بكين ونيودلهي بانتظارالزيارةquot;التاريخيةquot;:
شرق آسيا تترقب خطوات الملك عبدالله

في إيلاف أيضا

الملك عبد الله يرأس وفداً اقتصادياً في جولة آسيوية

الملك عبد الله إلى باكستان والهند والصين

سلطان القحطاني من الرياض:تنتظر الأوساط السياسية والاقتصادية في بكين ونيودلهي الزيارة التاريخية للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إليهما المزمع بدءها يوم غد الأحد.ويتوقع ان ينتج عن زيارة حاكم أهم دولة نفطية في العالمعدد من الصفقات الاقتصادية .وعلى الرغم من أن الزيارة الشرق آسيوية تشملُ إضافة إلى العاصمتين السابقتين كلاً من إسلام أباد وكوالالمبور،إلا أنهما لن تكونا محط الآمال بقدر ماستكونان زيارتين بروتوكوليتين لحليفين عريقين للحكومة السعودية منذ نحو ربع قرن.وباستثناء الزيارتين إلى أبو ظبي لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي،وإلى الكويت لأداء واجب العزاء في الحاكم الكويتي الراحل لشيخ جابر الصباح،فإن هذه الزيارة تُعدُّ أول نشاطاً دولي على النطاق الجغرافي العالمي للملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن تولى زمام الحكم في أوائل أغسطس من العام الميلادي المنصرم خلفاً لأخيه الراحل الملك فهد الذي أمضى مايقارب العقدين في حكم المملكة السعودية المحافظة.

واسترعى انتباه المحللين السياسيين المتابعين لشؤون القارة الآسيوية وتحركاتها السياسية ذلك الترحيب الذي لايمكن وصفه سوى بأنه quot;ترحيب فوق العادة لزعيم دولة أجنبيةquot;،الذي بدا جلياً في تصريحات مسؤولي البلدين المقرر زيارتهما،وكذلك مانشرته الصحف في البلدين عن الزيارة المرتقبة وآفاقها،لاسيما أنها ستفتح quot;العديد من النوافذ في جدار التعاون مابين شقي آسياquot; على حد تعبير المراقبين.

وفي موازاة ذلك كله فإنه يعد تحركاً سياسياً للحكومة السعودية في سبيل موازنة التجاذبات الإقليمية التي تطفو على ساحة المسرح العالمي بين الفينة والأخرى،وبناء على نتائج الزيارة فإن الساسة السعوديون قد يبدؤون في التفكير ملياً في كيفية الإفادة الحقيقية من صعود القوى السياسية ذات الدعامات الاقتصادية من بين ظهرانيها في القارة الآسيوية التي تعد أكبر القارات في العالم،وأكثرها نمواً اقتصادياً خلال نصف العقد الأخير.

وبالنسبة للصين فهذه الزيارة تعد الأولى لملك سعودي منذ أن تم تطبيع العلاقات في أوائل التسعينات من القرن الميلادي المنصرم،وستكون أيضاً هي الزيارة الثانية للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أن زار بكين في وقت سابق حين كان وقتئذ ولياً للعهد،بالرغم من أنه كان يدير حكومة بلاده في أغلب الأحايين نتيجة اعتلال صحة أخيه الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز.

وفي أواخر الثمانينات استطاعت الحكومة السعودية الظفر بصفقة صواريخ متطورة من الحكومة السرية لم يُمط اللثام عنها إلا فيما بعد،وكان مهندسها مساعد وزير الدفاع الحالي الأمير خالد بن سلطان الذي يعد أكبر أنجال ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز،واستطاع الأمير خالد أن يصل بالصفقة إلى بر الأمان دون أن تتنبه دوائر الاستخبارات الغربية إلى ذلك قبل حدوثه،إلا وقت شاءت الحكومة السعودية أن تسرب الخبر،فأعلنت عن ذلك مسربة خبرا عنه لصالح إحدى الصحف العالمية.

أما الهند فإن العلاقات التي تربطها مع الحكومة السعودية خاضعة لبارومتر العلاقات مع جارتها اللدودة باكستان،وهما مازالاً يتنازعان على إقليم كشمير الذي تقطنه غالبية مسلمة،وتواجه الهند مطالب التنازل عنه لجارتها النووية برفض قاطع،خشية انسلاخات في البلد ذا المساحة الجغرافية الواسعة بعد أن كانت جارتها اللدودة إحدى الأقاليم التي تنطوي تحت لوائها.

ونتيجة لهذا التوعك المستمر في العلاقات مابين الجارتين النوويتين فإن الحكومة السعودية ظلت إلى حد بعيد منسجمة إزاء الموقف الباكستاني لاعتبارات دينية وإستراتيجية على المدى البعيد،وهو التناغم السياسي لذي أفشل مساعي الهند في أن تكون عضواً مراقباً في منظمة المؤتمر الإسلامي على اعتبار أنها دولة تحوي في جوفها أكثر من مئة مليون مسلم،وهو يعتبر عدد كبير قياساً بعدد المسلمين في الدول الآسيوية الأخرى.

وكانت جمهورية الصين الشعبية قد رحبت بالزيارة الرسمية التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ابتداءً من يوم غد الأحد.صرح بذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ونغ تشيوان وقال أن هذه الزيارة التي تعد الأولى لملك سعودي منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1990 سيكون لها نتائج مهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين. وأوضح المتحدث الصيني في تصريح لوكالة الإنباء السعودية أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس جيان تاو رئيس جمهورية الصين الشعبية سيبحثان خلال لقائهما تطور العلاقات وتعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات.

وفي تصريح مماثل قال نائب رئيس جمعية الصداقة الصينية السعودية وانغ يون تسه أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الصين لها أهمية بالغة لرفع مستوى العلاقات الثنائية إلى أعلى المستويات. وأضاف أنه على اتصال دائم مع جمعية الصداقة السعودية الصينية التي تم تأسيسها عام 1998 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتسعيان دوما لتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين المملكة والصين.
من جانبه أوضح نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية محمد مايون أن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأيادي البيضاء في دعم الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض.

وقال لقد قدم خادم الحرمين الشريفين دعما سخيا للجمعية أثناء زيارته للصين عام 1998م استخدمته في ترميم المساجد ومساعدة المسلمين الصينيين المنكوبين بالكوارث الطبيعية.. وكذا في إيفاد الطلاب المسلمين إلى الجامعات العربية وإقامة مسابقات لحفظ القرآن الكريم وتلاوته. وأضاف قائلاquot;أننا على ثقة أن المملكة العربية السعودية ستشهد نهضة زاهرة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيزquot;.