واشنطن : تحاول إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش استرداد المبادرة في الشرق الأوسط حيث تواجه سياستها لتشجيع الديمقراطية تهديدا بالفشل في حين يقترب العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية من شفير حرب أهلية وتطرح ايران نفسها حكما.وبعد قرابة ثلاثة اسابيع من الهزيمة الانتخابية التي مني بها الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة والتي نسبت بشكل كبير إلى الوضع الكارثي في العراق، تتجه الإدارة الأميركية الى الشرق الاوسط لتعديل استراتيجيتها التي تواجه مزيدا من الانتقاد في الخارج وفي الداخل على السواء.وتوجه نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في نهاية الاسبوع الماضي الى الرياض لطلب مساعدة المملكة العربية السعودية السنية في تشجيع المصالحة الوطنية في العراق ومحاولة مواجهة تصاعد نفوذ ايران.
ومن المقرر ان يلتقي بوش الاربعاء في عمان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لبحث كيفية إجراء مصالحة بين السنة والشيعة في حين تدمي اعمال العنف الطائفية العراق منذ اشهر.

من جهة اخرى، ستشارك وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي سترافق بوش الى الاردن، في اجتماع quot;منتدى المستقبلquot; وهو مؤتمر اقليمي ينظم بمبادرة من الولايات المتحدة ويتركز خصوصا على جهود نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.
وقد تلتقي وزيرة الخارجية الاميركية رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس كلا على انفراد الخميس، بحسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته.وتواجه واشنطن ضغوطا لإشراك ايران وسوريا وهما عدوتاها اللدودتان في المنطقة، بشكل اكبر في إحلال الاستقرار لدى جارهما العراق، وانما ايضا في لبنان وفي الاراضي الفلسطينية.

وذكرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاثنين ان مجموعة الدراسات حول العراق التي يرأسها وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر ستوصي باعتماد دبلوماسية اقليمية نشطة تشمل محادثات مباشرة مع ايران وسوريا من دونأن تحدد جدولا زمنيا لانسحاب عسكري من العراق.وحذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاحد من ان على واشنطن ان لا تقلل من اهمية انعكاس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على مجمل الاوضاع في المنطقة.

وفي معرض التحذير من خطر اندلاع ثلاث حروب اهلية في كل من العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية وهي الدول التي تعيش برأيه في quot;قلبquot; ازمة الشرق الاوسط، اقر العاهل الاردني بضرورة القيام quot;بأمر ما مدوquot; لصالح العراق.
وقال quot;لكن عندما نتطرق الى ما يمكن ان ينفجر ويصبح خارج السيطرة، افكر اليوم بفلسطين ولبنان بشكل متواز. فالعراق ومع كل الشواذات التي يمكن ان يطرحها الوضع فيه وايا تكن المخاوف التي اشعر بها امام المشكلات الخطرة التي يمكن أن يولدها، فإنه يأتي في المرتبة الثالثةquot;.وانتقد الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر (1976-1980) حائز جائزة نوبل للسلام، الاثنين الرفض الذي عبر عنه حتى الان بوش ورايس للحوار مع المسؤولين السوريين والايرانيين.
وقال لشبكة quot;ايه بي سيquot; التلفزيونية quot;انها اكثر السياسات غير المثمرة التي اعرفها: عدم التحدث مع الذين لا يوافقونك الرأي الا اذا وافقوا مسبقا على كل ما تطلبهquot;.

وانتقد كارتر ضعف الدبلوماسية الاميركية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، وقال quot;لا يوجد فعليا أي جهد في الشرق الاوسطquot;.
وكإشارة الى النفوذ المتنامي لايران في المنطقة، طلب الرئيس العراقي جلال طالباني الاثنين quot;مساعدة شاملة من ايران لمكافحة الارهابquot; في العراق قبل ان يجري محادثات مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي.من جهة اخرى، باشر رئيس الحكومة الفلسطيني اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس جولة تشمل عددا من الدول العربية والاسلامية وبينها سوريا وايران.