البرلمان العراقي يطلب إعتذارا أميركيا لمداهمة منزل نائبة
المشهداني : نتعرض لمخاطر اندلاع حرب أهلية

أسامة مهدي من لندن : حذر رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني من مخاطر تعرض العراق حاليا لاندلاع حرب اهلية قال انه لن ينجو منها احد واكد ان البلاد تعيش احتقانا وتوترا طائفيا ودينيا وقوميا ودعا الى حلها بالحوار والتفاهم والعفو والمصالحة وطالب القوات الاميركية بتقديم اعتذار عن مداهمة منزل نائبة عن التيار الصدري واعتقال حراسها الشخصيين واستدعاء قائد القوات المتعددة الجنسيات الجنرال وليم كيسي الى المجلس لمساءلته .
وفي كلمة له لدى بدء مؤتمر المرأة العراقية حول المصالحة الوطنية الذي تنظمه في بغداد اليوم وزارة الدولة لشؤون المرأة قال المشهداني ان البلاد تعيش في ظروف صعبة ومعقدة تهدد حاضرها ومستقبلها بشكل يقتضي من جميع شرائح ومكونات الشعب العراقي التكاتف والتماسك والتحلي باعلى درجات المسؤولية والوعي والانضباط لتجاوزها . واضاف ان سياسات واخطاء الانظمة السياسية التي تعاقبت على حكم العراق ولجوءها الى الاستبداد وكبت الحريات والاستحواذ على الثروات وتغييب سيادة القانون ومؤسسات الدولة ادت الى ضعف الروح الوطنية وتعدد الولاءات والاحساس بالظلم الاجتماعي وانتشار مشاعر الكراهية والحقد وانعدام الثقة بين العراقيين. واشار الى انه مع غياب سلطة الدولة اثر زوال النظام السابق تجلت نتائج التراكمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والعرقية السلبية للمراحل السابقة في المشهد السياسي العراقي الحالي متمثلة بالاحتقان والتوتر الطائفي والديني والقومي وعمليات القتل الجماعية الوحشية والتصفيات الجسدية والاعدامات التي تنفذها فرق الموت الجوالة لهذه الجهة او تلك.
وحذر من ان الارهابيوم يحاولون استثمار هذه الاوضاع بتغذيتها بوسائل شتى ومنها استهداف المساجد والحسينيات والرموز الدينية والمقدسات والقتل على الهوية لاثارة فتنة طائفية وتأجيج المشاعر والعواطف الدينية والمذهبية لجر البلاد الى حرب اهلية لن ينجو منها احد لو وقعت بما في ذلك دول الجوار والمنطقة عموما. ودعا الى اللجوء للحوار وتبادل الاراء والتواصل بين مختلف شرائح ومكونات المجتمع وتعزيز الثقة بين ابناءه والتجاوز عن اخطاء الماضي والتركيز على المستقبل .. مشددا على ان هذا هو الطريق لاستعادة الاستقرار وبناء الانسان والبلاد .

وقال انه في ظل الاوضاع السياسية والامنية التي يعيشها العراق حاليا، يبرز مشروع المصالحة الوطنية كضرورة وحاجة وطنية ينبغي تفعيله وتوفير اسباب نجاحه باعتباره الطريق الامثل والانسب لمعالجة المشاكل التي يعاني منها ابناء شعبنا الابي وتحقيق الاستقرار لبلادنا. وكثيرة هي الدول والمجتمعات التي مرت عبر مراحل تأريخها بظروف مشابهة لما يمر به بلدنا العزيز في الوقت الراهن وربما اكثر صعوبة وتعقيدا وكان للحوار وتبادل الاراء والتواصل بين مختلف شرائح ومكونات المجتمع وتعزيز الثقة بين ابناءه والتجاوز عن اخطاء الماضي والتركيز على المستقبل هو الطريق لاستعادة الاستقرار وبناء الانسان .
وخاطب المؤتمرات قائلا quot;ان دوركن كبير ومهم في استباب الاوضاع في وطننا والمشاركة في اعماره سواء من خلال دعمكن لمشروع المصالحة والمساهمة في انجاحه او من خلال عملكن في مجلس النواب او غيرها من مجالات الحياة. ودوركن هذا نابع من حجمكن وتأثيركن داخل المجتمع، ولسنا هنا بصدد الحديث عن اقرار حقوقكن او تحديد حجم المسؤولية المناطة بكن، فهذه مسألة اصبحت من المسلمات التي اكدنا عليها مرارا في بداية تسلمنا لرئاسة مجلس النواب.ويحق لنا التأكيد على ضرورة ادلاءكن باراءكن وابداء ملاحظاتكن واهمية مساهمتكن الفاعلة في رسم وتوجيه مسار المصالحة والحوار الوطنيquot; .

.. وكلمة للرئيس جلال طالباني
وفي المؤتمر نفسه الي انعقد تحت شعار (المرأة بالمحبة تبني و بالمصالحة تعمّر) قال الرئيس العراقي جلال طالباني في كلمة القتها مستشارته لشؤون المرأة سلمى جبّو اشار فيها الى إن المرأة بطبعها و طبيعتها، رافضة للعنف والغلو حاضنة لأفكار المحبة والتسامح وقد اجترحت مآثر كبرى خلال التاريخ المعاصر بدءاً من ثورة العشرين ومروراً بكل عهود الكفاح من اجل الانعتاق الكامل و مقارعة الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية .
واضاف انه من اجل الخروج من دوامة العنف لا بد من التقيد بالمبادئ العملية النبيلة التي تضمنها مشروع المصالحة الوطنية الطامح إلى تجاوز الضغائن و الاتفاق على الثوابت الوطنية المشتركة التي يقوم عليها العراق الديمقراطي الاتحادي التعددي. وقال إن نجاح مشروع المصالحة سوف يهيئ إمكانات تحقيق السيادة الكاملة للعراق ما يلغي الحاجة إلى وجود القوات متعددة الجنسيات وهي الأرضية التي تتسارع فوقها عملية الاعمار و بناء مجتمع الازدهار و الرفاهية .. وفيما يلي نص كلمة طالباني التي ارسلت الرئاسة العراقية نسخة منها الى quot;ايلافquot; :
quot;أيتها السيدات أيها السادة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يسرني أن احيي مؤتمركم الذي ينعقد في ظرف حساس تمر به بلادنا، و يقتضي تظافر جهود الخيرين جميعاً، من اجل تحقيق الأمن و بلوغ الاستقرار و إعادة الاعمار و التطلع نحو مجتمع المساواة و العدالة و الرفاهية.
أيتها السيدات الفاضلات أيها السادة الأفاضل
لقد لعبت النساء دوراً متميزاً عبر تاريخ العراق منذ العصور القديمة و حتى يومنا هذا.
و هي اجترحت مآثر كبرى خلال التاريخ المعاصر بدءاً من ثورة العشرين و مروراً بكل عهود الكفاح من اجل الانعتاق الكامل و مقارعة الأنظمة الاستبدادية و الدكتاتورية. و بعد سقوط نظام الطغيان أتيحت أمام المرأة العراقية آفاق واسعة و منحت حقوقاً كانت محجوبة عنها، و غدت مشاركة فعالة في هيئات السلطة من برلمان و حكومة و إدارات، و لها حضور كثيف و واسع في الإعلام و منظمات المجتمع المدني، ناهيك عن الحقول التي كانت المرأة دوماً رائدة فيها مثل التعليم و الطب و الأبحاث و غيرها.
بيد أن الحق الأول للمرأة، كما لكل إنسان، و هو حق الحياة ما زال مهدداً بفعل الإرهاب و عمليات العنف المستمرة و القتل العشوائي، و بسبب استمرار الاحتقان الطائفي,
وللخروج من دوامة العنف لا بد من التقيد بالمبادئ العملية النبيلة التي تضمنها مشروع المصالحة الوطنية الطامح إلى تجاوز الضغائن و الاتفاق على الثوابت الوطنية المشتركة التي يقوم عليها العراق الديمقراطي الاتحادي التعددي. و إن نجاح مشروع المصالحة سوف يهيئ إمكانات تحقيق السيادة الكاملة للعراق ما يلغي الحاجة إلى وجود القوات متعددة الجنسيات. و تلك هي الأرضية التي تتسارع فوقها عملية الاعمار و بناء مجتمع الازدهار و الرفاهية. و إن للمرأة دوراً مهماً في ذلك كله، و هي بطبعها و طبيعتها، رافضة للعنف و الغلو، حاضنة لأفكار المحبة و التسامح. و لكي تؤدي المرأة رسالتها يجب أن تزال من أمامها كل العوائق و تفتح كل الأبواب لكي تمارس دورها المتكافئ بالكامل مع الرجل في جميع الميادين.
أتمنى لمؤتمركم النجاح و التوفيق في أداء مهمته النبيلة، و لنساء العراق موفور الصحة و السعادة و الجمال.
جلال طالباني
رئيس جمهورية العراقquot;

رئيس مجلس النواب يطالب القوات الاميركية باعتذار

استنكر رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بشدة مداهمة منزل عضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية النائبة زينب كريم جبوري من قبل القوات الاميركية واعتقال عدد من حراسها الشخصيين. واعرب المشهداني في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; عن استيائه الشديد لهذه الممارسات غير المبررة واصفا اياها بانها خرق خطير للدستور العراقي الذي اعطى حصانة كاملة لعضو المجلس كونه ممثلا للشعب العراقي. ووجه رسالة الى الجانب الاميركي يستدعي فيها قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال كيسي لتوضيح ملابسات واسباب الحادثة والاتفاق على الية تضمن عدم تكرار مثل هذه الاساءات والتصرفات من قبل قواته بحق ممثلي الشعب. وطالب المشهداني في رسالته الجانب الامريكي بتقديم اعتذار رسميبشأن الحادثة واطلاق سراح الحرس الشخصي للنائبة فورا.