فضفضة وداع مع شبيغل الألمانية (2/2)
رايس : بوش مرهف الحس وهذه قصتي مع العنصرية وعزف البيانو
*لا مفاجأة في فوز أوباما فالسود يسيطرون على الخارجية الأميركية منذ 12 عامًا

فضفضة وداع رايس مع شبيغل الألمانية (1/2)

محمد حامد ndash; إيلاف: وفقًا لما تقوله سيدة السياسة الخارجية الأميركية quot;كوندوليزا رايسquot; فإن كثيرين في العالم لا يعرفون الجانب الآخر في حياة الرئيس الأميركي quot;جورج دبليو بوشquot;، فهو كما تراه quot;كونديquot; التي ترتبط معه بعلاقة قوية جدًا، إنسان رقيق المشاعر محب للفنون عبقري متواضع، وهي صفات قد تستفز بعضهم حينما يعرفون أن quot;بوشquot; له علاقة ما بها ..! كما أفاضت السيدة quot;كونديquot; في تفسر سر قوة العلاقة بينها وبين quot;بوشquot; فضلاً عن تطرقها
لجوانب من حياتها الخاصة مثل نشأتها الأولى ومعاناتها من العنصرية مثل غيرها من السود، وأخيرًا ما هي قصة سيدة الدبلوماسية الأميركية مع البيانو والموسيقى ؟!!

شبيغل: تحتفظين بعلاقة خاصة مع الرئيس... كيف يمكن لشخص مثلك يحب الفنون الجميلة أن يساير شخصًا يراه بعضهم على أنه راعي بقر؟

رايس: إنه يحب الفنون الجميلة، ومرهف الاحساس ويحب الموسيقى الريفية ولكني لا أحبها. أولا لقد تعرفنا أنا والرئيس جيدًا قبل أن يدخل هو إلى البيت الأبيض. تقابلت معه عندما كان مرشحًا كحاكم لولاية تكساس في عام 1995.وعندما كان يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية عام 1998، دعاني والده لقضاء إجازة في كينبانكبورت لعدة أيام، وكان بوش الابن هناك. وقد تشاركنا في ممارسة الرياضة ومضينا وقتًا في التحدث عما يجب أن تكون عليه السياسة الخارجية، ومنذ ذلك الوقت نحتفظ بعلاقة قوية .

شبيغل: إذن ما هو انطباعك عنه؟

رايس: إنه عبقري جدًا وشخص متواضع جدًا. له أصدقاء من جميع الطبقات، وأهم شيء عن الرئيس وزوجته هو أن لهم

أصدقاء منذ أن كانوا في المدرسة العليا للشباب وعندما كانوا في الكلية وعندما كانوا في مقتبل حياتهما الزوجية في تكساس، وهذا يدلني على أنه إذا كان الشخص يحافظ على أصدقائه طوال تلك الفترة فهذا يعني أنه شخص مخلص لهم. وهذا يعني الكثير بالنسبة لي أيضًا.

شبيغل: قضيت وقتًا طويلاً معه حتى في عطلات نهاية الأسبوع والأجازات، ما سر هذا الارتباط القوي..؟!

رايس: إنه لطيف جدًا ويسعد من يتواجد حوله. لقد دعاني هو وزوجته مع أسرتي إلى كامب ديفيد لحضور عيد الشكر، وجلس مع خالتي التي تبلغ من العمر 72 عامًا وشعرت تجاهه بارتياح كبير، حيث كان متواضعًا معها ومريحًا وجعلها تشعر بالترحاب. ففي السياسة هناك قول بأنه يجب عليك المضي مهما كانت هناك من أحداث مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهذا هو الرباط المشترك الذي لا يمكن فصله بينه وبيني وبين كل من كانوا جزء من أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

شبيغل: كانت نشأتك في الجنوب المعزول، ولكن والديك قدتكفلا بحمايتك من سوء المكان. ولم تقولي أبدا أنك شعرت بمرارة عن هذا الوقت. هل ساعدك ذلك على التعامل بشكل أفضل داخل المجتمع الذي يسوده البيض؟

رايس: لقد نشأت في أسرة محبة مترابطة من الطبقة الوسطى. كان والدي معلمين. فلست أنا الأولى في أسرتي التي تحصل على شهادة الدكتوراة. لقد حاولا حمايتي كما يفعل جميع الآباء المجاورين لنا مع أطفالهم. ولكنهما لن يستطيعا حمايتي تماما طوال الوقت. إن ما فعلاه هو أنه لا عذر لعدم التحصيل الدراسي، وكانا يقولان دائما بأن العنصرية هي مشكلة الآخر، وليس مشكلتك. وقد حاولا كثيرا أن يجعلاني لا أشعر بمرارة لكوني قد أواجه بعض العنصرية .

وقد كان لهذا أثره ولكن عام 1963 كان عاما عصيبا. حيث كانت هناك تفجيرات في المنطقة المجاورة لنا. لقد كانت هناك جماعة الفرسان البيض الذين يأتون من المناطق المجاورة لنا وقد أدى هذا إلى جعل والدي وأصدقاؤه يحملون أسلحتهم لحماية المنطقة والدفاع عن أنفسهم. وقد فقدت زميلة لي في الفصل في أحداث إطلاق النار في كنيسة برمنجهام. إنه شيء يصعب عليك نسيانه، إنه مازال هناك في الذاكرة قابع في أحد أركانها .

شبيغل: هل عشت تجارب العنصرية؟

رايس: بالتأكيد. ولكن عادة كانت بشكل رقيق. فأنا أتذكر فصول الدراسة في الكلية عندما كان أستاذنا يعتنق نظريات معينة عن كيف أن الزنوج أقل ذكاء بالوراثة. ولكني تعلمت منذ زمن طويل أن أعطي الناس ميزة الشك، حيث أتظاهر بأنه لا يوجد هناك من يتعامل معي على أساس عنصري.

شبيغل: هل تظنين أن أميركا مستعدة لأن يحكمها رئيس أسود؟

رايس: بالطبع إنها مستعدة لذلك. إن أميركا مكان هام جدا لهذا التغير الاجتماعي الكبير، حيث قد لا تدرك مثل هذا الاستعداد ولكنك في اليوم التالي قد تستيقظ وتجده قد حدث بالفعل. فمنذ 12 عاما لم يتولى وزارة الخارجية الأميركية شخص أبيض. ولا أعتقد أن هناك شخص يشغل نفسه بالتفكير في هذا الأمر. وهناك الكثير من المسؤولين السود يتولون رئاسة بعض الشركات مثل شركة تيم وارنر، وشركة أمريكان اكسبريس. كما أن أشهر لاعب غولف في العالم أسود...quot;تايغر وودزquot; !

شبيغل: صوت أغلب الأفارقة الأميركيين لصالح الديمقراطيين. ما الذي دفعك إلى اختيار الحزب الجمهوري؟

رايس: عام 1979، كان أول وقت كنت قد بلغت فيه السن القانونية كي أصوت في الانتخابات الرئاسية، وقد كنت منجذبة إلى الرئيس جيمي كارتر. ولكن في عام 1979، عندما اجتاح الإتحاد السوفيتي أفغانستان، كنت مرعوبة من رد فعلنا، ولهذا صوت لصالح الرئيس رونالد ريجان. وقد أخذ الأمر عدة سنوات قبل أن التحق بالحزب الجمهوري.

شبيغل: يبدو أنك طموحة جدا. فهل عندما أدركت أنك لم تتمكني من التفوق في عزف البيانو، تخليت عن ذلك وتحولت إلى الشؤون السياسية؟

رايس: درست البيانو من سن الثالثة، وعلمتني إياه جدتي. وكنت أمكث في منزلها عندما كانا والدي في العمل. وسألت جدتي والدي إذا ممكنا أن تعلمني البيانو فقالا لها ألا ترين أنها مازالت صغيرة جدا. فقالت جدتي أنني لست صغيرة، وقد كنت قادرة على قراءة النوتة الموسيقية قبل أن أتعلم القراءة. ولهذا فهي بالنسبة إلي كاللغة الأم. ولهذا التحقت بالكلية على أمل أن أكون عازفة في الفرقة الموسيقية. وفي مدرسة الموسيقى سمعت كل أولئك الأطفال الموهوبين. حيث يمكنك أن تكون جيد جدا ولكن هناك شيئ يفصل مابين أن تكون جيد جدا وأن تكون عظيما. وعلمت أنني لست عظيمة في الموسيقى.

شبيغل: ولكنك مازلت تعزفين الموسيقى بشكل متكرر؟

رايس: مرة في الشهر، أعزف مع فرقة كلاسيكية مكونة من أربع عازفين. فلم أعد أعزف موسيقى منفردة لأنني استمتع بالتفاعل. لقد أصبح أعضاء فرقة العزف أفضل أصدقائي واستمتع بالعزف الآن بطرق لم أستمتع بها من قبل.