بشار دراغمه من رام الله : دخلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني نفقا مظلما ولم يعد هناك من يتوقع نتائج هذه الحرب والموعد الذي ستنتهي فيه. بينما يواصل طرفا الحرب احصاء الضحايا والخسائر واعداد العدة لمزيد من الهجمات. هذا في وقت لا زالت دول العالم تترقب ماذا سيحدث في نهاية هذه الحرب مقدمة مبادرات خجولة لإيقافها. دون العمل بشكل جاد لتحقيق الهدف المنشود. وفي إسرائيل خلاف حاد على موعد انتهاء الحرب حتى داخل الجهاز العسكري الإسرائيلي. فهناك من يرجح انتهاؤها خلال يومين أو ثلاثة بينما يقول آخرون أن الحرب طويلة وستستمر لأسابيع وربما أشهر. والمستوى السياسي في إسرائيل منقسم على حاله أيضا. فالبرغم من الاجماع الذي يحظى به رئيس الوزراء إيهود أولمرت من أجل مواصلة هذه الحرب إلا أن هناك خلافات حول مدة الحرب وما يمكن ان تجلبه لإسرائيل من مضار أو انجازات إيجابية بالتخلص من سلاح حزب الله.

إسرائيل تجهل موعد نهاية الحرب

إسرائيل التي تخوض الحرب بكل عتادها العسكري لا زالت تجهل تماما متى ستنتهي. ولم ينجح القادة العسكريون ورئيس هيئة أركان الجيش دان حالتوس في ضبط جدولا زمنيا لهذه المعركة. ويعتبر مراقبون عسكريون ان السبب في ذلك يعود إلى جهل إسرائيل بما يمتلكه حزب الله من أسحلة. فلم تستطع الأجهزة الأمنية الاستخبارية في إسرائيل تحديد عدد الصواريخ التي يمتلكها حزب الله وما هي نوعياتها. ففي حين تخرج تصريحات لتعلن ان حزب الله لديه 12 ألف صاروخ تقول تضريحات أخرى أنه يمتلك أكثر من 20 ألفا وجزء كبير منها من الصواريخ بعيدة المدى.
وفي إسرائيل أيضا وتحديدا لدى المستويين السياسي والعسكري هناك خشية من ان تستمر الحرب لخمسة شهور على الأقل. وياتي استنتاج إسرائيل هذا من تصريحات حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله من أنه قادر على إدارة معركة طويلة الأمد. واعتادت إسرائيل على نصر الله الصدق خاصة فيما يتعلق بموضوع مفاجآت الحرب والتي كان أبرزها تدمير البارجة الحربية في عرض البحر قبالة شواطيء بيروت.
كل ذلك جعل إسرائيل في حالة جهل تام لموعد انتهاء المعركة فعناصر سياسية إسرائيلية تعتقد أن الحرب الحالية ستنتهي مع نهاية الأسبوع ، الخميس أو الجمعة وذلك بعكس تصريحات كافة المسؤولين الإسرائيليين يوم أمس. لكن إسرائيل تخشى أن يستغل حزب الله انتهاء المعارك ووقف إطلاق النار من أجل التسلح بالصواريخ والوسائل القتالية، ويستمر في تدريب قواته، ويجدد تهديداته للجبهة الداخلية في إسرائيل. وبالتالي فأن إسرائيل غير قادرة على تحديد موعد لهذه الحرب خاصة في ظل الخلافات الداخلية.أما داخل الجيش وقيادته العسكرية فأن هناك حاجة إلى 15 يوما على الأقل من اجل نجاح الحملة العسكرية ضد لبنان مع زيادة حجم القصف، وخاصة استهداف الصواريخ البعيدة المدى وكبار عناصر الذراع العسكري لحزب الله.

ونقل عن وزير الأمن، عمير بيرتس، يوم أمس الثلاثاء، في جلسة تقييم للوضع مع كبار قادة الأجهزة الأمنية أنه يجب مواصلة الهجمات بدون توقف وبدون تحديد زمني!!كما نقل عن مصدر عسكري كبير قوله إنه لا يمكن القضاء على حركة شعبية ودينية مثل حزب الله.كما جاء أن هناك تفاوتاً في تقديرات الأجهزة الأمنية بشأن تأثير الغارات المكثفة على الروح القتالية لعناصر المقاومة اللبنانية.

مزيد من المفاجئات

وهناك اعتقاد لدى القياديتين السياسية والعسكرية في إسرائيل بأن مفاجئات حزب الله لم تنته بعد. خاصة أن حسن نصر الله تعهد بالمزيد ولن يتوقف عند حيفا وكان قد قال:quot; أردتموها حربا مفتوحا ونحن قبلنا بالحرب المفتوحةquot; موضحا أن ضربات حزب الله ستصل إلى quot;حيفا وما بعد حيفاquot; ووعود نصر الله بهذا الشأن تحقق الجزء الأكبر منها ووصلت صواريخه فعليا إلى حيفا لكن لم تصب أهدافا بعد حيفا رغم الاعتقاد الإسرائيلي بأن حزب الله لا يعرف الكذب وعندما قال نصر الله أن الصواريخ ستصل إلى ما بعد حيفا فأنه سيصدق في ذلك. ومما جعل هذه الحرب تدور في نفقها المظلم هو أن إسرائيل لا زالت تنتظر من حزب الله ضربات جديدة لكنها لا تعرف طبيعة هذه الضربات وحجم الخسائر التي ستحدثها والأماكن التي سوف تستهدفها.