إسرائيل لا تنوي وقف تحليق طيرانها فوق لبنان

إسرائيل أحبطت 10 عمليات تفجيرية

واشنطن لإقناع حلفائها بعقوبات جديدة على سوريا

الناقورة (لبنان): أعرب قائد القوة الدولية المعززة في لبنان (يونيفيل) الجنرال الفرنسي الان بلليغريني اليوم عن امله في اتمام انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بنهاية ايلول(سبتمبر). وقال الجنرال بلليغريني في بيان صادر اثر اجتماع مع ضباط من الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي في الناقورة على الحدود مع اسرائيل، quot;عقدنا اجتماعا بناء اليوم (..) واعتقد انه من خلال التعاون المطلوب من الطرفين، سنرى الجيش الاسرائيلي يغادر جنوب لبنان بنهاية هذا الشهرquot;.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس يوم الثلاثاء ان اسرائيل تأمل في استكمال الانسحاب خلال الاسبوع المقبل ولكن اسرائيل لم تتفق بعد وقوة حفظ السلام الدولية على قواعد الاشتباك في جنوب لبنان وهي التي تمكن القوات الاسرائيلية من استكمال الانسحاب المزمع.

وتنسحب القوات الاسرائيلية تدريجيا من الاراضي التي احتلها الجيش خلال الحرب التي استمرت لاكثر من شهر ضد مقاتلي حزب الله وانتهت بهدنة في 14 اغسطس اب. وانسحب الجيش الاسرائيلي من ما يقدر بنحو 90 في المئة من الاراضي التي احتلها أثناء الحرب حيث سلمها لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة تحت قيادة قوة اليونيفيل 2 وهي نسخة موسعة من قوات حفظ السلام الاصلية التي كانت موجودة بالفعل في المنطقة.

ويدعو قرار مجلس الامن الدولي الذي قاد للهدنة الى نشر قوات للامم المتحدة قوامها 15 الف فرد لتنضم الى عدد مماثل من جنود الجيش اللبناني في الجنوب.

وكانت مصادر برلمانية اسرائيلية نقلت عن وزير الدفاع عمير بيريتس قوله ان القوات الاسرائيلية ستنهي انسحابها من جنوب لبنان quot;بحلول الجمعة او مطلع الاسبوع المقبلquot;، اي بعد شهر ونصف من وقف العمليات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله اللبناني والذي وضع حدا للحرب التي شنتها لبنان على اسرائيل بين 12 تموز(يوليو) و14 اب(اغسطس). وعقد الاجتماع صباح الثلاثاء في الناقورة لوض جدول زمني لانسحاب الجيش الاسرائيلي من اخر المواقع التي لا يزال يحتلها في المنطقة الحدودية.

ولا يتخاطب الضباط اللبنانيون والاسرائيليون مباشرة كما انهم يتفادون حتى النظر الى بعضهم، خلال هذه الاجتماعات التي تجري تحت اشراف قوة الامم المتحدة مرة كل اسبوع منذ منتصف اب(اغسطس). وقال عمير بيريتس امام اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع ان الانسحاب تاخر quot;في غياب اتفاق مع القوة الدولية في لبنان حول قواعد quot;عمل قوات الامم المتحدة والجيش الاسرائيلي في حال خرق حزب الله لوقف اطلاق النارquot;.

وقال بيريتس ان الجيش الاسرائيلي لا يزال ينشر بضع مئات من جنوده في لبنان حيث توغلت قواته اثر قيام حزب الله باسر جنديين في 12 تموز(يوليو).

والاثنين قال ضابط فرنسي في القوة الدولية ان الجيش الاسرائيلي لا يزال متمركزا في عشرة مواقع على الشريط الحدودي داخل الاراضي اللبنانية وخصوصا في كفركلا ومركبا وبليدا ومارون الراس ورميش ورامية ومروحين وكذلك في يارين. واضاف ان المواقع الاسرائيلية تمتد على quot;اكثر من نصف الشريط الحدودي، بعمق كيلومتر الى ثلاثة كيلومتراتquot; داخل الاراضي اللبنانية.

وكانت اسرائيل اشترطت لانجاز انسحابها ان يصل عدد الجنود الدوليين الى خمسة الاف، وهو ما تحقق الاسبوع الماضي. وقال القومندان فيليب لوبرا، مساعد قائد قوة الامم المتحدة المعززة (يونيفيل)الاثنين ان quot;الطرفين (الاسرائيلي واللبناني) تأخرا، لكن عملية الانسحاب لم تتوقف. العملية ليست متعثرة ولكن الترتيبات تأخذ وقتاquot;.

واوضح ان الجيش اللبناني الذي يفتقر الى التجهيزات quot;غير قادر على السيطرة على الاراضي التي كان يسيطر عليها حزب اللهquot;، ومن جهة ثانية فان اسرائيل quot;تعمل على تعزيز دفاعاتها نظرا لان الجيش اللبناني كان لسنوات عاجزا عن ضمان الامن في المنطقةquot;. وحذر وزير الدفاع اللبناني الياس المر الاسبوع الماضي من ان بيروت ستلجأ الى مجلس الامن الدولي اذا لم تسحب اسرائيل قواتها من لبنان خلال اسبوع.
وقال المر ان ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن ابلغه بان quot;الموعد الأقصى للانسحاب سيكون يوم الجمعةquot;، 29 ايلول(سبتمبر).

وبدأ الجيش اللبناني نشر 15 الف جندي بصورة تدريجية منذ منتصف آب(اغسطس). وتمركز الجيش اللبناني في خمسة مواقع في القطاع الغربي من الشريط الحدودي بمحاذاة الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة بعد الانسحاب الاسرائيلي في 2000 ليكون بمثابة حدود بين البلدين.

ويشكل هذا الانتشار عودة للجيش اللبناني الى الجنوب الذي فقدت الحكومة السيطرة عليه منذ نحو اربعين سنة والذي انتشر فيه مقاتلو حزب الله بعد الانسحاب الاسرائيلي سنة 2000. والشريط الذي لا تزال تحتله اسرائيل في الجنوب منطقة حساسة جدا حيث شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله خلال الحرب.

وتمتد المواقع التي لا يزال ينتشر فيها الجيش الاسرائيلي في القطاعين الشرقي والاوسط من الحدود حيث عملت اسرائيل على تعزيز مواقعها وبتفجير مواقع سابقة لحزب الله. وتنشط دبابات الجيش الاسرائيلي يوميا في المنطقة حيث تقوم جرافات بتسوية التربة. واحتجت الحكومة اللبنانية على هذه الاعمال التي اعتبرتها quot;انتهاكاتquot;. واكدت الامم المتحدة ان بعض هذه الاعمال تشكل quot;انتهاكاquot; لوقف الاعمال الحربية لانها تجري على الاراضي اللبنانية.