محتمل صدور قرار بحظره من دخول بريطانيا
القرضاوي "التفجيري" يفجر جدلاَ سياسيا لندنياَ

نصر المجالي من لندن: فجر الداعية "المصري القطري" الجنسية يوسف القرضاوي مجددا قنبلة سياسية في بريطانيا، في الوقت الذي يحتمل أن تشمل قائمة وزير الداخلية اسمه من ضمن المحظور دخولهم إلى الأراضي البريطانية بموجب القوانين الجديدة لمحاربة الإرهاب وطرد أئمة الكراهية غير المرغوب فيهم، ومن بينهم أبو قتادة والمنشقين السعوديين محمد المسعري وأسامة الفقيه وعشرات آخرين.

وخرجت غالبية الصحف البريطانية اليوم بتقارير تحمل لهجة التنديد بعمدة لندن كين ليفنغستون الذي يوصف عادة بـ (الأحمر) لتوجهاته الماركسية غداة تصريحاته البارحة التي دافع فيها عن الداعية القرضاوي وشبهه فيها بالبابا يوحنا الثالث والعشرون، وقال "إنه داعية سلام ويؤمن بالديموقراطية ودعم دور المرأة".

وكلام ليفنغستون، أيضا جوبه بحملة مضادة ليس من الصحافة وحسب، بل من سياسيين بريطانيين، يرون في القرضاوي رجلا يشجع الإرهاب والعمليات الانتحارية، وقال ليفنغستون في دفاعه عن القرضاوي "إنه من أهم رجال الدين الأقوياء الداعين إلى التغيير وتقبل الإسلام للقيم الغربية". وأضاف "أعتقد أنه في منهجه هذا يشبه البابا يوحنا الثالث والعشرون"، يذكر أن هذا الأخير عرف بإصلاحاته الكنسية حين تولى مهمات الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية ما بين 1958 و1963 حيث شرع حوارا إيجابيا مع الكنائس النقيضة مثل الأرثوذكسية والبروتستانتية وأسقف كانتربوري والأسقف الأعلى لطائفة الشينتو.

يذكر أن وزارة الداخلية البريطانية تعد قائمة تضم حوالي 50 إماما وداعية، منهم ما هو يعيش في بريطانيا بانتظار قرار الطرد أو تسليمه لدول تطالبه به، ومنهم من هو محظور عليه الدخول للأراضي البريطانية لمواقفه المتشددة، ومن بين هؤلاء الشيخ القرضاوي.

وكانت حملات سياسية وإعلامية وجهت ضد القرضاوي في أوقات سابقة تتهمه إنه من مؤيدي العمليات التفجيرية، وخاصة تلك التي تطال الجنود البريطانيين في العراق، حيث كان القرضاوي اعتبرها "استشهادية جهادية ضد الكفار"، لكنه نفى هو الآخر أن يكون صدر عنه مثل هذا الكلام.

وكان عمدة لندن استضاف القرضاوي خلال زيارة كانت مثيرة للجدل إلى بريطانيا حيث شارك وقتها في ندوة إسلامية عالمية، وخلال استجواب من جانب لجنة برلمانية في مجلس العموم، امتدح ليفنغستون مواقف الداعية الانفتاحية على الغرب.

وقال ليفنغستون أمس، أن آراءه المتعلقة بالقرضاوي لا تختلف كثيرا عن التقييم الذي أعطته وزارة الخارجية حول القرضاوي، حيث كانت الوزارة تدرس ما إذا كان هذا الداعية سيمنع من المشاركة في مهرجان في مدينة مانشيستر بعد وقت قصير من تفجيرات 7 يوليو (حزيران) الماضي في لندن.

وكانت نتيجة موقف وزارة الخارجية أن القرضاوي لم يشارك في مهرجان مانشيستر خشية تفجير جدل حوله كما حدث في زيارة العام الماضي، حيث احتج على الزيارة زعماء يهود وجماعات حقوق المثليين في بريطانيا.

وفي دفاعه عن القرضاوي، قال عمدة لندن "كل ما نقل عن الداعية من آراء، كانت منقولة أو مترجمة من جانب مصادر معادية له، كما أنه غير مسؤول بشكل شخصي عن كل ما ينشر على موقعه الذي يملكه على شبكة إنترنيت".

يذكر أن القرضاوي كان أفتى بقتل المثليين (اللواطيين)، وقال ليفنغستون "هناك آراء كثيرة نشرت على موقع القرضاوي حول هذه المسألة وهو ليس مسؤولا عنها، وبالطبع لا يمكن تخيل القرضاوي أو البابا مثلا يسيرون في مظاهرة مؤيدة لحقوق المثليين".

وفي رده على دفاع ليفنغستون عن الداعية "القطري المصري"، قال عضو مجلس العموم المحافظ وعضو اللجنة البرلمانية جيمس كلابسون "حقيقة لا أرى أي تشابه بين القرضاوي والبابا الراحل". ومن جهته، قال البرلماني العمالي ديفيد وينيك "لا أدرى هل سيدافع ليفينغستون علن أي حاخام متشدد مثل تشدد القرضاوي أم لا؟، أو أن هذا الحاخام سيستقبل بحفاوة كما فعل عمدة لندن مع الداعية المسلم؟".

وفي الأخير، قالت وزير الداخلية السابقة آن ويديكومب "يبدو أن عمدة لندن في دفاعه عن القرضاوي لا يميز أبدا بين الطبيعة الخطيرة لهذا الداعية الخطرة والطبيعة المقدسة للبابا يوحنا الثالث والعشرون"، وكانت هذه الوزيرة السابقة تحولت إلى الديانة الكاثوليكية بعد أن اعترفت الكنيسة الأنجليكانية بحق النساء أن يكن قسيسات لديها.