طلال سلامة من روما: هاجم سيلفيو برلسكوني الاتحاد الأوروبي بعد أن عبر الخبراء الأوروبيين عن شكوكهم حيال مصير شركة quot;أليتالياquot; للطيران الوطني. لا شك في أن quot;أليتالياquot; ومصيرها هي التجربة القاسية الأولى التي سيمر بها برلسكوني والتي قد تقرر نجاح أو فشل الحكومة الإيطالية الجديدة. في هذا الصدد، طلب الاتحاد الأوروبي توضيح تفاصيل القرض الذي قدمته مؤخراً حكومة روما الى شركة quot;أليتالياquot; بقيمة 300 مليون يورو. نظرياً، تنوي رئاسة الوزراء الإيطالية، التي تتخذ من مبنى quot;بالاتسو كيدجيquot; مقراً رئيسياً لأعمالها، الرد على طلب بروكسل خلال الأيام العشرة القادمة. يذكر أن إنقاذ شركة أليتاليا من الإفلاس أو تجنب تسليمها الى أيد أجنبية كانت قاعدة سياسية ترويجية اعتمد عليها برلسكوني أثناء الحملة الانتخابية. للآن، لا أحد يعلم ان كان برلسكوني يمتلك حقاً الحل المناسب لشائكة مزعجة تدعى quot;أليتالياquot; أم لا.

ولا يأتي تحرك الاتحاد الأوروبي عفوياً ودون شكوك. فطلب الحصول على المعلومات التي ستوجهه بروكسل الى روما، في اليومين القادمين، يعكس شكوكاً وعلامات استفهام حول طبيعة هذا القرض-الجسر. بالأحرى، تريد بروكسل، عن طريق الناطق باسم المفوض الأوروبي لشؤون النقل quot;جاك باروتquot;، أن تستعلم من روما ان كان هذا القرض ذو طابع تجاري أم أنه عبارة عن مساعدات حكومية إيطالية. هذا وقد تميل المفوضية الأوروبية الى سد الطريق أمام هذا القرض خاصة نتيجة القرار الإيطالي غير الشرعي أوروبياً المتعلق بتقديم هذا القرض العاجل.

في الحقيقة، يعتبر هذا القرض خطة سياسية-صناعية لإطالة عمر quot;أليتالياquot;. على الأرجح، قامت حكومة روما باختراق القوانين الأوروبية لإنقاذ شركتها الوطنية. مع ذلك، ينتظر برلسكوني من المفوضية الأوروبية التعاون في هذا المجال وليس مواجهة العوائق الأوروبية البيروقراطية.