سلطان القحطاني من الرياض: الملامح الهادئة التي تكسو ملامح ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز تكشف عن الثقة التي يتمتع بها منذ توليه دفة وزارة الدفاع منذ 44 عاماً،والتي تكشف عنها أيضاً ابتسامته الهادئة التي ترتسم على ملامحه دوماً حتى في أحلك الظروف.

ومازال الأمير سلطان يحتفظ بحقيبة وزارة الدفاع حتى الآن وفقاً لما أقره أمر ملكي صدر اليوم.واختار العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير سلطان بن عبدالعزيز وليا للعهد حسب المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم ،مصدراً أمراً باستمرار جميع أعضاء مجلس الوزراء الحاليين في مناصبهم برئاسته وتعيين الأمير سلطان نائباً لرئيس مجلس الوزراء .

ويحظى ولي العهد السعودي الجديد برصيد شعبي واسع في صفوف السعوديين،وذلك لما يقوم به الأمير السعودي من نشاطات إنسانية،لاتبدو في العلن،ولكن تأثيرها يبدو واضحاً للعيان،وخصوصاً مركزه الإنساني،ومدينته الطبية التي تقع على حدود العاصمة الرياض شمالاً.

و ولد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد يوم الخميس 5 كانون الثاني (يناير) 1930 م في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية ،ناشئاً في كنف والده الملك وقد توسعت معارفه بمطالعاته الواسعة في شتى العلوم وبرحلاته التي قام بها لمختلف أنحاء العالم حيث كان عضواً في معظم الوفود السعودية الرسمية التي رأسها الملك فيصل رحمه الله لحضور مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة .

كما شارك في معظم الزيارات الرسمية التي كان يقوم بها الملك الراحل، ورأس وفوداً رسمية في زيارات خارجية مختلفة،كما أن علاقة وطيدة كانت تربط ما بين الراحل الملك فيصل وولي العهد الجديد،تبدو علاقة أخوية وروحية في مجملها.

ويشيرُ متابعون إلى أن الأمير سلطان هو خريج في المدرسة السياسية ذاتها التي ينتمي إليها الراحل الملك فيصل،وكلاهما يتميز بالسيطرة على لجام الأمور في خضم التجاذبات الدولية،ويبدو ذلك جلياً في الطريقة العسكرية التي ينتهجها الأمير سلطان في وزارته الدفاعية،وكيفية إدارة عقود التسلح.

واستطاع الأمير سلطان أن يجعل من العقود المبرمة مع الدول الحليفة في ما يتعلق بتطوير الوسائل العسكرية الدفاعية للسعودية،عصاً دبلوماسية يتم استخدامها إذا احتاجت الأمور إلى ذلك،باعتبارها وسيلة للضغط أو الترغيب.

وأولى الملك عبدالعزيز آل سعود ابنه سلطان ثقته حينما عينه أميراً على الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في 22 شباط (فبراير) عام 1947م وأسهم الأمير سلطان مع والده في إقامة نظام إداري متين مبني على العدالة الاجتماعية وتطبيق شريعة الإسلام .

وعين الأمير سلطان عضواً في مجلس الوزراء بعد أن تم تعيينه وزيراً للزراعة يوم الخميس 24 كانون الأول (ديسمبر) 1953م عند تشكيل أول مجلس للوزراء في المملكة العربية السعودية وقد أسهم في عملية توطين البدو ومساعدتهم في إقامة مزارع حديثة.

وعين وزيراً للمواصلات يوم السبت 5 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1955م حيث أسهم في إدخال شبكات المواصلات الحديثة البرية والاتصالات السلكية واللاسلكية،كما عين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع والطيران في يوم السبت 21 تشرين الأول (أكتوبر) 1962م ولايزال على رأس عمله .

وكان له الأثر الكبير في تطوير القوات المسلحة بكامل فروعها البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي حيث عمل على إيجاد المدن العسكرية الكبيرة المنتشرة في جميع مناطق المملكة.

وصدر الأمر الملكي بتعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء يوم الأحد الموافق 13 حزيران (يونيو) 1982م .