إيلاف من لندن: رأى مراقبون أن رسائل إيجابية بين العهد الجديد في سوريا والرئيس الأميركي ترامب في ولايته الثانية، الذي هنأه بمناسبة تنصيبه قائد الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع.

ويعتقد المراقبون أن الرد المحتمل من الرئيس الأميركي على رسالة العهد السوري الجديد سيكون "إيجابيا" على مستوى ما حملته رسالة الشرع من آمال وطموحات بولاية الرئيس الأميركي الثانية، ورأوا أن توقيت الرد سيكون عمليا ولن يطول، حيث سيكون على أجندة وزير خارجيته الجديد الكثير من العمل في الشأن السوري وبناء الدولة الجديدة.

وأكد الشرع أن ترامب هو الزعيم القادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، واستعادة الاستقرار بالمنطقة. كما أكد أن دمشق تتطلع إلى تحسين العلاقات مع واشنطن بناء على الحوار والتفاهم.

شراكة

كذلك قال الشرع: "لدينا ثقة في أنه مع هذه الإدارة، سوف تنتهز الولايات المتحدة وسوريا الفرصة لإقامة شراكة تعكس طموحات البلدين".

وأضاف وفق بيان نشره حساب القيادة العامة في سوريا: "نيابة عن قيادة وشعب الجمهورية العربية السورية، أهنئ دونالد ترامب على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية".

وقال الشرع: "جلب العقد الماضي معاناة هائلة لسوريا، حيث أدت الصراعات إلى تدمير أمتنا وزعزعة استقرار المنطقة، نحن على ثقة بأنه القائد الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة".

وتابع: "نتطلع إلى تحسين العلاقات بين بلدينا على أساس الحوار والتفاهم، ولدينا إيمان بأن الإدارتين ستستغل الفرصة لتشكيل شراكة تعكس تطلعات كلا البلدين".

يشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن رفضت رفع العقوبات عن "هيئة تحرير الشام" التي يتزعمها الشرع أو على بعض القطاعات في سوريا، إلا أنها خففت جزءا من القيود، تاركة مسألة "رفعها بشكل تام" لإدارة ترامب.

وكان ترامب اعتبر أن ما يجري في سوريا لا يعني بلاده، إذ قال بعد سقوط الأسد، "هذه حربهم وليست حربنا". كما رأى آنذاك أن من بات يتحكم بالمشهد السوري هي تركيا، معتبرا أن مقاتليها هم الذين باتوا يسيطرون على البلاد.

يذكر إن ترامب كان من المتحمسين خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض إلى سحب القوات الأميركية من الأراضي السورية، إلا أنه عدل عن ذلك لاحقا.

انسحاب من شرق سوريا

وآنذاك، حاول ترامب أن ينسحب من شرقي سوريا مقابل اتفاق يوسع نفوذ تركيا على حساب قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تسيطر على مناطق شرقي نهر الفرات.

وإذ ذاك، سيكون هذا الملف مفتوحاً أيضا أمام ترامب في ولايته الجديدة، خصوصاً وأن الوجود العسكري في سوريا مترابط مع الوجود العسكري الأميركي في العراق المجاور، ويعود ذلك إلى أيام الحرب على تنظيم ما تُعرَف بـ"الدولة الإسلامية"، الذي يعتبر ترامب أنه هزمه ويريد طي الصفحة.

ونوهت مصادر إلى أن الرئيس الأميركي قد لا يلجأ إلى التخلي عن الحلفاء من أكراد سوريا، ولكنه سيتخذ على الأغلب قرارات تخص الوجود العسكري الأميركي في العراق وسوريا وعلاقة ذلك بإيران وهي خصم، وبتركيا وهي حليف لأميركا.

وفد اميركي

يذكر أن وفدا أميركيا كان زار دمشق يوم 20 ديسمبر 2024، برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف.

وقالت المسؤولة الأميركية للصحافيين في دمشق "أحمد الشرع بدا في صورة رجل "عملي"، مبينة أن واشنطن ستحكم على الأفعال في سوريا وليس الأقوال.

وأضافت "الشرع تحدث عن أولوياته بسوريا وتتلخص في وضعها على طريق التعافي الاقتصادي". كما قالت "ناقشنا الحاجة إلى ضمان ألا تشكل الجماعات الإرهابية تهديدا داخل سوريا".

وتابعت "لن يكون لإيران دور في سوريا المستقبل ولا ينبغي لها ذلك".