الجامعة العربية تنتقد مشروعاً يناقشه الكونغرس
واشنطن تحتج على عقد القمة العربية في السودان

نبيل شرف الدين من القاهرة : في إجراء غير مسبوق من نوعه، ينظر مجلس النواب الأميركي مشروع قرار قدمه أحد النواب يطالب فيه واشنطن بإعلان رفضها انعقاد القمة العربية المقبلة في السودان، استناداً إلى اتهام حكومة الخرطوم بالتورط في ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية في إقليم دارفور، وتعمد عرقلة قدرات الاتحاد الأفريقي على استتباب الأمن في الإقليم المنكوب .

وعلى الفور انتقدت جامعة الدول العربية هذا القرار، وعبرت على لسان سمير حسني، مدير إدارة أفريقيا ومسؤول ملف السودان في الجامعة العربية، عن استيائها من مثل هذا المشروع بقرار، الذي وصفته بأنه يشكل تدخلاً مرفوضاً في شؤون الجامعة العربية الداخلية وفي شؤون عقد قمة عربية رحب القادة العرب بانعقادها في الخرطوم منذ عام مضى .

قصة الاعتراض
وترجع بداية هذه القصة المثيرة إلى مشروع قرار تقدم به النائب الديمقراطي بالون من ولاية نيوجيرسي، قال فيه quot;إنه في الوقت الذي بدأت فيه الجامعة العربية التحضير لعقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم نهاية شهر آذار (مارس) المقبل، فإن حكومة السودان تستمر في ارتكاب أعمال الإبادة في إقليم دارفور غرب البلاد، كما تتعمد عرقلة قدرة الاتحاد الأفريقي على استتباب الأمن في الإقليمquot; .

واعتبر النائب الأميركي أن قرار جامعة الدول العربية بعقد القمة العربية المقبلة في الخرطوم سيكون بمثابة مكافأة سياسية واقتصادية لبلد يخضع حاليا لعقوبات من قبل الولايات المتحدة، ومن المفترض ان يكون خاضعا لعقوبات من قبل الأمم المتحدة .

ومضى النائب الأميركي قائلاً في مشروع القرار الذي قدمه إلى مجلس النواب، واطلعت (إيلاف) عليه، quot;إن هذا القرار سيشجع حكومة السودان على المضي قدماً في ارتكاب أعمال الإبادة العرقية ضد سكان إقليم دارفور، وبناء عليه فقد قرر مجلس النواب عدم الموافقة على قرار الجامعة العربية بعقد القمة القادمة في الخرطوم في السودان ومواصلة مناشدة الجامعة العربية وحكومة السودان والمتمردين السودانيين والمجتمع الدولي بذل كل ما في وسعهم لإنهاء أعمال الإبادة الجماعية في إقليم دارفورquot;، على حد تعبيره .

الجامعة ترفض
وعودة إلى تصريحات سمير حسني التي قال فيها إن الجامعة العربية أجرت اتصالات مكثفة في هذا الصدد مع الخارجية الأميركية، ومع عدد من المنظمات الأهلية الأميركية، وفي صدارتها كل من المنظمة العربية ـ الأميركية، والمعهد العربي ـ الأميركي، ولجنة مناهضة التمييز، إلى جانب اتصالات مع عدد من نواب الكونغرس الأميركي بهدف التصدي لما وصفه مسؤول الجامعة بالتدخل غير المقبول في الشؤون الداخلية للجامعة العربية .

وطالب حسني أعضاء مجلس النواب الأميركي ليس فقط بعدم الموافقة على مشروع القرار، إنما عدم مناقشته من حيث المبدأ، وأشار الى ان الجامعة العربية كانت أول منظمة اقليمية ودولية أرسلت بعثة لتقصي الحقائق في إقليم دارفور وكشفت عن انتهاكات حقوق الانسان في الاقليم ووضعت تصورات للحل لو كانت الاطراف الدولية والمجتمع الدولي التزمت بها، لكان من الممكن تجاوز هذه الازمة منذ عامين على الأقل، غير أن أحداً لم يتحرك لوضع حد لهذه المأساةquot;، حسب تعبيره .

واختتم حسني تصريحاته قائلاً إن عقد القمة العربية في الخرطوم لا يتناقض أبداً مع مساعي الجامعة العربية لتسوية الأزمة وتحقيق الوفاق الوطني في السودان، كما أن الجامعة تعمل مع شركائها الدوليين على تنفيذ اتفاق السلام، لافتا الى أن الجامعة ستفتح قريباً مكتبا لها في جنوب السودان، سيتولى تنسيق المساعدات العربية ويقدم الدعم لكافة الأطراف بهدف تفعيل اتفاق السلام في البلاد .