تبادلا الهدايا قبل وصول الجعفري لطهران
العراق وإيران سيودعان تركة الحرب العراقية الإيرانية
إيلاف من أمستردام: وصل رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري الى طهران بعد ظهر يوم السبت في زيارة توصف بالتاريخية الى الجار الشرقي للعراق بعد سنوات من العداء بلغت اشدها ابان الحرب العراقية الايرانية التي راح ضحيتها مئات الالاف من الطرفين، فيما قتل 58 شخصا على الاقل في انفجار سيارة مفخخة مساء اليوم بالقرب من مسجد شيعي في المسيب التي تبعد 90 كيلومترا جنوب العاصمة العراقية
ويرافق الجعفري وفد رفيع من عشرة وزراء وصل بعضهم قبل الجعفري لإجراء مباحثات مع نظرائهم الايرانيين. وفور وصول الوفد العراقي لطهران شرع وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي باجراء مباحثات مع وزير الدفاع الايراني علي شامخاني الذي كان التقاه الاسبوع الماضي ومهد في زيارته السابقة لزيارة رئيس الوزراء الجعفري.
ومنذ صباح اليوم بدأت العاصمتان بغداد وطهران تبادل الهدايا التي يطلب كل طرف تحقيقها من الاخر. اذ بادرت بغداد الى تسهيل عودة المهجرين العراقيين بسرعة في كل المحافظات العراقية من دون العودة الى وزارة الداخلية في بغداد حيث يقيم في ايران الاف المهجرين العراقيين ذوي الاصول الايرانية وتم تهجيرهم من قبل النظام العراقي الى ايران ابان الحرب العراقية الايرانية ومازال هؤلاء يعانون مشكلة اجتماعية والتباسا في الهوية اذ يصفهم الايرانيون بالعرب ويصفهم بعض العراقيين بـ (التبعية الايرانية) وهي التسمية التي اطلقها الاعلام العراقي عليهم وقت تهجيرهم ووصفهم بالطابور الخامس الذي يعمل لصالح ايران. وسيكون ملف المهجرين من الملفات المهمة التي سيناقشها الوفد العراقي مع نظيره الايراني.
فيما قامت طهران بالاعلان عن هديتها عبر تفكيكها لخلية للقاعدة هذا اليوم في اشارة استباقية لما يحمله لها الجعفري من ضرورة مراقبة حدودها مع العراق واعاقة تسلل المقاتلين عبرها اليه. لكن تضمنت اشارة ايران الامنية بتفكيك خلية القاعدة غمزا الى عناصر مجاهدي خلق الذين ما زال عدد منهم في العراق ويسعون الى تغيير الحكم في طهران ولن تخلو مباحثات الجانبين الامنية من ذكر مجاهدي خلق كمطلب ايراني.
وتستمر زيارة الجعفري ثلاثة ايام يلتقي خلالها معظم المسؤولين الايرانيين بينهم، على الاغلب، المرشد الاعلى علي خامنئي. وستتركز المباحثات على ملفات تبدو من تجهيز وزيري الدفاع في البلدين لها، بأنها ستتركز على الجانب الامني والتعاون العسكري بينهما. بالاضافة الى رسائل بين الولايات المتحدة وايران يحملها الجعفري الى طهران وسيعود بالجواب ايضا كما اوضح لإيلاف مراقب عراقي قريب من كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي ينتمي اليها الجعفري.
وسيتم توقيع اتفاقيات اقتصادية وسياحية وثقافية وجغرافية ايضا. يأمل عدد من المراقبين في البلدين في ان يشكل التوقيع عليها اغلاق تركة الحرب العراقية الايرانية الى غير رجعة. فستقوم طهران حسب اتفاقية نفطية بتزويد العراق عبر البصرة بالنفط المكرر من مصفاة عبادان بعد ان يزوها العراق بالنفط الخام من مصفاة البصرة. بالاضافة الى تزويده بالطاقة الكهربائية التي يعتبر العراق بأمسّ الحاجة اليها. وسيتفق الطرفان على تحديد عدد الحجاج الايرانيين للمراقد الاسلامية الشيعية في العراق اذ ما زال عدد كبير منهم يتدفق يوميا الى العراق من منافذ حدودية متعددة . وسيتم التوقيع على اتفاقية توزيع المياه بين الجانبين حسب تصريح وزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف رشيد لوسائل الاعلام اليوم. كما سيوقع كل وزير مرافق للجعفري اتفاقية او اكثر مع مثيله الايراني حسب ما رشح من تصريحات المرافقين.
الاعدام للمتعاطين والمتاجرين بالمخدرات
وعلى صعيد منفصل اصدرت وزارة العدل العراقية اليوم قرارا يقضي بإنزال عقوبة الاعدام مع مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة على مرتكبي جرائم تعاطي المخدرات والمتاجرة بها. .
يذكر ان تجارة المخدرات انتشرت خلال السنتين الماضيتين بسبب غياب الرقابة الأمنية على المداخل الحدودية الرسمية والمنافذ غير الرسمية حيث يرى المراقبون ان العراق صار مرتعا وممرا للمخدرات وان الوضع يحتاج إلى معالجة سريعة وفورية للحد من انتشار هذه الظاهرة. .
ولاتوجد احصائيات رسمية في العراق عن اعداد مدمني المخدرات بسبب تدهور الوضع الامني ولقلة مصحات معالجة المدمنين في العراق اذ تعتبر هذه الظاهرة حديثة في العراق تعاظمت بعد سقوط النظام السابق قبل سنتين. وتوجه التهمة في اغراق العراق بالمخدرات الى الحدود الشرقية اذ تم القاء القبض على عدد من الزوار الايرانيين في كربلاء ومعهم كميات من المخدرات.
مقتل 58 شخصا على الاقل في انفجار سيارة مفخخة جنوب بغداد
م
| طفلة عراقية تبكي أثناءدهم قوات أميركية وعراقية لبيتها |
وتسبب الانفجار القوي في اشتعال النار في منازل مجاورة واحدث اضرارا فادحة، ويعتقد ان سببه قنبلة فجرت في صهريج للنفط ما ادى الى انفجاره، وفقا لما اعلنه المسؤول.
ويأتي الانفجار بعد سلسلة من الهجمات المماثلة امس الجمعة قتل فيها 28 شخصا على الاقل في 12 تفجيرا انتحاريا، وهو اكبر عدد يقتل في يوم واحد منذ 29 نيسان(ابريل)، اي بعد يوم من انتخاب إبراهيم الجعفري رئيسا لوزراء العراق.
وقد فجر انتحاري يقود شاحنة وقود نفسه والشاحنة في محطة وقود في المدينة ذات الغالبية الشيعية. ويبدو ان عدد القتلى سيرتفع بسبب الحالات الحرجةلمعظم الجرحى.













التعليقات