طلال سلامة من روما: حتى لو نجحت حكومة برلسكوني في استئصال المشاكل الاجتماعية والأمنية quot;جراحياًquot; فان الوضع الاقتصادي الراهن، الذي تعيشه أوروبا عموماً وإيطاليا خاصة، سيجعل كل الجهود التي بذلها برلسكوني وفريقه التنفيذي تصل الى طريق مسدودة. بمعنى آخر، ستشهد ايطاليا انفجاراً مدوياً، على جميع الأصعدة، منها الأمنية والاجتماعية مجدداً! هذا ما يعتقده فالتر فلتروني، رئيس الحزب الديموقراطي اليساري، الذي يتهم الائتلاف اليميني بعدم السعي بجدية الى قطع الضرائب والاستثمار في البنى التحتية. هكذا، لن يستطيع المحرك الإيطالي الانطلاق مجدداً مما سيوسع الشرخ، أكثر فأكثر، بين ايطاليا وباقي الدول الأوروبية. ويبدو أن حكومة برلسكوني تتفاعل مع الأزمة المالية بصورة هزيلة ومتسرعة وquot;جاهلةquot;. بالطبع، يربط فلتروني هذا السلوك بحرب شوارع يشنها برلسكوني على اليسار الإيطالي. لذا، فكيف لبرلسكوني أن يعطي الوقت الكافي للإصغاء الى خبراء ومستشارين قادرين على إبعاد البلاد، ولو جزئياً، عن أزمة ستجعل من ايطاليا دولة quot;متخلفة تماماًquot; مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي الأخرى. ويعزي فلتروني quot;تهجمquot; برلسكوني على كل من يفكر بصورة مختلفة عنه الى شواذ أصاب النظام السياسي المحلي.
على الصعيد الإحصائي، يعتمد فلتروني على آخر المعطيات التي تشير الى أن بورصة ميلانو خسرت 5.7 في المئة من رأسمالها. كما هوت اليوم، الى الحضيض، أسهماً إيطالية هامة كما مصرف quot;يونيكريديتquot; وشركة quot;تليكومquot; للاتصالات. في حين يدعي برلسكوني أن تصريحاته، في الأيام الأخيرة، ساعدت في إنقاذ أسهم مصرف quot;يونيكريديتquot;. بيد أن الأحداث أكثر تعقيداً مما يعتقده البعض هنا، ولا بد من حكومة روما التخلي عن عملياتها الترويجية الطفولية والأخذ بعين الاعتبار ما تسارع الحكومات الأوروبية الأخرى الى تبنيه لمواجهة انهيار جزء من البنى التحتية.
برغم من القمة الأوروبية الطارئة، التي جمعت ميركل وبرلسكوني وساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني، تدهورت البورصات الأوروبية الى وضع أسوء مما كانت الحال عليه، قبل يوم السبت الماضي. لذلك، لا ينبغي على برلسكوني quot;طمأنةquot; الإيطاليين كلامياً، بهدف جني أعلى درجات الثقة منهم، إنما ملاحقة ما ينذر بالانهيار الكامل هنا الذي قد تكون له تداعيات سياسية خطرة جداً.
التعليقات