"إيلاف"من لندن: كشف برنامج وثائقي تلفزيوني سجلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مدى العنصرية والكراهية التي يمارسها الحزب الوطني البريطاني وهو حزب يميني حاز على 750 ألف صوت من مجمل أعداد الناخبين البريطانيين في الانتخابات البلدية المحلية الأخيرة وانتخابات البرلمان الأوروبي.

والبرنامج الوثائقي الذي سيعرض بالصوت والصورة على قناة تلفزيون بي بي سي الأولى الليلة، يشير إلى تصاعد الهجمة العنصرية عند عناصر الحزب الوطني البريطاني وقادته وتورطهم ليس في الكلام والشعارات العنصرية وحسب، بل أنها وصلت إلى حد القتل والاعتداء الجسدي على أشخاص ملونين وخصوصا من الآسيويين، حيث في بريطانيا جاليات آسيوية كثيرة.

وفي إحدى اللقطات المتلفزة التي سجلت سرا، يبدو زعيم الحزب نيكولاس غريفين وهو يخاطب عددا من أنصاره داعيا إلى مواجهة ما اسماه "التنين والشيطان الإسلامي على الأرض البريطانية"، كما أن عددا من قادة الحزب اليميني اعترفوا بجرائم ارتكبوها ضد آسيويين.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم أنها سلمت جميع أشرطة التسجيل التي كان تم جمعها وتسجيلها إلى شرطة سكوتلانديارد كوثائق تدين قادة الحزب العنصري في تصرفاته على الساحة البريطانية.

وكان مراسل لهيئة بي بي سي أمضى ستة اشهر في مهمته السرية بين عناصر وقيادات الحزب اليميني حتى تمكن من الوصول إلى أهدافه في تسجيل البرنامج الوثائقي، وتمكن خلال مهمته التي ادعى فيها أنه مناصر أكيد لتوجهات الحزب اليميني من تسجيل لقطات مثيرة وتصريحات أكثر إثارة لعدد من زعماء الحزب الذين يتهمهم البرنامج الوثائقي بأنهم من عصابات الجريمة والقتل.

وتشير لقطة في البرنامج الوثائقي إلى تحذيرات من زعيم الحزب غريفين لمناصريه من "الخطر الإسلامي الشيطاني الذي صار يهدد بريطانيا"، كما يشير بالصوت والصورة إلى تصريحات لأعضاء انتخبوا كمستشارين في المجالس البلدية في يونيو (حزيران) الماضي يقول أحدهم وهو ستيوارت وليامز فيها "كل هدفي هو قتل باكستاني"، فيما قال قيادي آخر هو ديفيد ميدغلي بأنه ظل لثلاثة أسابيع يلصق صورة وجه كلب على فتحة تلقي البريد اليومي في مطعم محلي يملكه أحد الهنود البريطانيين.

يذكر أن البرنامج الوثائقي الذي سيذاع الليلة تحت اسم "العميل السري" ويكشف عن مدى الكراهية العنصرية في المجتمع البريطاني نفذه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية جيسون غوين (33 عاما) حيث قدم نفسه لزعامة الحزب الوطني اليميني على أنه أحد هواة كرة القدم وأنه راغب بالانضمام إلى الحزب الذي أعجبته شعاراته وأهدافه. وفعلا تم تسجيله كعضو في فرع مدينة برادفورد وهي ذات غالبة آسيوية في مقاطعة غرب يوركشير البريطانية.

وختاما، استبق المتحدث باسم الحزب الوطني الدكتور فيليب إدواردز بث البرنامج الوثاقي على تلفزيون بي بي سي ليعلن أن "كل المواقف العنصرية المتشدة التي تم تسجيلها في البرنامج لا تمثل سياسة الحزب".