المغرب يواجه تنظيمات متطرفة تعادي النظام
بنموسى: الخلية الإرهابية على صلة بتنظيم quot;القاعدةquot;
أحمد نجيم- أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: قال وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى، في ندوة صحافية الأربعاء أن الخلية الإرهابية التي ألقي عليها القبض وضمنها 32 عنصرا، كانت تخطط لاغتيال شخصيات بارزة، من وزراء ومسؤولين وكبار الشخصيات اليهودية المغربية وضباط سامين بالقوات المسلحة الملكية. وأوضح الوزير أن الخلية التي يتزعمها عبد الكريم بلعيرج، الملقب بquot;إلياسquot; أو quot;كريمquot;quot; أسست في العام 1992 بمدينة طنجة، وأضاف أن هذا الزعيم كان يخطط لقتل يهود مغاربة منذ التأسيس، وأضاف أن quot;المسؤولين الحزبيين المغاربة مصطفى معتصم ومحمد مرواني ومحمد الامين الركالة حضروا لولادة التنظيمquot;. كما كشف الوزير أن الزعيم سبق أن ارتكب ستة جرائم قتل ما بين 1986 و1989 ببلجيكا، بالإضافة إلى عمليات سطو مسلح وسرقة.
الوزير أوضح أن لهذا التنظيم quot;الإرهابيquot; كان يتبع مخططا محكما، يقضي بإنشاء تنظيمات سياسية علنية كquot;البديل الحضاريquot; وquot;الحركة من أجل الأمةquot;ّ، بالإضافة إلى الدعوة إلى الانخراط في منظمات المجتمع المدني، وتنظيمات مسلحة سرية من بينها مجموعة quot;العمل الخاصquot;. هذه التنظيمات المسلحة، حسب وزير الداخلية، كانت على علاقة بتنظيمات إرهابية كتنظيم quot;القاعدةquot; منذ 2001 وجماعة quot;المقاتلين المغاربة quot;منذ 2002 وquot;جماعة الدعوة والقتالquot; التي تحولت إلى القاعدة في بلاد المغرب العربي منذ العام 2005، كما أوضح أنهم كانوا على اتصال بquot;حزب اللهquot; اللبناني عام 2002 للتدريب في لبنان، لكنهم تراجعوا.
وبخصوص التدريبات المحلية، قال مسؤول أمني رفيع، إن هذه المهمة أوكلت إلى عميد الشرطة في دائرة فاس منذ سنة، وأضاف أن تلك التدريبات تمت في مناطق متفرقة من المغرب.
وكانت وزارة الداخلية المغربية أعلنت اليوم الأربعاء عن حجز أسلحة كانت تتوفر عليها الخلية الإرهابية التي ألقت عليها القبض مساء أول أمس الاثنين، وقال البيان أن هذه الأسلحة حجزت في مدينتي الدار البيضاء والناظور، وتتضمن quot;كميات مهمة من الأسلحة والذخيرة والشهب النارية بالإضافة إلى ووسائل تستعمل لإخفاء شخصية مرتكبي الجرائم المخطط لها.
وكشفت وزارة الداخلية المغربية عن هذه الأسلحة، وهي : -9 بنادق من نوع quot; كالاشنيكوف quot; مزودة بخزاناتها، وبندقيتان رشاشتان من نوع quot;أوزيquot; مزودة بستة خزانات وكاتم للصوت و7 مسدسات رشاشة من نوع quot; سكوربيونquot; مزودة بعشر خزانات و16 مسدسا أوتوماتيكيا (من أنواع وعيارات مختلفة) مزودة بتسعة عشر خزان وخمسة كاتمات للصوت وكمية من الذخيرة الحية من مختلف العيارات وفتائل وأجهزة للتفجير وبخاخات غازية مشلة للحركة وأقنعة.
وأوضح البلاغ أن التحريات التي قامت بها الشرطة القضائية مكنت من تحديد مصدر تمويل شبكة quot;بلعيرجquot;، الذي يأتي أساسا من السطو المسلح وإخفاء الأشياء المسروقة والمساهمات المباشرة لأعضاء في التنظيم الإرهابي. وأضافت وزارة الداخلية أن الخلية الإرهابية مكنت عملية السطو المسلح التي نفذت سنة2000 بالمقر المركزي لمؤسسة quot; برينكسquot; بلوكسمبورغ، من لدن أحد أعضاء شبكة quot;quot; بلعيرجquot; وبتواطؤ مع لصوص أوروبيين محترفين، والتي يقدر حجم المبالغ المسروقة خلالها ب5 ،17 مليون أورو, هذا التنظيم الإرهابي من إدخال ما قيمته30 مليون درهم للمغرب سنة 2001
وأضافت أن هذه المبالغ بيضت في مشاريع سياحية وعقارية وتجارية في عدة مدن مغربية. وأضاف البلاغ أن هذه الاستثمارات كانت موجهة لتمويل نشاط الشبكة، كما أن الأملاك العقارية التي تم اقتناؤها كانت مخصصة لإيواء الإرهابيين. وأوضح البيان أن هذه المسروقات همت مجوهرات سرقت من بلجيكا تم إدخالها بعد ذلك إلى المغرب وتحويلها إلى سبائك بواسطة عضو في التنظيم الإرهابي, يشتغل كصائغ ليتم إعادة بيعها.
وأظهرت نتائج التحقيق أن الأشخاص المتورطين في شبكة (بلعيرج) لهم روابط مؤكدة مع الشبيبة الإسلامية والحركة الثورية الإسلامية المغربية وحركة المجاهدين في المغرب والحركة من أجل الأمة ( وكلها تنظيمات غير معترف بها) والبديل الحضاري (حزب سياسي).
وأضاف المصدر ذاته، أنه نظرا للعلاقات المؤكدة لقياديي حزب البديل الحضاري مع الشبكة الارهابية فقد اتخذ الوزير الأول مرسوما يقضي بحل هذا الحزب طبقا لمقتضيات الفصل57 من القانون المتعلق بالاحزاب السياسية. وكان ضمن المعتقلين الأمين العام لحزب quot;البديل الحضاريquot; مصطفى معتصم ونائبه محمد الامين الركالة، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب quot;الحركة من أجل الأمةquot; محمد مرواني وأعضاء في حزب quot;العدالة والتنميةquot; وquot;اليسار الموحدquot;، وقد بلغ عددهم 34 شخصا.
وكانت منظمات حقوقية أدانت اعتقال الحكومة لقياديين حزبيين، كما انتقدت بعض الأحزاب هذه الاعتقالات التي وصفتها بquot;غير القانونيةquot;.
تنظيمات متطرفة تعادي النظام
الى ذلك، قال محمد ضريف، الباحث المغربي في شؤون الجماعات الإسلامية، إن quot;بيان وزارة الداخلية لا يوجه الاتهامات بشكل للشبيبة الإسلامية التي عاشت أزمة في السبعينات تمخض عنها بروز حركات جديدة كانت لها اختيارات مختلفةquot;.
وأوضح محمد ضريف، في تصريح خاص به quot;إيلافquot;، أن quot;هذه التيارات تمثلت في 3 مجموعات، منها مجموعة التبين وأخرى تحمل إسم الاختيار الإسلامي، وكانت تتبنى توجها انقلابيا، إذ تؤمن بالعنف لتغيير الأوضاع، وكانت تضم في صفوفها الأمين العام للبديل الحضاري مصطفى معتصم الأمين العام لحزب الأمة محمد مرواني (الذي يطالب بالحصول على ترخيص)quot;، وهما المعتقلين حاليا للاشتباه في لعبهما دور رئيسي في هذه الشبكة. أما قائد الجناح العسكري للشبيبة الإسلامية، ويدعى عبد العزيز النعماني فأسس حركة المجاهدين، وهي الوارد إسمها في التحقيق، كما توجد هناك مجموعات مرتبطة بالشبيبة، انشقت عنها في بداية التسعينات ويتعلق الأمر بالحركة المغربية الإسلامية وكان من بين قياداتها عبد الإله الزيات الموجود بالخارج، وهي كانت مسؤولة عن اعتداءات مراكش في صيف 1994.
وأشار الباحث المغربي إلى quot;أننا أمام مجموعات انبثقت عن الشبيبة الإسلامية، وتعادي النظام، وهذه المجموعات ليس لها علاقة بالتيار السلفي الجهاديquot;.
وفي سابقة بالمغرب، ذكر بلاغ للوزير الأول أنه، اعتبارا لثبوت العلاقة بين هذه الشبكة وتأسيس حزب quot;البديل الحضاريquot;، وتوفر قرائن تفيد تورط قادة الحزب الرئيسيين في الشبكة، اتخذ الوزير الأول مرسوما يقضي بحل حزب quot;البديل الحضاريquot;، طبقا لمقتضيات الفصل57 من القانون المتعلق بالاحزاب السياسية.
التعليقات