المعارضة احتلت بيروت وخسرت القدرة على المشاركة
حكومة السنيورة أقوى من أي وقت
شعور يشبه كما لو ان اعتداء خارجياً قد تعرض هؤلاء له، وفي بعض المناطق لم يسلم الأمر من اشتباكات بين المواطنين العائدين او الذاهبين إلى اعمالهم والمضربين الذين أحرقوا النفايات والإطارات المطاط على الطرق. المحال في بيروت كانت مقفلة تقريباً، ليس تضامناً مع المضربين بالضرورة. بل يمكن ان يلاحظ المار في الجو نوعاً من الغضب المكتوم الذي جعل الناس تلتزم بيوتها وتترك اعمالها. وبدا أن الأمر لن يطول كثيراً قبل ان تتصاعد الإشتباكات الصغيرة ويغرق البلد برمته في ما يشبه حرب تطهير طائفية بالعصي والحجارة.
امام هذا المشهد القاتم ظل قادة المعارضة يصرون على سلمية التحرك، ويعترضون على مواطنين آخرين، مسالمين هم ايضاً، لأنهم يريدون عبور الطرق ويدعون إلى فتحها. بل وتستغرب قوى المعارضة سلوك الجيش اللبناني الذي يحاول فتح الطرق. فيما تستغرب قوى الغالبية تأخر الجيش في فتحها ومحاولة فتحها. في الحالين وجد الجيش نفسه بين نارين لا يستطيع ان يصدها في وقت واحد.
الخلاصة ان ما كان مقدراً منذ ان قررت المعارضة التي يتزعمها quot;حزب الله الشيعيquot; الاعتصام في وسط بيروت لإسقاط الحكومة بات امراً واقعاً. ولم يعد ينفع التكرار الممل عن انقسام سياسي لا طائفي في البلد. يبالغ quot;حزب الله quot;وقادته في التعامي عنه وانكاره كل مطلع صباح. بل ان ما بدا في بداية الاعتصام المفتوح في وسط بيروت الذي تنفذه المعارضة منذ اكثر من ستة اسابيع كما لو انه اعتراضاً طائفياً على سياسة الحكومة، اصبح اليوم انقساماً واضحاً ولا لبس فيه ولم يعد فيه للسياسة مكان يمكن الحديث عنه.
دخلت المعارضة هذا الحمام برجليها، ولم يقسرها على دخوله احد. ومنذ أمس لم يعد ثمة من يستطيع ان يحقق نصراً على الآخر في هذه المعركة. بل ان نتيجتها المحتومة لن تكون اقل من تغييرات ديموغرافية تطاول بنية المدن اللبنانية التي ما زالت تشهد بعض الاختلاط، فضلاً عن تغييرات اجتماعية اخرى بالغة العمق لن يستطيع اللبنانيون ازالة آثارها في القريب العاجل. ولم يعد امام quot;حزب اللهquot; وحلفائه غير احتلال مناطق الخصوم والصمود فيها ليثبتوا انه بالإمكان التحدث عن نصر من نوع ما او عن تحقيق بعض المطالب على نحو ما. لكن ما بات ثابتاً وغير قابل للنقاش ان الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة باتت اقسى عوداً على المستوى الشعبي اللبناني من قدرة quot;حزب اللهquot; وغيره على كسرها.
السنيورة وشيراك خلال لقائهما اليوم |
لقد خسرت المعارضة في الحرب الأهلية التي خيضت بالعصي والحجارة اي احتمال أمام حكم لبنان كاملاً او حتى المشاركة في الحكم. ولم يعد ثمة امامها غير استمرار الاحتلال.
التعليقات