موسى يحذر من فشل أنابوليس واتفاق الدوحة

فيينا: اختتم المؤتمر الدولي لإعادة بناء مخيم نهر البارد في شمال لبنان أعماله بعد جلسة مغلقة بعد ظهر اليوم، بالاعلان عن تقديم تعهدات مالية بلغ مجموعها 120 مليون دولار أميركي كمساهمة من بعض الدول والمؤسسات الدولية المانحة.

وقد أشادت وزيرة الخارجية النمساوية أرسولا بلاسنك بنجاح مؤتمر فيينا الذي استضافته حكومة بلادها في إطار مبادرة مشتركة مع الحكومة اللبنانية، واعتبرت التبرعات المخصصة للمساهمة في تمويل خطة دولية لإعادة تعمير مخيم نهر البارد وتحويله إلى بلدة نموذجية بانها رسالة quot;دعم سياسيquot; من قبل المجتمع الدولي لسيادة لبنان واستقلاله، وquot;نقلة نوعيةquot; في التضامن الدولي مع الشعبين اللبناني والفلسطيني. وأشارت إلى أن النمسا تبرعت بمبلغ مليون يورو للمساهمة في عملية إعادة بناء المخيم .

كما اشارت بلاسنك في بيان صحافي وزعته بعد انتهاء المؤتمر الدولي إلى أهمية مشاركة ممثلي أكثر من 75 دولة من الدول المانحة من بينها السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية التي تبرعت بنصف المبلغ المطلوب لإعادة بناء المخيم الفلسطيني، بالإضافة إلى مندوبي العديد من المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية وكبار المسؤولين من بينهم رئيس الحكومة اللبنانية السيد فؤاد السنيورة، ومفوضة شؤون العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي السيدة بنيتا فيريرو فالدنر، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والمفوضة العامة لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (الأونروا) كارين كونيغ أبو زيد. وأعربت الوزيرة بلاسنك عن الأمل بأن تؤدي عملية تعمير مخيم نهر البارد إلى بناء قواعد الثقة بين اللبنانيين والفلسطينيين.

كما عبرت الوزيرة بلاسنك عن ثقتها بأهمية دور المجتمع الدولي في المساهمة بتمويل المشروع الدولي الطموح لإعادة بناء مخيم نهر البارد والمناطق المحيطة به. وشددت الوزيرة النمساوية على أهمية دور المرأة الفلسطينية في المساهمة بعملية النهوض في إعادة بناء القواعد الاجتماعية في مخيم نهر البارد.

كما أكدت عزم الدول والمؤسسات الدولية المانحة بالمباشرة في تنفيذ المشروع اعتباراً من أوائل العام المقبل، وأن يتم الانتهاء منه قبل نهاية العام 2011. وترصد الخطة الدولية التي اعدتها وكالة الأونروا بدعم وتمويل البنك الدولي ما مجموعة 282.1 مليون دولار أميركي من أجل تمويل عملية إعادة مخيم نهر البارد على شكل quot;بلدة نموذجيةquot; فوق أنقاض المخيم السابق، والذي دُمر بالكامل تقريباً خلال الاشتباكات المسلحة التي جرت بين قوات الجيش اللبناني وقوات تابعة لما يُسمى بـ quot;فتح الإسلامquot; والتي استمرت زهاء أربعة أشهر خلال صيف العام الماضي.

وأهم ما جاء في خطة العمل الدولية لإعادة بناء مخيم نهر البارد هو التركيز على سبعة محاور رئيسية تحت عناوين مختلفة هي: إقامة بلدة نموذجية محل مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين؛ توفير الدعم المالي المطلوب؛ تعزيز الأمن والاستقرار والتعايش الفلسطيني اللبناني؛ التأكيد على أهمية دور الحكومة اللبنانية والسلطات اللبنانية المختصة؛ التخطيط للمرحلة المقبلة مع التركيز على تحسين المظروف المعيشية للفلسطينيين بمساهمة تدعيم الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا في مختلف المجالات الاجتماعية والتعليم والرعاية الصحية؛ والعمل نحو تأمين حياة تعايش جديدة وإعداد الترتيبات اللازمة للمرحلة المقبلة، وخصوصاً في ميدان الخدمات العامة وتوزيع شبكة الماء والكهرباء والصرف الصحي.

ويؤكد الخبراء الذين ساهموا بصياغة الخطة الدولية لإعادة تعمير مخيم نهر البارد على أهمية عدة عوامل أخرى اعتبروها أساسية، من بينها تأمين مقومات الأمن والاستقرار والتنمية والتركيز على تطوير النواحي الاجتماعية والإنسانية ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين على الانخراط مع نمط الحياة الجديدة بعد الانتهاء من إعادة تعمير المخيم .