"إيلاف" من لندن: قالت مصادر صحافية بريطانية اليوم نقلا عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن تدريبات جرت لشن غارة لتدمير مفاعل بو شهر النووي الإيراني، وياتي الكشف عن هذه المعلومات ، مع تلويح الإدارة الأميركية بضرورة إسقاط حكم المتشددين في إيران، التي تقول تقارير أن لها ارتباطات بشبكة القاعدة الإرهابية.

وفي التفاصيل، فإن صحيفة صنداي تايمز البريطانية أفردت مساحة واسعة لتقرير تحت عنوان "إسرائيل تستهدف المفاعل النووي الإيراني"، وتشير في التقرير نقلا عن مسؤولي استخبارات عسكرية إسرائيلية وأميركيين أيضا ، إن إسرائيل قد تشن هجوما استباقيا على مفاعل بوشهر الإيراني إذا أصرت روسيا على المضي قدما في خططها لإمداد طهران بالوقود اللازمة لتشغيل هذا المفاعل.

يذكر أن روسيا وإيران ظلتا على الدوام تنفيان أن يكون مفاعل بوشهر على الضفة الشرقية للخليج العربي صمم لأغراض حربية، وتقولان أن مهماته كانت لغايات سلمية.

وكانت إسرائيل شنت غارة تدميرية في العام 1981ضد مفاعل تموز النووي العراقي، ولا تزال تفاصيل تلك الغارة موضع جدال كبير لدى أوساط كثيرة، إذ تعتقد أن مفاعل تموز لم يكن إلا لغايات سلمية فقط.

وتنقل صحيفة صنداي تايمز عن مصادر في تل أبيب تأكيدها أن الجيش الإسرائيلي أجرى بالفعل تدريبات على شن مثل هذا الهجوم ضد المنشأة الإيرانية، ونقلت الصحيفة عن مصدر بوزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن إسرائيل لن تسمح أبدا بأن يصل بناء مفاعل إيراني، خاصة ذلك الموجود في بوشهر بمساعدة روسية، إلى مرحلة حرجة".

ووفقا للمصادر الإسرائيلية فإن أي هجوم من هذا النوع سيشن بطائرات اف 16 التي ستمر عبر الأجواء التركية، مع وجود عملية متزامنة تقوم بها القوات الأرضية. وتقول الصحيفة، نقلا عن المصدر نفسه، إن الهجوم سيصاحبه هجوما على أهداف أخرى من بينها منشأة نووية في ناتانز حيث يحاول الإيرانيون تخصيب اليورانيوم، ومصنع في أراك ينتج مياه ثقيلة، والاثنان لهما علاقة بتصنيع أسلحة نووية.

وعلى صعيد متصل، فإن صحيفة صنداي تلغراف تكشف من جهتها عن تفاصيل تقرير أميركي يشير إلى علاقات بين إيران وشبكة القاعدة، والتقرير الذي ستصدره لجنة التحقيقات في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية في يقول إن عشرة من منفذي الهجمات مروا عبر إيران قبل الهجمات بوقت قصير كما عرضت إيران على القاعدة التعاون معها ضد الولايات المتحدة.

وتقول الصحيفة إن التقرير سيشير إلى أن إيران، وليس العراق، كانت لها علاقات مع تنظيم القاعدة في السنوات التي سبقت هجمات سبتمبر أيلول. ويقول التقرير إن ما بين ثمانية وعشرة من منفذي الهجمات، والذين تلقوا تدريبات في أفغانستان، مروا عبر إيران في الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) العام 2000 وفبراير (شباط) العام 2001.

و يضيف التقرير إن مسؤولين إيرانيين أصدروا أوامر بعدم التعرض لعناصر القاعدة أثناء عبورهم الحدود وعدم وضع أختام مرور على جوازات سفرهم في بعض الحالات، وتقول (صنداي تلغراف) أن هذا التقرير كتب بناء على شهادات من معتقلي معسكر الاعتقال الأميركي الذي تحتجز فيه السلطات الأميركية 600 من عناصر القاعدة ، إضافة إلى رصد بعض الرسائل الإلكترونية.

وفي الأخير، يقول إن نوعا من التحالف أبرم بين شيعة إيران وسنة القاعدة قبل هجمات سبتمبر (أيلول). وينقل التقرير عن مسؤول باللجنة قوله إن مسؤولين إيرانيين اتصلوا بأسامة بن لادن بعد حادث تفجير المدمرة الأمريكية كول في اليمن عام 1999، واقترحوا عليه استراتيجية موحدة لشن هجمات على المصالح الأميركية. لكن يعتقد أن ابن لادن رفض العرض لأنه لم يرد إغضاب مؤيديه السنة في السعودية.