خلف خلف من رام الله: اجتمع العديد من نواب الكنيست عن حزب كاديما اليوم الجمعة لمناقشة مسألة التحقيقات الجارية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت. والاجتماع الأول من نوعه منذ الشبهات حول تورط أولمرت في قضية فساد جديدة قد تجبره على الاستقالة عقد في منزل عضو الكنيست يتسحاق بن إسرائيل.

وبحسب صحيفة هآرتس فلم يحضر الاجتماع المذكور أيا من كبار حزب كاديما الكبار رغم أنه وجهت إليهم الدعوات الخاصة بذلك، والسبب في عدم حضورهم يرجع خشية أن يفسر الأمر، وكأنه محاولة للانقلاب على أولمرت، الذي تتحدث العديد من التقارير عن صراع في حزب كاديما مشتعل لخلافته.

ويخضع أولمرت لتحقيقات منفصلة حول قضايا فساد يشتبه بتورطها فيها، منها بيعه لمنزله في القدس بطريقة ليست قانونية، وكذلك بيعه لنواة بنك لومي لرجال أعمال مقربين منه، بالإضافة إلى شبهات حول تورطه تقديم تسهيلات لبعض الشخصيات خلال إشغاله منصب وزير التجارة والصناعة في حكومة أرييل شارون، بالإضافة إلى القضية الجديدة المتعلقة بتلقيه أموال طائلة من رجل أعمال أميركي، حينما كان يترأس بلدية مدينة القدس.

وتعتبر وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أبرز المرشحين لقيادة حزب كاديما، وتولي سدة الحكم خلفا لأولمرت. ولكن في حال أجريت انتخابات عامة، فانه ستواجه منافسة حادة من رئيس حزب العمل ووزير الدفاع الحالي أيهود باراك، بالإضافة إلى زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، ولكن ما يزيد من فرص ليفني ابتعاد أسمها عن دائرة الفساد التي تلاحق العديد من المسؤولين الكبار في إسرائيل في الشهور الأخيرة، أما الصعوبات أمامها فتتمثل برفض بعد الأحزاب الإسرائيلية تولي امرأة منصب رئاسة الوزراء، وكذلك هي لا تتمتع بشبكة علاقات اجتماعية قوية.

ويؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت في مقال رأي نشر اليوم الجمعة أن ليفني هي المرشح الأقوى لخلافة اولمرت الذي يدور صراع الآن في كاديما حول خلافته رغم انه ما زال حياً يرزق، وكتب كاسبيت في صحيفة معاريف يقول: quot;العلاقات بين اولمرت وليفني شهدت في هذا الأسبوع نقطة الانخفاض الأكثر دونية على الدوام. بما في ذلك، ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقدته ليفني بعد صدور تقرير فينوغراد الأول. اولمرت يتحدث عنها الآن بضراوة وشدة غير مسبوقة بينما يثني على أيهود باراك الذي يتعامل معه بصورة رفاقية وإنسانية نموذجية حسب رأية خلافاً لـ quot;تلك المرأةquot;.

ويبدو أن ليفني ليست الوحيدة التي تتطلع لكرسي أولمرت، فقد نقل عن الوزير شاؤول موفاز أحد جنرالات حزب كاديما أشارته في محادثات مغلقة أنه إذا حاولت ليفني السيطرة على مقعد أولمرت فسيضطرون لتجريدها من ملابسها وكشف عورتها.

كما جاء أيضًا أن زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، هو صامت الآن، ولكنه يعمل داخل الغرفة ويخطط بحرص للساعات الأولى بعد استقالة اولمرت. ويقول المحلل بن كاسبيت: quot;حيث ستكون هذه ساعات حاسمة. مثلما وقف شارون بجانب بيبي عندما استقال ومثلما وقف اولمرت بجانب شارون عندما انهار، ها هو بيبي يرغب الآن بأن يكون في المكان الصحيح وفي الزمن الصحيح مع النظرة الصحيحة والكلام الصحيح في ذلك الموقف حتى يحول نفسه أخيرًا من رئيس وزراء محتمل (منذ 10سنوات تقريبا) إلى رئيس للوزراء فعليا.

ورغم أن صراعًا لخلافة أولمرت يدور وراء ظهره، ولكن برغم ذلك يواصل عمله كالمعتاد، ومحاموه يصطفون من حوله مثل الأطباء، وفي الغرفة الثانية يواصل الأبناء تقاسم التركة. ولكن أولمرت خلال عدة محادثات أجراها مع مجموعة داخلية من أنصاره المح بأن قراره بالاستقالة إن قدمت لائحة اتهام ضده ليس نهائياً.