إجراءات أمنية مشددة بعد اشتباك مسلمين وأقباط
احتقان طائفي جديد بالإسكندرية يوقع 9 مصابين
إيلاف ترصد ميدانياً الأحداث الطائفية بالإسكندرية إعتقال ستة بعد حادث بين مسلمين ومسيحيين في مصر
نبيل شرف الدين من القاهرة: تجددت المصادمات الطائفية في مصر إثر مواجهات بين مسيحيين ومسلمين في مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر، مما أسفر عن إصابة تسعة جرحى من الجانبين، بينما أوقفت أجهزة الأمن نحو ثلاثين شخصاً بين مسلمين ومسيحيين، وفرضت أجهزة الأمن طوقاً مشدداً في مكان الحادث تحسباً لوقوع مزيد من التداعيات السلبية .وبدأت المشاجرة في ساعة متأخرة من يوم الجمعة بعد أن اشتبك عدد من الشباب المسلمين مع شاب مسيحي كان قد اصطحب معه سيدة مسلمة إلى شقته في حي سيدي بشر بالإسكندرية.
واستدعى الجانبان مؤيدين لهم، الذين تبادلوا إلقاء الحجارة والزجاجات، وأدت المشاجرة لتعطيل حركة السير وأُصيبت عدة سيارات بأضرار جسيمة .وسبق أن شهدت مدينة الإسكندرية عدة مصادمات طائفية حين تظاهر آلاف من المسلمين أمام كنيسة ماري جرجس، بحي محرم بك بالإسكندرية، احتجاجا على قيام الكنيسة بعرض مسرحية قيل إنها تحمل إساءات للإسلام والمسلمين، وبعدها اعتدى أحد المسلمين على المصلين في كنيسة بالإسكندرية
سلسلة مصادمات
وكانت أولى وأخطر المصادمات الطائفية قد جرت في مطلع السبعينات من القرن المنصرم، حين تعرضت كنيسة في منطقة الخانكة شرق القاهرة للحريق، واعتبرت القيادة السياسية وقتئذ أن هذا الحادث شأن سياسي يعالج سياسيا وبالفعل شكلت لجنة تقصي حقائق برئاسة القانوني البارز جمال العطيفي، وأعدت اللجنة تقريرا مهما عن المسألة القبطية بكافة أبعادها، غير أن التقرير لم تجر مناقشته ولم يؤخذ بأي من التوصيات الواردة فيه بل سلم الملف القبطي لأجهزة الأمن أسوة بملف الاصولية الاسلامية التي خاضت مواجهات دامية ضد السلطة خلال العقود الثلاثة الماضية .
وسبق أن تظاهر حشد من الشباب الأقباط في مدينة الفيوم جنوب القاهرة احتجاجًا على ملابسات أحاطت واقعة اختفاء فتاتين قبطيتين تدعيان ماريان مكرم وتيريزا عياد، يعتقد أنهما اعتنقتا الإسلام، إلا أن قضية الفتاتين انتهت وفقًا لبيان أصدرته حينئذ وزارة الداخلية عند حد quot;جلسة النصح والإرشادquot; التي جرى خلالها إقناع الفتاتين بعدم المضي قدمًا في إجراءات إشهار إسلامهما .
كما شهدت القاهرة مظاهرات حاشدة نظمها الأقباط في كانون الأول (ديسمبر) 2004 احتجاجًا على ما اشتهر بقضية quot;زوجة الكاهن قبطيquot;، المدعوة وفاء قسطنطين، وطالبوا سلطات الأمن بإعادة الزوجة إلى الكنيسة مما تسبب في أزمة بين الكنيسة والسلطات، خاصة بعد اعتقال عدد من المتظاهرين واعتكاف البابا شنودة الثالث في الدير احتجاجا على اعتقالهم، لكن الأزمة انتهت بعد أمر النائب العام بالإفراج عن المحتجزين، وعودة السيدة إلى الكنيسة وإنهاء البابا اعتكافه .
وسبق أن أثارت عدة توترات طائفية بين المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون ـ وفقاً لتقديرات غير رسمية ـ نحو عشرة في المائة من سكان مصر الذين يزيد عددهم على 73 مليون نسمة، في حين تؤكد الكنيسة القبطية أن العدد يصل إلى عشرة ملايين نسمة على الأقل، أثارت عدة مصادمات دامية حينئذ ، ففي عام 1999 قتل 19 قبطيا ومسلمان، وأصيب 33 آخرون كما دمرت عشرات المحال التجارية خلال اشتباكات استمرت لعدة أيام في قرية الكشح في محافظة سوهاج على بعد نحو 400 كيلومتر جنوبي القاهرة، فضلاً عن أحداث أخرى أقل خطورة جرت في أماكن متفرقة من البلاد .
التعليقات