وسط مصادمات دامية في quot;الكفرةquot; لحرمان قبائلها من الخدمات
أكثر من ملياري دولار قيمة أحدث صفقة أسلحة روسية لليبيا
نبيل شرف الدين من القاهرة :في خطوة جديدة تثير سجالاً واحتجاجات داخل كواليس النظام الحاكم في ليبيا بعد أن سربت دوائر رسمية في موسكو أنباء من مجمع التصنيع العسكري الروسي أبن مبلغ صفقة الأسلحة الجديدة التي ستشتريها ليبيا من موسكو سيزيد على ملياري دولار أميركي، في الوقت الذي كشفت فيه جماعة ليبية مناوئة للعقيد الليبي معمر القذافي، عن وقوع مصادمات دامية بمدينة quot;الكفرةquot; جنوب ليبيا، على خلفية قرار حكومي بحرمان المنتمين لقبائل quot;التبوquot; من الحصول على حقهم في التعليم الأساسي والالتحاق بالمدارس الحكومية، وغير ذلك من الخدمات الحكومية .

وتجدر الإشارة إلى أن الديون المستحقة لروسيا لدى ليبيا ـ حسب تقديرات الخبراء الاقتصاديين ـ تبلغ ما يعادل 5ر4 مليار دولار أميركي، وأن المعدات الحربية السوفيتية الصنع تشكل في الوقت الراهن 90 بالمائة من مجمل البنية التحيتية لتسليح الجيش الليبي، إذ كان الاتحاد السوفيتي قد جهز ليبيا خلال الفترة من 1981 الي 1985 بمعدات حربية بمبلغ 6ر4 مليار دولار أميركي .

وأجاز تعليق عقوبات الأمم المتحدة في 1999 لليبيا ان توسع جهودها للحصول على معدات متصلة بالصواريخ الباليستية ومواد وتكنولوجيا وخبرات من مصادر أجنبية، وكانت المعونات الخارجية خاصة من هيئات في كوريا الشمالية وصربيا والهند وايران والصين حاسمة في تطوير برامج الصواريخ الباليستية لديها، وترجح دوائر استخباراتية غربية أن قدرات ليبيا لا تزال محصورة بصواريخ من طراز quot;سكادquot;، لكن مع استمرار المساعدات الأجنبية من قبل دول بعينها تناصب الغرب العداء، فإن ليبيا قد تتمكن على الارجح من حيازة قدرة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وربما قدرات quot;سكاد بيquot; ذات مدى طويل، كما ورد في تقرير عن أحوال التسليح في منطقة الشرق الأوسط، كانت قد أصدرته الاستخبارات الأميركية أخيراً .
تفاصيل الصفقة
ونقلت وكالة (نوفوستي)الروسية عن متحدث باسم مجمع التصنيع العسكري الروسي quot; إنه من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن إبرام مجموعة كبيرة من العقود تفوق قيمتها ملياري دولار خلال زيارة العقيد الليبي معمر القذافي الى موسكو التي ستتم نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الجاريquot;، كما يجري تحضير عدد من العقود لتطوير الأسلحة الليبية التي تم توريدها إبان الحقبة السوفيتية .

ونقلت الوكالة الروسية عن مصادر عسكرية قولها إن ليبيا تبدى اهتماما بشراء أنظمة صواريخ أرض - جو حديثة من طراز (اس ـ 300 بي ام أو 2) و(تورـ ام 1) وكذلك (بوك ام 1ـ2).
وأوضحت ذات المصادر الروسية أن طرابلس أبرمت اتفاقاً عسكرياً مع موسكو لشراء سربين من المقاتلات الروسية، أحدهما من طراز (ميغ ـ 29 اس ام تي)، وآخر من طراز (سوخوي ـ 30 ام كيه)، وست طائرات تدريب حربية من طراز (ياك ـ 130)، وعشرات المروحيات من طراز (مي ـ 17) و(مي ـ 35) و(كا ـ 52) ونحو 50 دبابة من طراز (تي ـ 90 اس) إضافة لغواصة quot;ديزل كهربائية مشروع 636quot;، وكذا أنظمة الراجمات الصاروخية (جراد) وأسلحة أخرى .
ومضى المتحدث باسم مجمع التصنيع العسكري الروسي قائلاً نه يجري العمل حالياً على إعداد العقود لتجهيز مجموعة كبيرة من المروحيات والطائرات الحربية ووسائل الدفاع الجوي، وأسلحة القوات البرية والمعدات البحرية لطرابلس منذ فترة طويلة مضت .

واختتم تصريحاته بالقول quot;إنه تم بالفعل التوقيع على عدد من العقود بالأحرف الأولى، بينما هناك عقود أخرى جاهزة عمليا للتوقيع، إلا أنه وبسبب عدم اتفاق الطرفين بصورة نهائية على خطط التسديد المالي مقابل الواردات من السلاح تم تأجيل توقيعهاquot; .
انتفاضة الكفرة
أما على صعيد الاحتجاجات داخل ليبيا، فقد كشف بيان ممهور بتوقيع عيسى عبدالمجيد منصور، رئيس quot;جبهة التبو لإنقاذ ليبياquot;، وهي جماعة مناوئة للنظام الحاكم في ليبيا، عن quot;أنه امتدادا للانتفاضة الطلابية التي جرت وقائعها في مدينة quot;الكفرةquot; العام الماضي، وحفاظاً على سلامة أهل حي (قد رفاي)بذات المدينة قام طلاب مطرودون قسراً من المدارس بوضع عوائق تخفف سرعة السيارات في شارع يشق الحي المذكور حيث إن أكثر من ( 200 ) شخص من أبناء التبو قتلوا على هذا الشارع نتيجة التهور والاستهتار بالأرواحquot;، كما ورد في بيان الجبهة الليبية المعارضة .

ومضى البيان الذي تلقت (إيلاف) نسخة منه قائلاً إنه quot;في ليلة يوم الثلاثاء الموافق 14/10/2008 عقد اجتماع في مديرية الأمن بالكفرة وتم استدعاء جميع أمراء الوحدات العسكرية بالمنطقة لاقتحام الحي المذكور وتم بالفعل الاقتحام عند تمام الساعة الحادية عشرة و نصف ليلاً مع إطلاق الرصاص الحي أفقياً ما أدى لإصابة كثير من سكان الحي، وعلى إثرها وقعت مصادمات دامية بين أهالي الحي والقوات التي استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، وألقت القبض على ( 57 ) طالباً و ثلاثة نساء و ثمانية شيوخ تتراوح أعمارهم ما بين 60 إلى 80 سنة ونحو ( 30 ) شاباًquot;، كما ورد في البيان .

ومضى بيان قائلاً إن طائرات عمودية مسلحة بالصواريخ والرشاشات شوهدت تحوم فوق الحي على علو منخفض ما يوحي بأن التهديد الذي أطلقه الحاكم العسكري (بالقاسم لبعج) في طريقه إلي التنفيذ الأمر الذي يستوجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية تدخلاً فورياً لوقف هذا التهديد و منع وقوع مجزرة رهيبة هناك .