكرار ) , تأويل التاريخ الإسلامي في الخطاب الدرامي التلفزيوني , مقاربات نقدية في الصورة السينماتوغرافية , الصورة التلفزيونية من الهيولي إلى الصوفية..,&حصلت روايته ( فوضى الوطن ) على افضل خمس كتب في معرض ابو ظبي , كما حصل كتابه (توظيف السينوغراقيا في الدراما التلفزيونية ) كأفضل معروضات في معرض بغداد الدولي من قبل دولة الكويت , كما حصل على الجائزة الثالثة للقصة القصيرة بلقصيري في المغرب العربي للعام 2015 والجائزة الثانية عن ادب الرحلات لرحلته تحت عنوان (عواصم إيران ).&اُغتيل يوم امس بطلقات الظلاميين واعداء الفكر التنويري....&

)&* )اشار مرصد الحقوق والحريات الدستورية&(MRFC) ,&وهو منظمة إنسانية غير ربحية في تقريره الى تنامي ظاهرة الاغتيالات بواسطة المسدسات كاتمة الصوت موجهة نحو شرائح معينة،كما &كشف حاكم الزاملي عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي أن اغلب مستخدمي الأسلحة الكاتمة للصوت يحملون هويات "باجات" حكومية...!!