يصفونه بعرّاب الطائف في لبنان
سياسيون يشيدون بدور الفهد في إنهاء الحرب
ريما زهار من بيروت:
نكست الأعلام أمس في لبنان حزنًا على الكبير الراحل الملك فهد بن عبد العزيز وبثت الإذاعات الأغاني الكلاسيكية تضامنًا في الحزن مع المملكة العربية السعودية. في بيروت كما السعودية، الحزن واحد على رجل كان السباق في صنع اتفاق الطائف الذي جمع اللبنانيين بعد أكثر من 15 عامًا من التقاتل والتناحر. عندما يتذكر رجال السياسة في لبنان الملك فهد يربطون ما قام به من انجازات كثيرة لـ" لمّ الشمل" بعد حرب ضروس.يقول رئيس الوزراء الأسبق رشيد الصلح لـ"إيلاف" إن الملك فهد "رحمه الله واسكنه فسيح جناته كان من كبار المسؤولين الذين اهتموا وعملوا على إنهاء المأساة اللبنانية التي بدأت العام 1975 وقام بدور فعال في إنهائها ولا نزال نذكر الدور الكبير والرائد الذي قام به هذا الرجل الكبير في جمع النواب اللبنانيين ودعوتهم الى مؤتمر عقد في الطائف في السعودية.
يضيف: "وكان هذا المؤتمر جمع النواب من الفريقين وكنت واحدًا منهم وبذلنا جهدنا وتعاوننا فيما بيننا وكان جلالته مشاركًا لنا في هذه المساعي لتذليل العقبات بين الفرقاء والقى جوًا من التفاهم والود بين المسؤولين اللبنانيين لتجاوز الخلافات بينهم وتمكننا من ذلك بفضل مساعدة جلالته بالدرجة الاولى وتم الاتفاق في الطائف على القرارات التي يعلمها الجميع.
يكمل، بعدها دعينا للقاء في جدة رعاه واشرف عليه المغفور له الملك فهد وكان هو المشرف عليه مباشرة وتم التصديق والتوافق على جميع المبادىء والخطوط السياسية والوطنية في الطائف. وعدنا بعد ذلك لتنفيذ بنود الطائف لنبدأ مرحلة عهد جديد واقول بصراحة ان الرجل استمر بدعم لبنان والاهتمام بشؤونه والخسارة كبيرة ليس فقط على المملكة العربية السعودية بل على العالمين العربي والاسلامي بفقدانه وعسى ان يلهم المملكة واهله وذويه والعالم العربي الصبر والعزاء.
يضيف الصلح: "نؤمن بأن الملك عبدالله رجل فعال وملم بشؤوننا اللبنانية ومن كبار رجالات العرب ونرجو من الله ان يوفقه لمتابعة المسيرة والعمل في اسعاد البلد العربي وخصوصًا لبنان.
نعيم
بدوره، يصف النائب إدمون نعيم الملك فهد بالوسيط الأساسي في الحرب اللبنانية والصديق العزيز والمساعد للبنان في أيام المحنة، ويعرب أمام "إيلاف" عن ثقته التامة بالملك عبدالله الذي سيكون سندًا للبنان كما كان الفهد.
حرب
ولا يمكن أن ننسى كما يقول النائب بطرس حرب ما قدمته المملكة العربية السعودية في عهد المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز للبنان وشعبه، فكان دائمًا يرحمه الله يعتبر ان المملكة خير شقيق للبنان، وكلنا يعلم مدى حجم المساعدات التي كانت الرياض وما زالت تقدمها للبنانيين، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الانسانية أو غيرها، وخسر لبنان بوفاة الملك فهد صديقًا وفيًا لم يدخر أي جهد او عطاء لإنهاض بلدنا من كبوته.
وكان للفقيد العزيز الدور الكبير في إنقاذ لبنان من أتون الحرب المدمرة، ولا شك أن الخسارة كبيرة برحيل شخصية فذة كالملك فهد نذرت حياتها في سبيل خدمة قضايا شعبها وامتها.
يضيف، نحن كلبنانيين لا ننسى الجهد الكبير الذي بذله المغفور له في ولادة وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، من خلال رعايته الشخصية للاجتماعات اليومية للنواب اللبنانيين، علمًا انه طلب من وزير خارجيته الامير سعود الفيصل الاقامة الدائمة في مقر اجتماعات النواب لحل اي مشكلة قد تحصل، والتعجيل في اقرار الاتفاق الذي اقفل صفحة الحرب وفتح صفحة السلم والاعمار، كما اننا لا ننسى المساعدات التي استمرت المملكة في تقديمها للبنان بتوجيه من الراحل الكبير على مدى سنوات طويلة، سواء في الحرب او السلم لكي يجتاز لبنان المرحلة العصيبة التي يمر بها ويسترجع كامل قوته ويتعافى نهائيًا.
فتفت
وكذلك اعتبر وزير الشباب والرياضة الدكتور احمد فتفت ان العالمين العربي والاسلامي قد خسرا بوفاة الملك فهد بن عبد العزيز قائدًا فذًا كانت له مواقف مشرفة وشجاعة في كثير من القضايا وبغياب الراحل الكبير يخسر العالم شخصية آمنت بالاعتدال، وعملت له وكانت لها اياد بيضاء لا يمكن ان تنسى ساهمت في انهاء الحرب اللبنانية عبر اتفاق الطائف الذي سعى، وبالتعاون مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى إرساء السلم الاهلي وقيام الدولة الحقيقية. ولنا ملء الثقة بالملك عبد الله بن عبد العزيز الذي سيتابع مسيرة الراحل وهو خير خلف لخير سلف.
طراد حمادة
اما وزير العمل طراد حمادة، فاعتبر ان رحيل الملك فهد بن عبد العزيز رحمة الله عليه خسارة لا تعوض للأمتين العربية والاسلامية وقال لـ "إيلاف": ان تجربة الملك فهد كانت تجربة رائدة وغنية، لا بل انها فريدة من نوعها، فهو الذي وضع المملكة العربية السعودية على الخارطة العالمية بقوة، حتى غدت واحدة من اهم الدول في العالم، واعتقد انه ترك اثرًا كبيرًا علينا جميعًا الاستفادة منه والسير على هديه، وبخاصة ان عهد الراحل الكبير تميز بالتحديث على مختلف الصعد، وهذا ما نلمسه الآن في مدى التقدم والتطور الذي حققته المملكة في عهد الملك فهد طيب الله ثراه.
ونحن اللبنانيون ننظر بكثير من الوفاء الى ما قدمته المملكة العربية السعودية، على مدى عقود من مساعدات وبتوجيه مباشر من الراحل الكبير الذي كانت له اياد بيضاء في ولادة اتفاق الطائف الذي انهى الحرب اللبنانية، ولنا ملء الثقة بالقيادة السعودية الحكيمة وعلى رأسها جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنها ستتابع المسيرة التي بدأها الملك فهد، ولا يسعنا في هذه المناسبة الحزينة، الا ان نطلب من العلي القدير ان يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته وأن يلهمنا جميعًا الصبر والسلوان.
التعليقات