نجامينا: اعاد السودان وتشاد الاحد العلاقات الدبلوماسية بينهما بتبادل السفراء بعد ستة اشهر من القطيعة على خلفية تبادل الاتهامات بدعم حركات تمرد في البلد الاخر. وتحقق التقارب بين الجانبين برعاية ليبيا التي لعبت دور الوساطة لانهاء الازمة التي بدأت في ايار/مايو الماضي.
وقال وزير الخارجية التشادي موسى الفقي لوكالة فرانس برس ان quot;تبادل السفراء الاحد يجسد عودة العلاقات الدبلوماسية بين السودان وتشادquot;. ووصل السفير التشادي في السودان بحر الدين هارون ابراهيم الى الخرطوم الاحد على متن طائرة استاجرتها ليبيا لكي تعيد في المساء السفير السوداني لدى نجامينا عبدالله الشيخ الذي اكد قبل مغادرته انه سيعطي الاولوية لصيانة العلاقات quot;بين البلدين والشعبين الشقيقينquot;.
وكان في استقبال السفير التشادي لدى وصوله مسؤولون ليبيون وسودانيون. وصرح ابراهيم بالفرنسية quot;انا مسرور جدا لاستعادة مهام منصبي مجدداquot;، رافضا الاجابة عن اسئلة الصحافيين بالعربية، علما انها احدى اللغات الرسمية في تشاد.
وشكر السفير ليبيا التي رعت اتفاقا بين تشاد والسودان قبل اسبوعين، مقللا من اهمية المشكلات بين البلدين. واضاف quot;قبلنا بفكرة تعزيز علاقاتنا بكل صدق، ونحن نعيش بانسجام كشقيقين جارين تجمعهما الكثير من الامورquot;.
ولكن علي يوسف المسؤول في وزارة الخارجية السودانية تحدث بلهجة واقعية قائلا quot;هناك العديد من المشكلات مع العديد من الدول التي نقيم معها علاقات دبلوماسية كاملة. لهذا السبب لدينا سفاراتquot;.
وكان السودان وتشاد اتفقا على عودة السفراء quot;في غضون اسبوعينquot; اعتبارا من 24 تشرين الاول/اكتوبر وذلك في ختام اجتماع ثلاثي عقد في طرابلس برعاية ليبية.
وتشهد السودان وتشاد علاقات مضطربة منذ خمس سنوات بسبب اتهامات بدعم حركات تمرد في البلد الاخر.
وقطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع تشاد في ايار/مايو الماضي بعد هجوم شنه متمردون من اقليم دارفور غرب السودان حيث تدور حرب اهلية، على ام درمان المحاذية للخرطوم، متهما نجامينا بالوقوف وراء هذا الهجوم.
وتؤكد تشاد انها تعرضت ل28 هجوما مصدرها السودان، بينها الهجوم الذي وقع يومي 2 و3 شباط/فبراير 2008 وحاصر فيه متمردون نجامينا وكانوا على وشك الاطاحة بالرئيس ادريس ديبي.
ويؤوي شرق البلاد 450 الفا من لاجئي دارفور بالاضافة الى نازحين تشاديين.
ووقع البلدان المتجاوران في اذار/مارس الماضي في دكار وفي العام 2006 في طرابلس اتفاقات لوضع حد للخلافات بينهما، لكنها بقيت غالبا حبرا على ورق.
وتقرر في اجتماع تشادي سوداني سابق في اسمرة في منتصف ايلول/سبتمبر تشكيل quot;قوة سلام وامن مشتركةquot; لتأمين منطقة الحدود المشتركة التي يتاخمها اقليم دارفور الذي يشهد حربا اهلية منذ العام 2003.
وعلى كل من البلدين المساهمة بالف عنصر في هذه القوة.
وقال رئيس بوروندي السابق بيير بويويا خلال زيارته للخرطوم في نهاية الاسبوع على رأس بعثة للاتحاد الافريقي لبحث العلاقات التشادية السودانية، ان البلدين quot;جادانquot; في رغبتهما باحراز تقدم.
وتدارك امام الصحافيين quot;لكنها مسألة بالغة الحساسية لان انعدام الثقة بين البلدين شديد للغايةquot;.
واستطرد بويويا quot;هناك كثير من الاجتماعات والاتفاقات ولكن من دون تنفيذ. فكل طرف يقول +اذا توقف الطرف الاخر (عن مساندة المتمردين) اتوقف+. وهذا يشكل حلقة مفرغة علينا الخروج منهاquot;.
واشار الى اهمية تطبيع العلاقات بين الخرطوم ونجامينا على امل ان يساعد ذلك في تحسين الوضع في دارفور.
وقال رئيس بوروندي السابق انه اذا لم يتم حل هذه المشكلة الثنائية quot;فسيكون التوصل الى حل في دارفور مستحيلاquot;.
التعليقات