هراري : دخل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في محادثات مطولة مع زعماء المعارضة يوم الاحد بعد علامات على ان الجانبين اوشكا على التوصل لاتفاق بشأن اقتسام السلطة لانهاء ازمة سياسية اعقبت الانتخابات.

ولا تزال المحادثات التي يتوسط فيها رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي جارية في احد فنادق هاراري بعد ما يقرب من تسع ساعات على بدء اجتماع موغابي مع زعيم حركة التغيير الديمقراطي المعارضة مورجان تسفانجيراي وارثر موتامبارا زعيم الفصيل المنشق عن الحركة.

وينظر الى المحادثات على انها اوضح دلالة حتى الان على ان التوصل لاتفاق من شأنه ان يعزز فرص انتشال البلاد من كارثة اقتصادية اصبح في المتناول.

وبدأت المحادثات الشهر الماضي في اعقاب اعادة انتخاب موغابي في جولة اعادة خاضها دون منافس في يونيو حزيران ولاقت ادانة في جميع انحاء العالم والتي قاطعها تسفانجيراي محتجا بوقوع هجمات ضد انصاره.

وقال موتامبارا في مقال باحدى الصحف في وقت سابق ان التسوية باتت قريبة.

وقال انه على الرغم من وجود بعض اوجه القصور الا انها تقدم quot; افضل اجراء مؤقت للخروج بالبلاد من اسوأ وضع تتعرض له.quot;

واي اتفاق قد يعني تخطي موغابي بسلام الانتخابات التي شكلت اكبر تحد لحكمه لكنه ربما يحرمه ايضا من بعض الصلاحيات التي سمحت له بان يحكم بقبضة من حديد.

ويتعرض الجانبان لضغوط للتوصل الى اتفاق.

ويأمل شعب زيمبابوي والدول المجاورة في التوصل الى اتفاق ينهي سنوات من الاضطراب السياسي وينعش الاقتصاد الذي دفع انهياره ملايين الاشخاص للرحيل عن زيمبابوي.

ومن المرجح ان يظل المستثمرون حذرين حتى ظهور علامات ملموسة على استقرار سياسي طويل الامد ووجود حكومة قادرة على اعادة بناء البلاد.

وفي رسالة بمناسبة عطلة ابطال حرب التحرير في زيمبابوي يومي الاثنين والثلاثاء هاجم موتامبارا القوى الغربية التي ايدت المعارضة ضد موغابي واتهمها بالتدخل في شؤون زيمبابوي.

وتساءل موتامبارا في المقال quot;كيف يمكن لدولة غربية ان تصرح علانية بانها لن تعترف بالحكومة ما لم يرأسها زعيم معين دون تقويض مصداقية ونزاهة ذلك الفرد.quot;

ويقول المحللون ان اي اتفاق سيحتاج الى موافقة قادة الامن والجيش والشخصيات القوية التي لها تأثير كبير على موغابي والتي تريد التأكد من انها لن تكون عرضة لمحاكمات دولية عندما تهدأ العواصف السياسية.

وقال مسؤول في حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي -الجبهة الوطنية الحاكم في زيمبابوي ان انفراجة كبيرة حدثت عندما وافقت حركة التغيير الديمقراطي على الاعتراف بشرعية موغابي كرئيس. وقال ان منصب موغابي ليس محل تفاوض.

واضاف المسؤول ان حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية وافق على ان يصبح تسفانجيراي رئيسا للوزراء لكن quot;ليس بمفهومquot; تقارير وسائل الاعلام التي قالت انه سيمنح سلطات تنفيذية في حين سيصبح موغابي رئيسا شرفيا.

ولم يتسن الاتصال بمسؤولي حزب حركة التغيير الديمقراطي للتعليق.

والمساعدة في تأمين التوصل لتسوية قبل استضافته في 16 اغسطس اب قمة في جنوب افريقيا للزعماء الاقليميين الذين يمثلهم في جهود الوساطة قد تمثل انقلابا سياسيا لمبيكي.

وتعرض مبيكي لانتقادات مكثفة في الداخل والخارج لعدم اتخاذه موقفا متشددا مع موغابي وهي سياسة يقول انها لن تؤدي الا الى نتائج عكسية وتزيد من التوترات.