خلاف عراقي عراقي في حوار المنامة

الهاشمي يطالب بردع المتدخلين في الشأن العراقي

مهند سليمان من المنامة: طغت العراق وشؤونها الامنية على معظم جلسات منتدى حوار المنامة وشهدت الجلسات خلافا عراقيا عراقيا بين نائب رئيس الجمهورية د. طارق الهاشمي مستشار الأمن القومي العراقي د. موفق الربيعي حول اسباب العنف في العراقي حيث ارجعها الهاشمي إلى الطائفية والسياسة فيما ارجعها الربيعي الى اعمال اجرامية منظمة.

ولم تغب ايران في أي من محاور النقاش التي خصصت للشأن العراقي، ففي الوقت الذي طالب فيه الهاشمي مجلس الأمن باصدار قرار يحظر التدخل في الشؤون العراقية، قال الربيعي اننا مع ايران حتى يوم القيمة ويجب ان ننمي علاقاتنا، مشيرا الى ان ايران ساهمت بشكل ايجابي في تعزيز الامن عبر التأثير على حلفائها.

وقال نائب رئيس جمهورية العراق د. طارق الهاشمي ان مسألة توقيع المعاهدة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية لازالت في علم الغيب-حسب وصفه-، مشيراً ان الدولة لم تدخل بمباحثات بعد مع الجانب الاميركي، داعياًُ الى أن يعذر العراقيون في توقيعهم على بنود مثل هذه الاستراتيجية باعتبار ان وضعهم العام سيء. وقال الهاشمي خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش مؤتمر حوار المنامة اليوم انه يحترم حكم المحكمة الجنائية على وزير الدفاع السابق، وان الخلاف ليس سياسياً ولا يتركز في مادة الدستور، بل ان الخلاف مرتكز على فهم الدستور عند كل طرف، مشيراً انهم سيعملون على تنفيذ الدستور الحالي رغم انهم يختلفون على بعض بنوده، مشدداً على احترام هذا الدستور.

وعن ماذا كان هناك خوف من أن تتحول مجالس الصحوة الى مليشيات طائفية ، نفى الهاشمي ذلك، وعلل ان هؤلاء الشباب المتطوعون ينطلقون من مبدأ الولاء للوطن، وغير مرتطبين باحزاب سياسية او أي اطراف خارجية، مشيراً الى انهم سيصبحون موظفين نظاميين في وزارة الداخلية والدفاع، وستطبق عليهم الانظمة والقوانين المعمول بها في العراق .

من جهته اكد مستشار الامن القومي العراقي د. موفق الربيعي على ان اسباب العنف في العراق ليست اجرامية جنائية فحسب، على الرغم من ان هذا النوع يحصد قتلى في العراق، لكن الاسباب مختلفة وتلعب خلفها اجندات متباينة، اسباب سياسية وطائفية .

وعن آخر ما وصل اليه الامر بالنسبة للازمة التركية العراقية، اشار الهاشمي الى انه التقى وزير الدفاع التركي على هامش المؤتمر الذي بدوره رحب بالاجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة على الحدود العراقية. واكد أن العراق ينتمى الى المدرسة الخليجية بشأن معالجة الازمة الخاصة بالملف النووى الايرانى والتى تدعو الى الجلوس الى طاولة المفاوضات من أجل التوصل الى حل سلمى لهذه الازمة.

وطالب الربيعى بعهد أمنى اقليمى بين العراق ودول المنطقة على غرار عهد بغداد القديم من أجل تحقيق الامن والاستقرار بحيث يتضمن جدول أعمال لمكافحة الارهاب والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وغيرها معربا عن اعتقاده أن هذا هو الطريق المناسب للمنطقة والا ستبقى فى وضع تسود فيه الصراعات الطائفية. وأكد الربيعى أن أمن الخليج بما فيه العراق غير قابل للتقسيم اذ انه يمثل وحدة موحدة مشددا على انه بدون التصالح الاقليمى فلا تصالح وطنى محذرا من ان المنطقة ستشهد فى حال انقسامها تدهورا بالغا يفضى الى نزاع بين السنة والشيعة.

ولفت الربيعى الى أن أكثر من 70 فى المئة من العنف الدموى فى العراق قد انتهى كما أن مستوى العنف فى بغداد بات مماثلا لمستوى العنف فى أى عاصمة كبيرة من العالم مشيرا الى أن أغلب العمليات الارهابية التى تقع حاليا ليس لها دوافع طائفية وانما جماعات منظمة لها أهداف سياسية. ودعا الربيعى الولايات المتحدة الامريكية الى الدخول فى حوار مع ايران وسوريا من أجل تعزيز أمن المنطقة معتبرا انه بدون هذا الحوار فان الشك سيظل يحوم حول أمن المنطقة. وكشف مستشار الامن القومى العراقى أن حكومة العراق تسعى لتوقيع اتفاقية شراكة أمنية استراتيجية مع الولايات المتحدة من شأنها أن توفر أجواء الامن فى العراق.

وزير الدفاع التركي : ما يجري في الشمال مقدمة لانقسام العراق

هذا و أكد وزير الدفاع التركى وجدى جونول فى كلمته أمام الجلسة أن تركيا تعول على استقرار العراق من أجل تحقيق الامن والاستقرار فى المنطقة بأكملها معربا عن رفض بلاده لتقسيم العراق قائلا(ان تفكك الاراضى العراقية قد يسرع الحركات القومية الصغيرة وهذا بدوره سيوءثر على المنطقة) مضيفا (لا يجب أن نغض النظر عن ما يجرى فى شمال العراق لانه مقدمة لانقسام العراق).
وقال جونول ان الحرب الامريكية العراقية فى عام 2003 خلفت ورائها فراغا عزز من قوة حزب العمال الكردستانى واتاح له حرية الحركة للقيام بعملياته الدموية التى أسفرت عن سقوط 140 عنصرا من قوى الامن التركية و30 من المدنيين، مشددا على أن تركيا عاقدة العزم على اتخاذ كافة التدابير الامنية للقضاء ما يمثله الحزب من تهديد خلف حدودها مع العراق.

وأكد أن تركيا لا تهدف من وراء عملياتها العسكرية فى شمال العراق الى غزو العراق أو تقسيمه وانما تهدف الى القضاء على الوجود الارهابى للحزب فى شمال العراق داعيا الحكومة العراقية الى العمل على تعطيل انشطة الحزب فى العراق.

وأعرب جونول عن أمله فى أن تصبح المصالحة الوطنية واقعا ملموسا بين جميع الجماعات السياسية فى العراق من أجل تحقيق الامن و الاستقرار الا انه لم يخف قلقه من تواصل أعمال العنف وتصاعد الارهاب فى العراق قائلا( ان ذلك يشعرنا بالقلق).

وقال ان تركيا تطمح الى عراق موحد ومستقر ديمقراطيا اذ أن تركيا تنظر الى علاقاتها بالعراق فى اطار متعدد من حيث الامن والطاقة والعلاقات الثقافية والاجتماعية وغيرها، داعيا الى دعم الحكومة العراقية فى ضبط الحدود بشكل أفضل.

ولفت وزير الدفاع التركى الى ان بلاده أجرت اتصالات ثنائية مع المسئولين العراقيين خلال الاشهر المنصرمة بهدف مساعدة العراق فى جهوده نحو الاستقرار والديمقراطية وأعلن من جهة أخرى أن تركيا تنوى افتتاح قنصلية فى البصرة قبل نهاية العام الجاري. وقال ايضا ان بلاده تنسق مع الجانب الاوربي فيما يخص ازمة حزب العمال الكردستاني باعتبارها دولة تسعى للانضمام الى هذا الاتحاد.

الصين: التصالح الوطني هو اهم ما يحتاجه العراق

من جانبه أعلن مساعد وزير الخارجية الصيني جنهاي جن أن الصين تؤيد دوراً أكبر أكبر للأمم المتحدة في العراق، داعياً المسؤلين في الحكومة العراقية والشعب العراقي عامة الى ثلاث نقاط مهمة ، اعادة الاعمار وتحسين الوضع الأمني، والتصالح الوطني، مشيرا ان التصالح الوطني هو أهم ما يحتاجه العراق في الوقت الحالي.

ورداً على سؤال حول ما اذا كانت الصين ستوافق على زيادة الضغوط على ايران لوقف تخصيب اليورانيم، أكد جن ان موقف الصين واضح بشأن الملف النووي الايراني، مشيرا الى ان هناك فوارق في وجهات النطر بين الدلو الخمس، وان الصين لعبت دور تخفيف الازمات بين الفرقاء للوصول الى ارضية سليمة.