فاخر السلطان من الكويت : يبدأ أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح غدا السبت جولة اسيوية يقوم خلالها بزيارة رسمية الى كل من بنغلاديش وتايلند والهند وباكستان. وسوف يجري الشيخ صباح في بنغلاديش مباحثات رسمية تتركز حول دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تعزيزها. وحسب تقرير لوكالة الانباء الكويتية فإن الكويت ترتبط مع بنغلاديش بعلاقات ثنائية متطورة منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1973 حيث تم افتتاح السفارة البنغالية في الكويت في شهر ابريل منن العام 1974 والسفارة الكويتية في دكا خلال سبتمبر من العام نفسه.
ويقول التقرير أن تلك العلاقات الراسخة توطدت بين البلدين ابان عدوان النظام العراقي الغاشم حيث سادت المبادىء على جميع الاعتبارات الاخرى ولم تقف بنغلاديش عند ادانة هذا العدوان فحسب بل ارسلت فرقة عسكرية لمحاربته والمشاركة في تحرير الكويت.

وقد ساعد هذا الموقف على زيادة تدعيم العلاقات الراسخة بينهما وافسح الطريق امام تطورها واتساعها لتشمل جميع المجالات حيث قامت رئيسة وزراء بنغلاديش خالدة ضياء بزيارتين رسميتين للكويت الاولى في شهر مايو من عام 1991 للاعراب عن تضامنها مع الكويت بعد تحريرها من براثن الاحتلال العراقي الغاشم والثانية في شهر مايو من العام 2006 بهدف تدعيم وتوطيد العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الصديقين وبحث مختلف القضايا الدولية والاقليمية. كما زارت الكويت للغرض نفسه ايضا رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة واجد وذلك في شهر اكتوبر من العام 2000.
ولعبت بنغلاديش دورا في عملية اعادة البناء في اعقاب اندحار العدوان حيث ارسلت قوات خاصة لازالة الالغام التي زرعتها قوات النظام العراقي البائد في الاراضي الكويتية. وتعتبر بنغلاديش من الدول التي تلتزم بالسلام الدولي حيث ارسلت جنودها للمساهمة في عملية حفظ السلام الدولية ضمن القوات الدولية (يونيكوم) على الحدود الكويتية - العراقية ابان فترة عملها. كما تطالب بنغلاديش العراق في الكثير من المناسبات بضرورة استكمال تنفيذه لجميع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بحرب تحرير الكويت.
وكان أمير الكويت السابق المغفور له الشيخ جابر الاحمد الصباح قام في شهر سبتمبر من العام 1980 بزيارة بنغلاديش حيث أعتبر عند وصوله الى دكا ان زيارته لبنغلاديش وفرت له فرصة الاعراب عن مشاعر المودة التي يكنها وشعب الكويت لشعب بنغلاديش مضيفا ان هذه الزيارة هيأت الفرصة لتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك بهدف توثيق العلاقات وتوسيع مجالات التعاون وتنسيق الخطوات الهادفة الى بناء مستقبل أفضل لشعبي البلدين.

وقام ولي العهد السابق الشيخ سعد العبدالله الصباح في ابريل عام 1995 بزيارة مماثلة حيث مهدت هاتين الزيارتين الطريق لعلاقات قوية ومتينة وفتحت آفاقا جديدة للتعاون المثمر بين البلدين الصديقين. وتشيد الكويت بالاداء الممتاز للعمالة البنغالية المتواجدة في الكويت والتي يقدر عددها بنحو 200 ألف بنغالي يعملون بمختلف مجالات الحياة في الكويت. وكانت الكويت وبنغلاديش قد وقعتا في شهر اكتوبر من العام 2000 على اتفاقية تعاون فني بينهما بشأن تنقل الأيدي العاملة بهدف ضرورة التنسيق بين الطرفين لتوفير العمالة الفنية المدربة والمساهمة في احكام تنظيم استقدام العمالة بين البلدين طبقا لاحتياجات سوق العمل لشغل المهن المتوفرة. ويأمل البلدان بزيادة حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الكويتية في بنغلاديش والتي تعتبر سوقا تضم اكثر من 120 مليون نسمة وتقع في جنوب آسيا حيث ان مجالات الاستثمار تعتبر مربحة في بنغلاديش علاوة على توفر الايدي العاملة المدربة.

وكان مكتب تنمية الصادرات في بنغلاديش قد اقام في ديسمبر من العام 1995 المعرض التجاري الاول في الكويت حيث شاركت فيه 15 شركة بنغالية.
يذكر ان بنغلاديش تصدر الى الكويت الشاي والخضار والسمك الطازج والجلود والملابس الجاهزة والمنسوجات والقطن وغيرها. وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان حجم التبادل التجاري بين بنغلاديش ودولة الكويت بلغ قبل الغزو العراقي للكويت حوالي 25 مليون دولار بما فيها مشتريات بنغلاديش من النفط الخام. اما بعد التحرير فان حجم التبادل التجاري لم يعد بالمستوى المطلوب الا انه تطور سريعا خلال الفترة ما بين عامي 2004 و2005 ليصل الى نحو 524 مليون دولار. وكانت غرفة تجارة وصناعة الكويت قد وقعت في شهر ابريل من عام 2006 بروتوكول تعاون مع اتحاد غرف تجارة وصناعة بنغلاديش يقضي بدعم وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي بينهما.

وتبحث مؤسسة البترول الكويتية مع مكتب الاستثمار البنغالي امكانية الدخول في استثمارات نفطية في بنغلاديش تشمل بناء خزانات لتخزين المشتقات النفطية بهدف تأمين احتياجاتها في اوقات الذروة وامكانية الاستثمار في رفع قدرات مرافق الاستيراد فيها. يذكر ان الكويت تقوم بتزويد بنغلاديش بالمنتجات النفطية بكميات تفوق مليوني طن سنويا ويبلغ عمر العقد الموقع بين البلدين ثلاث سنوات حيث بدأ على اساس تزويد مشتقات نفطية مباشرة للشركة البنغالية للنفط وذلك منذ بداية عام 2003. وتقدر قيمة المنتجات النفطية التي تقوم الكويت بتزويدها لبنغلاديش بنحو مليار دولار سنويا. كما قدمت الكويت الكثير من المساعدات الانسانية لبنغلاديش كان احدها بناء مستشفى الكويت العام حيث تم تسليمه لحكومة بنغلاديش في مارس 1999 كهدية من الشعب الكويتي الى الشعب البنغالي لتقديم كافة الخدمات الصحية والعلاجية للفقراء والمحتاجين في هذا البلد الآسيوي المسلم. وقد انشىء المستشفى على مساحة اجمالية قدرها 26219 مترا مربعا بتكلفة قدرها مليوني دولار وقد صمم ليتسع لحوالي 200 سرير ويحوي اقساما للطوارىء وللامراض الباطنية والجراحة والامراض النسائية والولادة والاطفال والاشعة والمختبرات.

وتشير احصائيات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي بدأ نشاطه الاقراضي في يناير 1962 الى انه قدم لجمهورية بنغلاديش حتى نهاية عام 2005 حوالي 19 قرضا بقيمة اجمالية بلغت 500ر124 مليون دينار كويتي (ما يعادل 410 مليون دولار) لتمويل مشروعات في قطاعات الزراعة والنقل والمواصلات والطاقة. وسبق ايضا ان قدم الصندوق لبنغلاديش ثلاث معونات فنية بقيمة اجمالية بلغت حوالي 439 ألف دينار كويتي لتمويل اعداد بعض المشروعات الحيوية هناك.